حياة الرسول من المهد إلى اللحد

حياة الرسول من المهد إلى اللحدصورة أرشيفية

الدين والحياة27-9-2023 | 20:08

يحل في كل عام شهر ربيع الأول؛ محملًا بذكرى مولد رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهو النبي الخاتم شفيع أمته يوم الدين، ورحمة العالمين.

حياة الرسول

هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

يعتبر النبي -صل الله عليه وسلم- أشرف الناس نسبًا، وأعظمهم مكانة وقدرًا، فهو من قبيلة بني هاشم.

مولده (صل الله عليه وسلم)
تزوج عبد الله بن عبد المطلب من آمنة بنت وهب وأنجبا بدر التمام عليه الصلاة والسلام.

ولد النبي -صل الله عليه وسلم- يوم الاثنين في شهر ربيع الأول في عام الفيل، وهو العام الذى أراد فيه أبرهه هدم الكعبة.

حياته (صل الله عليه وسلم)
- ولد النبي -صل الله عليه وسلم- يتيمًا، فقد مات أبوه قبل أن يولد، قال الله تعالى: “ووجدك يتيماً فآوي”.
-كان من عادة العرب قديمًا إرسال أبناءهم إلى الصحراء، لتكون لها دور في بناء أجسادهم وشخصياتهم القوية.
- رفض نساء بني سعد جميعًا إرضاع النبي -صل الله عليه وسلم- لأنه يتيمًا، مظنة منهم بأن رضاعته لن تعود عليهن بنفع مادي أو أجر.
-جاءت حليمة السعدية تختار أحد الأطفال لترضعه، فأخذت الرسول -صل الله عليه وسلم- فنالت بركة وخيراً كثيراً لم ترَ مثله أبدًا في حياتها.
- عادت به إلى أمه بعد أن أتم عامه الثاني وكان شديداً قوياً عكس أمثاله من الأطفال، واستأذنت أمه بأن يبقى معها خوفاً عليه من الأمراض في مكة، وعاد معها مرة أخرى.
- ظل النبي -عليه الصلاة والسلام- عند حليمة السعدية خمسة سنوات من عمره، وفي يوم وقبل أن يتجاوز الثالثة من العمر، جاءه رجلان بثياب شديدة البياض، شقا بطنه وأخرجا علقة سوداء منه، فكانت هذه الحادثة المعروفة بحادثة شق الصدر، والتي سببت رعبًا لحليمة وزوجها وأعادوه إلى أمه.

تجارة النبي (صل الله عليه وسلم)
أتيحت للرسول -صل الله عليه وسلم- له فرصة السفر إلى الشام مع قافلة تجارية، عندما تجاوز النبي العشرين من عمره،
كان تجار مكة يستعدون لرحلة الصيف، وكانت خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، وهي من أشرف وأكرم نساء قريش خلقاً ومالا، تبحث عن رجل أمين، يخرج مع القوم لتجارتها.
سمعت عن النبي محمد -صل الله عليه وسلم-، وأخلاقه، وصدقه، وأمانته، ومكانته عند أهل مكة.
اتفقت معه أن يخرج مع القوم إلى رحلة الشام، مقابل مبلغ من المال فوافق النبي -صل الله عليه وسلم-، وسافر مع غلام لها يدعي ميسرة.

بداية نزول الوحي و حياة الرسول

اعتاد النبي أن يخلو بنفسه في شهر رمضان في غار حراء، محاولًا الابتعاد عن كل باطل، متفكرًا في خلق الله للكون وإبداعه.
جاءه -ذات يوم وهو في الغار- ملك عظيم الهيبة، فقال له: “اقرأ “، قال: “ما أنا بقارئ “، وكررها ثلاثة مرات، وقال الملك في المرة الأخيرة: “اقرأ باسم ربك الذي خلق “.
عاد النبي -صل الله عليه وسلم- إلى خديجة وهو في حالة فزع شديدة وقص عليها ما حدث فطمأنته وهدأته، وأخذته إلى ابن عمها ورقة بن نوفل، وكان شيخًا كبيرًا كفيفًا، يكتب الإنجيل باللغة العبرية.
قال ورقة: “هذا الناموس الذي أنزل على موسى.. “، وبشره أن هذه من علامات النبوة.
توفي ورقة بن نوفل وانقطع الوحي عن النبي -صل الله عليه وسلم-.

