بعد ارتفاع معدلات الطلاق، لابد أن نعلم ما هى الأسباب وراء ذلك ومن المتسبب فى انهيار المنزل الزوج أم الزوجة ؟
وعن أسباب ارتفاع نسب الطلاق، قالت سارة ممدوح استشارى علاقات أسرية وتربوية واستشارى الصحة النفسية، الزواج سكن وهدوء، مودة ورحمة فإذا غابت المودة غابت الرحمة وعدم الشعور بالطرف الآخر نهائيًا، ومن هنا نقول تعددت الأسباب والطلاق واحد، مع اختلاف النهايات من شخص لآخر ومن حكاية لأخرى ولكن السؤال ماسبب الطلاق الفعلى هل هو سبب ظاهر أم خفى؟ إن نسب أسباب الطلاق الخفى تفوق بكثير نسب الطلاق الذى ينتج لأسباب ظاهرة معلنة للمجتمع، حيث إن أكثر حالات الطلاق ترجع إلى الأسباب الخفية حيث يكون السبب الظاهرى بمثابة حجج لكل طرف من الأطراف.
وتابعت الاستشاري الأسرى: أن نسبة الطلاق فى المجتمع تعدت نسبة الزواج بكثير بل أصبح قطاع كبير من الشباب يهاب اللجوء إلى الزواج ويفضل العيش فى عزلة، والسبب يرجع إلى فوضى الأخلاق وفوضى عدم الاحترام لمساحة الحرية بين الزوجين واحترام خصوصياتهما، فإن التدخلات مصدر أزعاج العلاقات وتعتبر المسمار الذى يدق باب الخلافات.
وتساءلت: لماذا نعطى لأنفسنا الحق فى التدخل فى حياة الآخرين سواء من باب حب المعرفة للأخبار أو من باب الاطمئنان.
وأضافت سارة، أن سبب آخر وهو تربية الفتاة على إن الرجل هو محور كل شىء للحياة وأنها بدونه ليس لها أهمية أو كيان فتصبح فكرة الزواج لديها متأصلة لهدف الزواج فقط لأجل إرضاء المجتمع، أو أن الرجل هو الساحر الذى سيغير مجرى حياتها وينقلها من الآلم إلى الفرح فهى لا تدرك أنها هى محور حياتها والرجل مكمل لها والعكس كذلك.
وتابعت، أن من أهم أسباب الطلاق تدخل الأهل فى أسلوب حياة الزوجين، كما أن العنف وتحكم طرف فى الآخر يقتل الإحساس، ومن هنا يأتى الطلاق النفسى الذى يوجد فى أغلب الأسر وهو أكثر بكثير من الطلاق الفعلى وهو يعتبر أكثر شىء مدمر للإنسان ومستنفذ طاقته فيشعر طرف من الأطراف بأنه يعيش مع الآخر غريب لا يعرفه ويشعر بالوحدة وبالتأكيد يبحث عن ما يشاركه وحدته وتأتى الخيانة، وتعتبر الضربة القاضية لأى علاقة وإن لم يحدث طلاق فسيستمر الزواج بصورة مشوهة.
وأوضحت سارة ممدوح أن الروتين هو العدو الخفى للعلاقات الزوجية فهو يقتل العلاقات بالبطئ وينتج من عدم التجديد فى العلاقة أو فى الحياة عموما وقتل الروتين يعتمد بشكل أكبر على المرأة لأنها تعتبر هى من لديها القدرة الأكبر على نشر البهجة فى البيت أو العكس.
وأضافت أن الزواج يشبه محطة القطار فهو يمر بمحطات بين الشوق والبرود بين السعادة والألم بين الأخذ والعطاء فيوجد زوجان على قدر من الثقافة يستطيعا العبور بمثل هذه الكبوات وزوجان لا، وهنا يقررا هدم الأسرة بناء على لا شىء من الأسباب سوى الملل وعدم وجود الحب أو أي شىء يربطهما.