لماذا سمي النبي صلى الله عليه وسلم بالأمي؟.. الإفتاء توضح

لماذا سمي النبي صلى الله عليه وسلم بالأمي؟.. الإفتاء توضحمولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم

الدين والحياة27-9-2023 | 22:07

أجمع جهابذة العلماء، بل وأساطير اللغة العربية، القاصي منهم والداني من المتقدمين والمتأخرين، بأن عبارة (النبي الأمي) "صلى الله عليه وسلم: تعني الذي لا يجيد القراءة والكتابة، فلا تكاد تفتح معجماً، أو تفسيراً، إلا وتجد فيه هذا المعنى.

ومن أكبر الأدلة على صدق النبي صلى الله عليه وسلم في دعوته هي أُميَّته، حيث جاء وهو أمي لا يقرأ ولا يكتب بهذا الكتاب المعجز "القرآن الكريم"، هذا الكتاب الذي أعجز البلغاء بفصاحته، وأعيا الفصحاء ببلاغته، لذلك كانت أميته صلى الله عليه وسلم هي موضع عظمته، ودليل صدقه، وآية من الآيات الدالة على نبوته.
أوضحت دار الإفتاء المصرية، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لقب بالأميِّ، لأنه كان لا يقرأ ولا يكتب، وهذه صفة كان يتَّصف بها غالب العرب في ذلك الوقت، قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ} [الجمعة: 2]، وفي «الصحيحين» عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سمع النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يقول: «إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ، لَا نَكْتُبُ وَلَا نَحْسُبُ».

وأضافت الإفتاء أن هذه صفة ممدوحة في سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله سلم وليست صفة نقص، بل هذا من جملة معجزاته صلى الله عليه وآله وسلم، إذ كان الخطيب من العرب إذا ارتجل خطبة ثم أعادها فإنه لا بد أن يزيد فيها أو ينقص عنها بالقليل والكثير، وكان صلى الله عليه وآله وسلم -مع كونه ما كان يكتب وما كان يقرأ- يتلو كتاب الله من غير زيادة ولا نقصان ولا تغيير، فكان ذلك من المعجزات، وإليه الإشارة بقوله تعالى: {سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى} [الأعلى: 6].

وتابعت الإفتاء، لأن الأمية معجزةٌ في حق النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فلا يجوز شرعًا أن يُساق هذا الوصف في حقه صلى الله عليه وآله وسلم في مقام الانتقاص أو المقارنة بغيره، وقد ألَّف الحافظ السيوطي في هذا المعنى رسالة ماتعة أسماها «تنزيه الأنبياء عن تسفيه الأغبياء».

واستكملت الإفتاء أنه كما أنه صلى الله عليه وآله وسلم لو كان يحسن الخط والقراءة لصار متهمًا في أنه ربما طالع كتب الأولين فحصَّل هذه العلوم من تلك المطالعة، فلما أتى بهذا القرآن العظيم المشتمل على العلوم الكثيرة من غير تعلم ولا مطالعة، كان ذلك من المعجزات، وهذا هو المراد من قوله تعالى: {وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ} [العنكبوت: 48].

أضف تعليق