ولكن الرسول لم ينقطع عن زيارة غار حراء، وذات ليلة سمع صوت جبريل عليه السلام من السماء يقول له: “يا أيها المدثر، قم فأنذر، وربك فكبر، وثيابك فطهر، والرجز فاهجر “. وبذلك كان أمر الله سبحانه وتعالى إلى نبيه بتوحيده وعبادته.

مراحل الدعوة في مكة و حياة الرسول
مرت الدعوة في حياة الرسول -صل الله عليه وسلم- بعدة مراحل ومنها الدعوة كانت سرية في بداية الأمر، ثم بعد ذلك أصبحت دعوة جهرية، وسنتناول الحديث عنهما في النقاط التالية:

الدعوة السرية
كانت تنتشر في مكة حينذاك عبادة الأصنام، والشرك بالله، فكان من الصعب الجهر بالدعوة في ذلك الوقت فبدأ النبي -صل الله عليه وسلم- بأهل بيته فأول من أسلم من النساء زوجته خديجة، ومن الرجال أبو بكر الصديق، ومولاه زيد بن حارثة وعلي بن أبي طالب.
واستمرت الدعوة سرية مدة ثلاث سنوات وأسلم فيها الكثير من أهل مكة.

الدعوة الجهرية
صعد الرسول على جبل الصفا، وأخذ ينادي في قومه، ويدعوهم إلى توحيد الله وعدم الإشراك به، وترك عبادة الأصنام التي لا تضر ولا تنفع، فراحوا يستهزئون به، وأخذ أبو طالب على عاتقه حماية الرسول -صل الله عليه وسلم- منهم.
اتفقت قبائل قريش على مقاطعة بني هاشم في البيع والشراء وحاصروهم، ولم يتزوجوا منهم، وقد وثقت هذه البنود وعلقت على جدًار الكعبة من الداخل، واستمرت المقاطعة ثلاث سنوات، إلى أن اتفق هشام بن عمرو مع زهير بن أبي أميّة وغيره في إنهاء الحصار، وحين هموا بشق الوثيقة تفاجأوا بأنها تلاشت، إلا (باسمك اللهم ).

انتقلت الدعوة بعد ذلك إلى خارج مكة وقوبلت بالاستهزاء، وتعذيب المؤمنين، فأمرهم الرسول عليه الصلاة والسلام بالهجرة إلى الحبشة، حيث في الحبشة ملكاً لا يظلم، ورفض الملك عرض كفار قريش بإرسالهم، ثم انتشرت الدعوة وانتشر الإسلام في شتى بقاع الأرض، وتم المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار وأصبح لا فرق بين عربي ولا أعجمي ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى، فالإسلام جعل الناس سواسية، وأخرجهم من ظلمة الشرك إلى نور التوحيد.

هجرة الحبشة
لقد تمت الهجرة إلى الحبشة على دفعتين، وكان ذلك بعد أن ضيّق المشركون على المسلمين، فكانت الهجرة الأولى في السنة الخامسة للبعثة، وهاجر فيها اثنا عشر رجلًا وأربع نساء، ثم كانت الهجرة الثانية بعد ذلك وقد هاجر فيها ثلاثة وثمانون رجلًا وثماني عشرة أو تسع عشرة امرأة، ولم يكن الإسلام قد قوي بعد، ومن الجدير بالذكر أنَّ عمر بن الخطاب كان على شركه لم يزل، وقد تأخر إسلامه إلى ما بعد الهجرة الأولى إلى الحبشة.


وفاة السيدة خديجة وأبي طالب

انتهى الحصار وعادت الأمور إلى ما كانت عليه، ولكنَّ أبا طالب الرجل الثمانينيّ لم يعد كما كان، وبعد خروجه من الحصار بأشهر معدودات مرض مرضًا شديدًا ألمَّ به ولم يفلته حتى أهلكه، ولم يلبث أن انتهى النبي من حزنه الأوَّل على عمِّه أبو طالب حتى عاد إليه الحزن مرةً أخرى وتوفيت زوجه التي سكَنَ إليها وثبتت معه خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، المرأة التي مدّته بمالها توفيت عن خمسةٍ وستين عامًا، وكان عليه الصلاة والسلام في الخمسين من عمره، وأغلقت أبواب الأرض في وجه النبي وتمكن المشركون من إيذائه وإلحاق العذابات به، وسُمّي ذلك العام في كتب السيرة بعام الحزن.

