اختلف عدد كبير من الأسر أصحاب تجربة سفر الزوجين أو أحدهما للخارج بحثا عن مستوى مادي يستطيع من خلاله العيش في حياة كريمة، وتلبية متطلبات الحياة القاسية، فمنهم من يرى أن الغربة تجربة سيئة وتهدم أسرة بأكملها بسبب الابتعاد والفتور والعادات والتقاليد المختلفة، ومنهم من رأها فرصة جيدة لالتقاط الأنفاس مع بعضهما البعض بعيدا عن تدخلات الأهل والخلافات العائلية المستمرة .
تقول هاجر مرعى، استشارى أسرى وتربوى ووكيل مؤسسه ucb canada للإرشاد الاسرى والتربوى:
تعتبر مشكله الانتقال إلى بلد آخر من المشاكل الأسرية والاجتماعيه التي تتطلب التركيز عليها؛ لزياده الوعي عند الأزواج لما هو متوقع حدوثه بينهم، وكيف يحافظون على علاقتهم فى ظل اختلاف الحياه والسكن والبلد ، وأضافت الاستشاري الأسرى أن كثير من الأزواج يعتبرون أن السفر هو مهمة رسمية تعتمد فقط علي ساعات العمل الكثيرة وتوفير حياه كريمة ماديا ويغفلون عن أهمية الحياه الكريمة معنويا ، فتزيد المسافه بينهم وبين شريكهم وأبنائهم على حد سواء ، وتوضح هاجر أنه علي كل زوجين في الغربة أن ينتبهوا لأهمية وجود وقت مشترك أسبوعيا بينهما لمناقشة ما يخصهم بعيدا عن المال، وأن يعتبر كل طرف أن الآخر مسؤل منه في بث روح التحفيز والدعم والحب حتي يتحكموا في ما يتعرضون له من ضغوط أثناء العمل باقي الأسبوع.
وأشارت الاستشارى إلى أن بعض النساء تنظر إلى السفر على أنه سجن مصغر لها وحدها ؛ فتكون كثيرة الشكوي وأحيانا تصل إلى الإهمال في مظهرها، مما يؤدي إلى دفع بعض الرجال إلى النظر للأخريات، وهذا ناتج عن أفعالها وليس بالضرورة أن يكون السبب هو أن الرجل أصيب بصدمة الانتقال، وانجذب إلى النساء لاختلافهم عن مجتمعه..
وتتابع مرعى، هنا علي المرأه أن تنتبه للتغيير بالحوار والاحتواء العاطفي والتعامل مع الموقف بحكمه حتي تستعيد زوجها بسرعة .
وإذا نظرنا إلى الجانب الأصعب فى الغربة سنجد أنه الأبناء والتربية في مجتمع مختلف، مما يدفعنا إلى التنبيه المستمر كمتخصصين لأهمية الحوار خاصة إذا كانوا مراهقين، والتوقف عن النقد واللوم والمقارنة بالآخرين؛ التي بدورها تهزم الشخصية وتجعل الأبناء بلا هوية ويميلون إلى التقليد والتشبه بالغير من باب إثبات الذات والأهم هو الانتباه إلى تجنب الحوار عن الخلافات أمامهم حتي لا يشعروا بالوحدة و الغربة بشكل مضاعف.
وأضافت هاجر ، يجب أن ينتبه كل زوجين أن الغربة امتحان لقدراتهم علي الصبر والاحتواء والحب وعليهم أن ينجحوا في ذلك ويعلموا أن اختلافهم شيء صحي حتي يكملوا بعضهم البعض، فعلى المرأه أن تشعره بتقدير مجهوده وعلي الرجال أن يكونوا مستمعين جيدين و مصدر أمان ويتعاقدون علي الوفاء والنجاح في تربية الأبناء.