في مثل هذا اليوم رحل عن عالمنا الملحن العظيم رياض السنباطي، ودفن وسط حزن كبير من محبيه، في 10 سبتمبر 1981، عن عمر يناهز 74 عاماً.
ساهم "السنباطي" في صناعة أبرز الأغاني مثل: (الأطلال مع أم كلثوم، شفت حبيبي مع محمد عبدالمطلب، لعبة الأيام مع وردة، مين يشتري الورد مع ليلى مراد، لحن الوفاء مع العندليب عبدالحليم حافظ) وغيرها من الأغاني.
كما قدم ألحان خالدة بلغت 539 عملًا، عمل مع كوكب الشرق أم كلثوم، وفيروز، كما لحن لـ أسمهان، ومحمد عبدالمطلب.
نشأته
ولد رياض محمد السنباطي في 30 نوفمبر 1906، في مدينة فارسكور التابعة لمحافظة دمياط.
نشأ السنباطي والموسيقي في آذانه، وشب على سماع والده وهو يغني في الموالد والأعياد والمناسبات الدينية في القرى المجاورة، فضلًا عن عزف والده على العود وهو يغني التواشيح الدينية.
وفي 1928، انتقلا إلى القاهرة وعمل "رياض" ثلاث سنوات بالمعهد بعد قرار لجنة الأساتذة بتعيينه مدرسًا وليس طالبًا، كان مصممًا على خوض عالم التلحين، وكان ذلك في بداية ثلاثينيات القرن الماضي، وكانت البداية مع شركة أوديون للأسطوانات التي قدمته كملحن لعدد من نجوم الغناء، مثل (رجاء عبده، وعبدالغني السيد، وأم كلثوم).
خلاف "السنباطي" مع أم كلثوم
قدم رياض السنباطي مع أم كلثوم أعمالاً خالدة ولها أثر بارز في تاريخ الموسيقى العربية، واعتبر النقاد أغنيتهما (الأطلال)، أفضل أغنية عربية في القرن العشرين على الإطلاق.
وقام "السنباطي" بتلحين 282 أغنية لأم كلثوم، ثم نشأت بينهما الخلافات التي يقول عنها "رياض" إن سببها المال، بينما أم كلثوم تقول: إن سببها هو تكاسل "السنباطي" عن التجديد في العمل.
وبعد هذا الخلاف، اتجهت أم كلثوم لمدة 3 سنوات للتعاون مع ملحنين آخرين مثل: (محمد الموجي، وبليغ حمدي) واتهمت "السنباطي" بتكرار الألحان في الأغنية الواحدة، لذا فهو يستحق مقابل مادي أقل من المتفق عليه.
وبدأ بعدها "السنباطي" في انتقاد أغاني أم كلثوم خلال حواراته الصحفية، واصفًا أغانيها بـ«الشعبية»، ولكن سرعان ما عادت علاقتهما لطبيعتها حتى وفاة أم كلثوم.
زواجه
تزوج رياض السنباطي في بدايته الفنية وحضرت زفافه كوكب الشرق أم كلثوم، وتزوج من إمرأة من خارج الوسط الفني، وكانت حياته الخاصة بسيطة بدرجة كبيرة، وكانت قريبة من العزلة والانطوائية إلا الذين يتعامل معهم من الفنانين، وكان معروفًا عن رياض السنباطي بأنه يقضي الكثير من وقته بمفرده يسجل الألحان وينتظر الإلهام.
تكريماته
حصل "السنباطي" على عدة تكريمات على مر تاريخه الحافل، مثل وسام الفنون من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر 1964، ووسام الاستحقاق من الدرجة الأولي من الرئيس محمد أنور السادات وجائزة المجلس الدولي للموسيقي في باريس 1964.
ويشار إلى أن الفنان رياض السنباطي هو الملحن الموسيقي العربي الوحيد، الذي نال جائزة اليونسكو العالمية عام 1977، باعتباره الموسيقي المصري الوحيد الذي لم يتأثر بأي موسيقى أجنبية، واستطاع بموسيقاه التأثير على منطقة لها تاريخها الحضاري.