#فكر_الأول | مدينة «الروبيكي للجلود».. معجزة صناعية تمثل مصر عالميا

#فكر_الأول | مدينة «الروبيكي للجلود».. معجزة صناعية تمثل مصر عالمياالرئيس السيسى

اقتصاد6-9-2023 | 18:03

عانى القطاع الصناعى لفترة طويلة، قبل وصول الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى حكم البلاد، من مشكلات عدة تسببت فى تعثره من غياب التمويل ونقص الخامات وعدم توافر الطاقة وانقطاع الكهرباء عن المصانع الإنتاجية، وأي تطور صناعي يعود بفائدة كبيرة على الدولة المصرية، فليس هناك دولة يرتفع اقتصادها بدون صناعة، ومن ضمن هذه الصناعات التي تساهم بشكل كبير فى تحسين الأداء الاقتصادي صناعة الجلود .

كانت منطقة المدابغ بمصر القديمة قبل عام 2014، تحتوى على ورش ومباني متلاصقة تفوح منها رائحة كريهة، بالإضافة إلى فضلات الجلود والشعر والغراء، ومخلفات الصباغة محمولة على عربيات كارو وتعتبر الوسيلة الوحيدة للتنقل داخل المنطقة، بالإضافة إلى شوارع ضيقة تملؤها مياه الصرف الصحى، فشبكات الصرف الصحى متهالكة والكهرباء والمياه تنقطع بين الحين والآخر، ومع انتشار مصانع الدباغة والأنشطة المكملة لها ومع الزيادة السكانية، أصبح أغلب المصانع مهددة بالإغلاق وأصحابها بالطرد، خاصة بعد ارتفاع نسب التلوث بها.

مدينة الجلود بالروبيكى

وبإعتبار صناعة الجلود أحد أهم الصناعات على الساحة الدولية فى وقتنا الحالى، وجه الرئيس السيسي بإنشاء أول مدينة من نوعها لدباغة الجلود في الشرق الأوسط وإفريقيا من حيث الحجم والتكنولوجيا الصناعية المتطورة، وكذلك إعادة تدوير مخلفات الجلود وتحويلها إلى أسمدة عضوية ومنتجات صديقة للبيئة، وهى مدينة الروبيكي للجلود بمدينة بدر، ونقل مدابغ مصر القديمة إليها.

وتعد مدينة الجلود بالروبيكى أحد أهم المشاريع الصناعية المتخصصة التى صممت وفق أحدث المعاييرالعالمية، وأصبحت معجزة مصرية للصناعة فى الشرق الأوسط، ومن أبرز المشروعات العملاقة التي نفذتها الدولة خلال السنوات الماضية، حيث تعتبر مدينة صناعية متكاملة لصناعة الجلود والغزل والنسيج، وهي أكبر مدينة صناعية في الشرق الأوسط، وتجعل مصر مركزًا استراتيجيًا لصناعة الجلود ليس فقط على المستوى المحلى أو الإقليمي وإنما على المستوى الدولي أيضًا، حيث تعتبر مدينة متخصصة في كل ما يخص دباغة الجلود لتستعيد مصر دورها الرائد في هذه الصناعة.

يوفر فرص عمل
ويوفر مشروع "الروبيكى" فرص عمل واعدة، وتحقق استثمارات ممتازة ستكون إضافة للتنمية الاقتصادية فى مصر، كما يعمل على زيادة المنتج المحلى من المصنوعات الجلدية، بالإضافة إلى أن تلك المنتجات ستساعد فى عملية التصدير وتوفير العملة الصعبة لاستكمال وإقامة المشروعات التنموية فى مصر، وإقامة هذا العدد من الهناجر لإقامة الصناعات من خلال توفر المادة الخام من الجلد المدبوغ ، ما يوفر الوقت والجهد والمال فى استثمار المادة الخام وإقامة الصناعات التحويلية من الجلود.

ويساهم المشروع في الحد من إهدار الموارد وكفاءة الاستخدام، وخلق تكامل وروابط تصنيعية، وتشجيع الصناعات القائمة على إعادة التدوير للمخلفات وتشجيع المصنعين على تبني مفهوم الإنتاج الأنظف.

