خبير آثار: استنساخ العمارة المصرية بمتحف المتروبوليتان مخالف للدستور المصرى وقانون الآثار

خبير آثار: استنساخ العمارة المصرية بمتحف المتروبوليتان مخالف للدستور المصرى وقانون الآثارصورة تعبيرية

مصر22-9-2023 | 22:33

كشف العالم المصرى الدكتور محمود درويش أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة المنيا عن جريمة استنساخ للعمارة والفنون المصرية القديمة ب متحف المتروبوليتان للفنون في نيويورك قامت به الفنانة الأمريكية من أصول أفريقية زنجية (لورين هالسي) بعنوان "الجانب الشرقي من النموذج الأولي للعمارة الهيروغليفية".

وأشار الدكتور محمود درويش إلى أن الفنانة الأمريكية استنسخت نموذجًا معماريًا مصريًا فى الجانب الشرقي من جنوب وسط لوس أنجلوس عبارة عن جناح مكعب في الهواء الطلق مستوحى من الهندسة المعمارية المصرية "معبد دندرة"، تحيط به أربعة تماثيل لأبو الهول والعديد من الأعمدة القائمة بذاتها.

وجاء الاستنساخ بالعبارات والأسماء والرسومات والشعارات من ثقافة مجتمع هالسي نفسها في جنوب وسط لوس أنجلوس وهى الثقافة الزنجية حيث استنسخت وجوه أبو الهول كلها صورًا لأفراد عائلتها: والدتها غليندا وابن عمها أوجان وشقيقها دومينيك وشريكة حياتها مونيك ماك ويليامز.

وذلك ترسيخًا لفرض فكر المركزية الأفريقية أو الأفروسنتريك وهو نموذج فكري يسعى إلى تسليط الضوء على الهوية والمساهمات الخاصة للثقافات الأفريقية في تاريخ العالم.

وأشار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية إلى أن هذا الاستساخ يخالف مبادىء المقومات الثقافية بالدستور المصرى مادة 47 "تلتزم الدولة بالحفاظ علي الهوية الثقافية المصرية بروافدها الحضارية المتنوعة" ويطعن فى أصول الحضارة المصرية والشخصية والهوية المصرية.

كما أن استنساخ الآثار المصرية مخالف للمادة 39 من قانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته والتى تنص على أن للمجلس الأعلى للآثار أن ينتج نماذج حديثة للآثار على أن يتم ختمها منه، وللمجلس الترخيص للغير أو بالتعاون مع أى جهة يحددها بإنتاج هذه النماذج طبقاً للمواصفات والشروط التى يحددها والتى يتضمنها الترخيص الصادر فى هذا الشأن وعلى أن تكون بمواصفات مخالفة للأثر الأصلى التى يصدر بتحديدها قرار من الوزير ويحظر تداول أو سفر أية نماذج يتم إنتاجها بالمخالفة لهذه المواصفات.

ونوه الدكتور ريحان إلى أن هذه المادة تنص كذلك على أنه فيما عدا الأغراض العلمية والدراسية واستخدمات الجهات الحكومية والهيئات العامة لا يجوز بغير إذن خاص من المجلس الأعلى للآثار استغلال صور القطع الأثرية أو الآثار بصفة عامة فى مجال الاستغلال التجارى والإعلانات التى تهدف للترويج عن منتجات أو سلع أو خدمات سواء كان ذلك عن طريق ملصقات أو مطبوعات أو تصوير فوتوغرافى أو ضوئى أو سينمائى أو من خلال مواقع إليكترونية أو بأى وسيلة أخرى من وسائل الدعاية أو الإعلان أو ما يماثلها وذلك للأغراض التجارية البحتة، وأن هذه المستنسخات للآثار المصرية قد تمت دون موافقة رسمية من المجلس الأعلى للآثار مما يعد مخالفًا لقانون حماية الآثار.

وطالب الدكتور عبد الرحيم ريحان رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية وزارة السياحة والآثار ووزارة الثقافة بالرد على ذلك بمنهجية علمية لاتنطلق من الاعتراض على اللون أو الأصول الزنجية باعتبار هذا المشروع المشبوه الذى تنطلق من خلاله الفنانة الأمريكية (لورين هالسي) والذى يطلق عليه مشروع المطرقة يهدف إلى الطعن فى الأصول والهوية والشخصية المصرية، وهو ممول من مؤسسة دانيال وإستريليتا برودسكي، أمين العمارة الحديثة والتصميم والفنون الزخرفية في قسم الفن الحديث والمعاصر لمتحف متروبوليتان السابق وعدة مؤسسات أمريكية.

ونوه الدكتور ريحان إلى العلاقات الحضارية بين مصر والعمق الأفريقى التى بدأت منذ عام 1503 ق.م، وقد تجسّد ذلك فى رحلات قدماء المصريين إلى بلاد بونت وهى فى رأى الكثير من الباحثين تشمل المناطق الأفريقية والآسيوية المحيطة بباب المندب وعلى محور الصحراء الكبرى وقد وجدت أدلة على المؤثرات الحضارية المادية والثقافية بين بعض قبائل نيجيريا وغرب أفريقيا وبين القبائل النيلوتية فى أعالى النيل وفى محور شمال أفريقيا.

وقد سجّل المصرى القديم الواقع الحضارى للعمق الأفريقى وصوّر آثاره على جدران المعابد ومنها مناظر البيوت التي صورت على هيئة أكواخ ومناظر رعى الماشية والخيمة التى نصبها المصريون لاستقبال عظماء بونت الذين قدموا لتحيتهم وقد قدّم لهم المصريون الخبز واللحم والفواكه ومناظر تمثل المبعوث المصرى أمام الخيمة وأمامه كومة من البخور قدمها له زعيم بلاد بونت الذى حضر ومعه زوجته ومعها أحد الأتباع محملاً بالهدايا.

كما تزوج بعض ملوك مصر القديمة ببعض الأميرات النوبيات، التي تُظهرهم الآثار ببشرة سوداء صرفة وملامح إفريقية واضحة مختلفة عن قدماء المصريين، مثل الملكة "كم سيت" النوبية زوجة الملك منتوحتب الثاني، الذي حكم مصر بين 2061 و2010 ق.م، والتي أظهرتها جداريات الدير البحري بملامح نوبية.

أضف تعليق