أكدت السفيرة الدكتورة هيفاء أبوغزالة الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية، أن معرض نقوش فلسطين القديمة وكتاباتها الذي تنظمه الأمانة العامة ل جامعة الدول العربية ، تكمن فكرته في استحضار تلك النقوش من خلال تقليدها ووضعها في سياقها التاريخي الصحيح وعرضها لتصحيح الكثير من المفاهيم الخاطئة التي زرعها وروجها الاحتلال الإسرائيلي، مشيرة إلا أن رعاية الأمين العام للجامعة العربية لهذه الفعالية التي تنظمها الأمانة العامة بالتعاون مع مؤسسة وساطة للعمل الشبابي من دولة فلسطين وجمعية الحضارة العربية من المملكة الأردنية الهاشمية تأتي إيمانا منه بالدور الهام الذي تضطلع به منظمات المجتمع المدني العربية إلى جانب المؤسسات الحكومية، في مناصرة القضية الفلسطينية وحرصا على دعم نضال الشعب الفلسطيني في الدفاع عن حقوقه المشروعة في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، ومجهوداته في حماية التراث الفلسطيني من محاولات الطمس والتزييف.
وأوضحت أبو غزالة خلال كلمتها في افتتاح معرض نقوش فلسطين القديمة، أن الأمانة العامة ل جامعة الدول العربية تؤكد دائما على أهمية الموروث الثقافي العربي باعتباره فخر الأمة العربية وعزها وصمام الأمان تجاه تأكيد هويتنا العربية انطلاقاً من مبدأ ثابت وهو وطن بلا تراث وطن بلا هوية، وتضع الاهتمام به وحمايته على قائمة أجندة أعمالها خاصة في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها المنطقة العربية وما تتعرض إليه الآثار القديمة في بعض المناطق العربية من سرقة وتدمير وسلب ونهب منها بأن هذا التراث .
وأشارت ان تلك الفعالية تتحدث عن التراث الفلسطيني والذي يعد من المرتكزات الأساسية للهوية الفلسطينية، ويظهر خصوصية شعب فلسطين العريق منذ الكنعانيين، مشيرة إلى أن فلسطين مهد الحضارات منذ فجر التاريخ، ومهبط الأديان السماوية مهد النبي عيسى عليه السلام ومسرى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ويشهد كل مكان فيها على الإرث التاريخي والحضاري الفريد، خاصة أن فلسطين فيها أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
ونوهت السفيرة هيفاء أبو غزالة ، الى الخصوصية التاريخية لدولة فلسطين، قائلة: فلسطين لها خصوصية تاريخية وحضارية عميقة لا توازيها أية مكانة، ويليق بها بأن تكون أيقونة مقدسة ورمزا تاريخيا عريقاً يحبه الجميع ويسعى للقرب منه، لهذا كانت فلسطين على مر التاريخ في مرمى أطماع الشعوب التي تطمح لاحتلالها والسيطرة عليها.
وأعربت ابو غزالة عن اسفها لما تتعرض له دولة فلسطين بشعبها وقضيتها وتراثها من النهب والقتل والاستهداف المباشر وغير المباشر للقضاء على هذه القضية فلم يكتف الاحتلال الإسرائيلي بسرقة الأرض الفلسطينية، بل يصارع الزمن يوما بعد آخر لسرقة الهوية والتاريخ والتراث الممتد منذ قديم الزمان على هذه الأرض، ويعمد هذا الكيان الصهيوني إلى سرقة التراث الفلسطيني كسرقة ال اللباس واللغة والعملة والأحجار الكنعانية القديمة حتى وصل بهم الأمر لسرقة المأكولات الفلسطينية الشعبية، ونسوا أن هذه التصرفات الخبيثة تؤكد فراغ رصيد هذا الكيان في الحضارة الإنسانية، وأن تاريخهم عبارة عن سلسلة من الجرائم فقط، وأنهم محاولاتهم سرقة التراث الفلسطيني وتهويده ما هو سوى بحث عن هوية ثقافية إسرائيلية يفتقدونها .