مكونات مدينة الجلود
وتشتمل مكونات مشروع مدينة الجلود بالروبيكى، على منطقة وحدات إنتاجية وخدمات مساعدة على مساحة 511 فدانا، تتضمن مدبغة نموذجية على غرار المدابغ العالمية لتكون مثالا جيدا للتطوير والتحديث، كما يتم بها اختبار نوعية الجلود وتطوير التصميمات والألوان الجديدة للمنتجات الجلدية بجانب القيام بعمليات التدريب للموارد البشرية العاملة بالقطاع لصقل مهارتهم الفنية، وفقا لأحدث الطُرز العالمية.

وتتضمن مدينة الجلود، منطقة محطات المعالجة لمياه الصرف الصناعى والصحى والمدفن الصحى طبقا لأحدث التكنولوجيات بما يتفق مع متطلبات التوافق البيئى على مساحة 282 فدانا، إضافة إلى منطقة الغابة الشجرية وتروى بمياه الصرف بعد المعالجة وهى على مساحة 280 فدانا ، فضلا عن مركز تكنولوجيا الدباغة وصناعة الجلود على مساحة 6000 متر مربع بالتعاون مع الجانب الإيطالى، إلى جانب صناعات متكاملة (مدابغ، مصانع جيلاتين وغراء، مخازن، كيماويات، متاجر) وإقامة متحف تراثى مخصص لبيان مراحل تطور صناعة الجلود فى مصر.

التغلب على المشكلات البيئية
وتحتوي مدينة الجلود بالروبيكى على بنية تحتية وأساسية حديثة تتغلب على جميع المشكلات البيئية التي كانت تواجه مدابغ منطقة مجرى العيون الأثرية، إضافة إلى مراكز خدمات عامة من بنوك وقاعات مؤتمرات ومعارض ومراكز صيانة ومنافذ تسويق ومكاتب تراخيص ومستشفى ومركز إطفاء ومركز شرطة ومركز اتصالات، ومصانع للغزل والنسيج.

مراحل المشروع

اشتمل مشروع انشاء مدينة الروبيكى على عدة مراحل:

المرحلة الأولى
تستوعب المرحلة الأولى جميع المصانع الموجودة بمنطقة سور مجرى العيون والصناعات المكملة لها عند نقلها إلى مدينة الجلود بالروبيكى ، وهى على مساحة ١٦٠ فدانا وبها ٨٠ عنبرًا بمساحات مختلفة وجاهزة للتشغيل، وتصل التكلفة الإجمالية للمرحلة الأولى نحو مليار جنيه، وقرر مجلس الوزراء إنهاء المرحلة الأولى من مدينة الجلود في يوليو ٢٠١٦ لتكون جاهزة لاستقبال كافة المدابغ المقرر نقلها من منطقة مجرى العيون إلى الروبيكى، حيث تم الانتهاء من جميع منشآت المرحلة الأولى وأعمال البنية الأساسية الداخلية والخارجية وإطلاق التيار الكهربائي وتوصيل المياه واتمام أعمال التشطيبات.

وتم نقل وتسكين ١٠٦٦ مدبغة مختلفة الأحجام من منطقة مجرى العيون إلى الروبيكى بمدينة بدر، وتم بالفعل هدم المدابغ القديمة، في الربع الأول عام ٢٠١٧ .

المرحلة الثانية
اقيمت المرحلة الثانية على مساحة ١١٦ فدانًا، تم طرحها وتقديم العطاءات وفحصها في ديسمبر ٢٠١٦، وقد تم تخصيص ٢٠٠ مليون جنيه من صندوق الترفيق للبنية الأساسية.

المرحلة الثالثة
تخصصت المرحلة الثالثة لجذب استثمارات خارجية في مجال الصناعات المغذية وصناعات القيمة المضافة مثل صناعة الأحذية والمنتجات الجلدية المصنعة سواء الموجهة للتصدير، أو الاستخدام المحلى، وإنشاء مقرات للشركات العالمية لزيادة فرص التصدير وفتح أسواق خارجية لمنتجاتنا الجلدية.

للمزيد تابع #فكر_الأول

أضف تعليق