تصدرت شخصية المريض النفسي الدراما، فقد وجد مؤلفو المسلسلات في قصص المرضى النفسيين مادة ملهمة لكتاباتهم، لكن التناول الخاطئ في بعض الأحيان لشخصية المريض النفسي في الدراما يؤثر بصورة كبيرة على نظرة المجتمع للمريض النفسي، كما قد يتعاطفوا معه مثل التعاطف مع السفاحين والقتلة كمسلسل سفاح الجيزة.
وعن وصف الأمراض النفسية فى الدراما يقول دكتور على النبوى، أستاذ الطب النفسى، من قديم الزمان والمرضى النفسيين يجذبون المؤلفين في المسلسلات والأفلام وشتى أنواع الروايات ، والحقيقة أن الدراما لم تنجح في تاريخها لوصف المريض النفسي كما هو بالواقع.
المريض النفسي شخص يعيش بيننا ويبدو طبيعي، و ليس كما يمثله الإعلام و الدراما بشخص يرتدي ملابس قديمة ذو شعر منكوش يتمتم بكلمات غريبة ، بل هو شخص قد يكون حسن المظهر لكن لديه أفكار مختلفة.
ويوضح دكتور على، رمي الناس بالجنون خصلة قديمة، تعني فقط الاختلاف، وانظر في أي مؤسسة أو شركة أو مصلحة حكومية أو أسرة فيما بينها، ستجد كم هائل من الصراعات لاحصر لها، لا أحد يحب أحد ، والكل مختلف ، والآراء متضاربة، لذلك لابد علينا من التوعيه بالأمراض النفسية.
وأشار الطبيب النفسى إلى أن من أشهر الأمراض النفسية مرض الفصام أو شيزوفرينيا وهو مرض يبدو فيه الشخص طبيعي، لكن كل مشكلته أنه ليس لديه طموح لغدا، ولا يبالي بالواقع، وليس لديه مشاعر ويعيش في عالم افتراضي، عالم من الهلاوس والأفكار الغريبة، فهو يرى أشياء لا نراها ويعتقد في أشياء غريبة عن الواقع الذي يعيش فيه.
أما الاضطرابات الوجدانية، فهى كمثال لفتاة كانت ذات أخلاق عالية، وفجأة لا تنام وتتكلم كثيرا وتخلع الحجاب وتضع مساحيق التجميل بشكل مبالغ فيه .
ويتابع، أما الوسواس القهري هو اضطراب يكون فيه الشخص لا يتحكم في أفكاره أو سلوكياته فهو مقتنع تماما أنه متوضئ وطاهر ، لكن تلح عليه فكره أنه غير نظيف وبالتالي لا يستطيع مقاومه الفكرة، فيذهب مرة أخرى ومرات عديدة إلى الحمام ليعيد الوضوء، مما يعطله عن حياته بالكامل.
أما الإدمان فقد رسم لنا الإعلام أن المدمن شخص تحت عينيه أسود ويرتدي ملابس رثة، ويتحدث بطريقه كأن لسانه ثقيلا، وبطيء الكلام وفي الواقع أن المدمنين غير ذلك تماما بل إنهم أشخاص اعتادوا على تدخين المخدرات و أقراص الترامادول أو المخدرات الحديثة، ومع ذلك يتحدثون طبيعي ويتعاملون مع أسرهم بشكل طبيعي، لكنهم اعتادوا فقط على المخدر.
أما مرض الزهايمر الذي صنعوا منه أفلاما كثيرة، فلا يعبر أيضا عن مرض زهايمر، لأن المرض يأتى غالبا لشخص كبير السن سليم في معظم الفحوصات والتحاليل والأشعات، ولكنه فقد مهارات القيادة أو مهارات شخصية مثل ربط الكرافته وينسى الأحداث القريبة ويتذكر أو يعيش في الأحداث القديمة، وقد لا يتحكم في نفسه، وقد لا يقول جمله مفيده لأن الكلام أصبح مشوش.