رحلة النبي إلى الطائف
هل ساعد أهل الطائف النبي؟ بعد موت عم النبي -صلى الله عليه وسلم- صار كفار قريش يؤذون النبي عليه الصلاة والسلام- أكثر بكثير فأبو طالب كان يحميه بإذن الله، فخطر في بال النبي -عليه الصلاة والسلام- أن يذهب إلى الطائف ويسأل أهلها أن يجلس عندهم ويدعو إلى الله، ويحموه من أذى قريش لكنّ زعماء الطائف رفضوا ذلك، ودفعوا لصبيانهم الصغار أموالًا؛ حتى يلحقوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويرموه في الحجارة وغيرها، وعانى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ألمًا كثيرًا وقتها.

معجزة الإسراء والمعراج
حزن النبي -صلى الله عليه وسلم- فهو الآن بلا زوجة تساعده وبلا عمٍّ يحميه وأهل الطائف لم يساعدوه وقريش زاد أذاها له، ولكن الله -تعالى- لا يترك نبيه لوحده أبدًا بل آنسه وخفف عنه من مصائبه فكانت رحلة الإسراء والمعراج، وأما الإسراء فقد أسرى الله بمحمد من مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في فلسطينن ثم صعد إلى السماء السابعة بجسده كاملًا يجتاز الفضاء والمجرات، وكل شيء ليصعد السماوات كلها ويرى الجنة والنعيم فيها ويرى الملائكة والأنبياء.

هجرة النبي إلى المدينة المنورة
وأخيرًا فقد أوجد الله طريقًا لنبيه -عليه الصلاة والسلام- حتى يخرج منه، فكانت المدينة المنورة هي المأوى الجديد للمسلمين، فهاجر أكثر المسلمون بداية حتّى أذن الله لنبيه -عليه الصلاة والسلام- بالخروج من مكة هو وأبو بكر الصديق رضي الله عنه، وكانت قريش قد تآمرت على قتل النبي عليه الصلاة والسلام، فذهبوا خلفه وخلف أبي بكر فاختبأ النبي وأبو بكر في غار ثور، حتى كفاه الله المشركين وخرج بعدها النبي -صلى الله عليه وسلم- مع أبي بكر ووصلوا إلى المدينة المنورة بسلام.

تأسيس دولة الإسلام
بدأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالتأسيس لدولة الإسلام الجديدة، فقد جاء كثير من الأشخاص المهاجرين إلى المدينة وليس معهم لا أموال ولا أي شيء يعينه في البلد الجديد، فأسس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دولة الإسلام الجديدة على التعاون و الإخاء فصار المهاجر أخًا للأنصارين فالأنصاري يعطيه نصف ماله ويقتسم معه كل شيء، وذلك امتحان للأنصاريين حتى يصبح الله ورسوله وأوامرهم أحب إليهم من كل شيء.

صفات النبي
مربوعاً؛ أي ليس بالطويل ولا بالقصير.
الصحل في الصوت؛ أي الخشونة.
أزهر اللون؛ أي أبيض فيه حُمرةٌ.
وسيمٌ قسيمٌ؛ أي حسنٌ جميلٌ.
أزج الحاجب؛ أي رقيقاً في طوله.
أكحل العينين.

غزوات النبي صلى الله عليه وسلم
إنَّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يكن ليترك ساحة الجهاد، بل دائمًا ما يكون في أوَّل الصفوف، ولمَّا سُئل زيد بن الأرقم عن عدد الغزوات التي غزاها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجاب أنَّها كانت تسع عشرة غزوة، وقد قاتل الرسول -صلى الله عليه وسلم- في ثمانٍ منها.
غزوة ودان
وهي أول الغزوات التي خرج فيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بنفسه.

