قالت هاجر مرعي، استشارى أسري وتربوي و صحة نفسية عن الطلاق وأسبابه، إن الطلاق من القضايا التي لا ينتهي الحوار بها نظرا لارتفاع معدلها، وأصبح الأمر بحاجة إلى اهتمام، خاصة أنه منذ أعوام قريبة انتشر الطلاق بين الشباب في سنوات زواجهم الأولى.
أما حاليًا فقد انتشر أيضًا لمن مر على زواجهم أعوام عديدة ولعل ذلك بسبب أمور كثيرة، أولها تبادل الأدوار وشعور الأزواج أحيانا أن كل طرف يفكر فى مصالحه الشخصية وأصبح الزواج وسيلة استنزاف نفسي ومادي، وبعد مرور من ٥ إلى ٨ سنوات وكثرة الأحداث يصبح أحد الطرفين مستهلك نفسيا وماديا ويقرر الانسحاب فجأة.
وتتابع هاجر: "سبب آخر وهو الزواج المشروط المبنى على المصالح الشخصيه حتى وإن كانت معنوية مثل ارتفاع السن، فرصه سفر، هروب من حياه صعبة مع الأسرة أو رغبة فى الإنجاب".
وأضافت: "قد يكون الزواج لأسباب مادية مثل الخروج من ضيق الحال إلى زواج من مستوى أعلى، وينسى ذلك الطرف أن كل شيء بسبب يزول بزوال السبب، وبالتالى إذا لم تنجح المهمة يلوذ بالفرار وينسحب بسرعة ويترك التجربة دون أي محاولة".
وأوضحت الاستشاري الأسري أن هناك سببًا لا ينتبه له الكثير وهو إصابة أحد الطرفين باضطراب نفسى وتتحول الحياة إلى جحيم ، ولهذا علينا أن نتأكد أن ثقافة الزواج الصحى والسليم تنتشر من باب الوقاية خير من العلاج.
وأشارت «مرعى» إلى أن الأصعب هو عدم رغبة الطرفين فى علاج مشاكلهم والاهتمام بالزواج والهروب إلى الحل الأسرع وهو الانفصال والتمسك بنجاح العلاقة أصبح أمرًا صعبًا.
كما أن الفيروس الأكثر انتشارا هو تدخل الطرف الثالث فى حياة الزوجين مثل الأصدقاء وزملاء العمل وتدخل الأم بشكل يزيد عن الحد دون الحرص على نظرية حفظ السر والبقاء على الخصوصية.
وهو سبب من الأسباب غير المباشرة للانفصال فى حالات كثيرة.
وأوضحت أنه من الضرورى أن يعلم كل من يسعى إلى الاستقرار وبناء حياة سليمة أن الزواج بناء يستحق المجهود والنجاح ووجود شريك حياة هو من نعم الله فعلينا أن نتوقف عن البحث المشروط وأن يكون الزواج مبنى على الصبر والمغفرة والمبادئ المشتركة، والبعد عن المقارنة بحياة الآخرين وكذلك وضع الطلاق آخر الحلول وأبعدها ، والحفاظ على الحب والاحترام المتبادل والوقوف جنبا إلى جنب فى الأزمات الصحية والمالية لنجاح العلاقة بين الطرفين.