التهجير ومصطلح الوطن البديل

التهجير ومصطلح الوطن البديلمحسن عليوة

الرأى30-10-2023 | 08:34

منذ اندلاع "طوفان الأقصى" فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، والتى كبدت الكيان الصهيوني خسائر فادحة، ظهرت بعدها نغمة جديدة قديمة بدأت تتردد على لسان مسئوليين إسرائيليين، سرعان ما التقطها قادة ومواليين للكيان المحتل، وهو مصطلح التهجير أو النزوح أو الوطن البديل، وهو مصطلح قديم حديث، تتغنى به أبواق الصهيونية العالمية، ويتمثل فى دفع الفلسطينيين فى غزة إلى ترك ديارهم وأراضيهم ووطنهم والتوجه إلى مصر، بحجة حمايتهم وتأمينهم من بطش الضربات التي يوجهوها ضد رجال المقاومة الفلسطينيين، وهى حُجة خبيثة ليست وليدة اليوم، وإنما يسعى إليها الاحتلال منذ ما يقارب الثلاثة عقود، وهى محاولة صهيونية لتصفية القضية الفلسطينية من جذورها، وتهديداً مباشراً للأمن القومى المصرى.

إن القضية الفلسطينية تشهد حالياً منعطفاً خطيراً فى تاريخ الصراع الطويل بين الحق والباطل، حيث يظل المخطط الصهيونى القديم المتجدد والمتضمن تهجير أهالى قطاع غزة وتوطينهم فى سيناء المصرية لتكون وطناً بديلاً، لتفريغ القضية من مضمونها بل ونسفها الى الأبد بلا رجعة، وذلك ما يصبوا إليه الكيان الصهيونى، بترديد وترويج ذلك المصطلح الخبيث فى الأوساط السياسية والشعبية والإعلامية.

وهذا الأمر تنبهت له القيادة السياسية مبكراً وتصدت له، وهو ما لقى قبولاً واستحساناً كبيراً بين كافة أطياف الشعب المصرى ، الذى تترسخ لديه عقيدة واحدة وثابتة بأن "الأرض عِرض"، ولن تكون سيناء إلا لأبناء مصر، الذين حرروها بدمائهم فى معارك ضد الاحتلال وضد الإرهاب وأهل الشر.

إن شعب مصر وقادته دائماً ما كانوا فى مقدمة الصفوف المدافعة عن قضايا الأمة العربية بشكل عام، والقضية الفلسطينة بشكل خاص، دفعنا فيها الغالى والنفيس من دماء وأرواح أبنائنا، للحفاظ على هويتنا العربية، فمصر الأبية لم ولن تخذل أمتها العربية يوماً ما.

لذلك فإن محاولات الجانب الإسرائيلى وتخطيطه بإجبار أهالى قطاع غزة بالنزوح تجاه سيناء، بزيادة القصف وفرض الحصار التام عليهم، لتنفيذ ذلك المخطط الخبيث الذى يسمى بالوطن البديل، ترفضه أدبيات وحقوق الشعب المصرى الذى يعرف قيمة وطنه وأرضه، لذا لم تتوقف الجهود المصرية لوقف العدوان الغاشم، بل تتحرك بالوساطة تعاوناً مع المجتمع الدولى لوصول المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطينى، وقد جاءت كلمات القيادة السياسية المصرية لأهالى قطاع غزة ومطالبتهم بالبقاء داخل أراضيهم وعدم تركها لتفويت الفرصة على خطة الكيان المحتل بتفريغ وتصفية للقضية برمتها، فهذه نصيحة من قائد محنك يعرف قيمة الأوطان وتعبر عما يدور داخل وجدان كل مصرى، ناهيك عن التداعيات السياسية والأمنية والإقتصادية والتى تُعد تهديداً للأمن القومى المصرى وهذا ما نرفضه جملة وتفصيلا، فلن نقبل بإفراغ القضية الفلسطينية من مضمونها، ولن نقبل بوطن للفسطينين إلا فلسطين كما أن الأمن القومى المصرى خط أحمر ولا تهاون فى حمايته.

أضف تعليق