غزوة بواط
وهي الغزوة التي كانت في شهر ربيع الأول يريد فيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قريشًا، ولكن لم يقاتلهم.
غزوة العشيرة
وقد كانت غزوة العشيرة في شهر جمادى الأولى، وسميت بذلك لأنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- نزل في موقع يقال له العشيرة.
غزوة بدر الكبرى
وقد وقعت غزوة بدر الكبرى في الثامن من رمضان، وكان عدد المسلمين فيها ثلاثمئة وتسعة عشر رجلًا، وانتهت بنصرٍ مؤزّرٍ من الله -تعالى- للمسلمين.
غزوة بني سليم
حدثت بعد غزوة بدر، وقد خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- إليها في مئتين من أصحابه رضي الله عنهم، وقد كان ذلك في الأول من شوال، وأصاب المسلمون منها خمسمئة بعير.
غزوة بني قينقاع
بنو قينقاع هم أحد بطون اليهود الموجودين في المدينة المنورة، وقد غزاهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في منتصف شوال بعد غزوة بدر بشهر، وقد نقضوا عهد الموادعة الذي بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم.
غزوة السويق

غزوة بحران
وقد حدثت هذه الغزوة في السنة الثالثة من الهجرة، لستٍ خلت من جمادى الأولى.
غزوة حمراء الأسد
وقد كانت تلك الغزوة بعد غزوة أحد، وهي لتخويف أعداء الله حتى لا يظنوا أنَّ بالمسلمين ضعف.
غزوة بني النضير
وهي غزوة ما بين اليهود والمسلمين، وبنو النضير هم أحد بطون اليهود.
غزوة بدر الآخرة ويقال عنها الصغرى، إذ لم يحدث فيها حربٌ ولا قتال، بل هي للمواعدة مع أبي سفيان عن يوم أحد
غزوة الخندق
وسميت كذلك لحفر المسلمين خندقًا حول المدينة، وقد أطلق عليها اسم آخر وهو غزوة الأحزاب.
غزوة بني قريظة
وكانت بعد غزوة الخندق لا وقت بينهما، وبنو قريظة هم أحد أقوام اليهود ممن سكنوا المدينة.
صلح الحديبية
وهو الصلح الذي أقامه صلى الله عليه وسلم مع المشركين، وقد خرج حينها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من المدينة إلى مكة معتمرًا.
غزوة بني المصطلق
وقد كانت هذه الغزوة بمثابة مباغتة لقبيلة بني المصطلق من المسلمين؛ لأنَّهم كانوا يعدون العدة لقتال المسلمين في المدينة.
غزوة خيبر
وسميت غزوة خيبر؛ لأنَّ الغزوة كانت مع بطن من بطن اليهود وهو خيبر، وسببها أنَّهم هم من ألبوا قريظة على المسلمين وحثوهم على الخيانة، فكانوا أصل الخبائث.

فتح مكة
وكان فتح مكة بعدما نقضت قريش العهد الذي كان بينها وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجهز جيشًا عظيمًا وفتح مكة دون قتال.
غزوة حنين
وهي الغزوة التي تلت فتح مكة، وقد هزم الله -تعالى- فيها المشركين بعد تأييده للمسلمين.
غزوة الطائف
وقد كانت هذه الغزوة بعد فتح مكة وغزوة حين، وقد كانت في السنة الثامنة للهجرة في شوال، وقد حاصر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الطائف بضعًا وعشرين ليلة.
غزوة تبوك
وهي الغزوة التي تخلف عنها بعض الصحابة ونزل فيهم آيات، وقد خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إليها يوم الخميس.

حجة الوداع
وهي الحجة الوحيدة التي حجّها رسول الله صلى الله عليه وسلم

وفاة النبي
توفي النبي -صلى الله عليه وسلم- عن عمر ثلاث وستين كما هو مشهور، وقد ذكرت عائشة في حادثة موت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنَّه ثقل في حجرها، فجعلت تنظر في وجهه وإذا ببصره قد شحص، وهو يردد "بَلِ الرَّفيقَ الأعلى مِن الجنَّةِ"، فعلمت عائشة -رضي الله عنها- أنَّه خُيِّر فاختار جوار الله عن المكوث في الأرض.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2