يحتفل العالم في 17 نوفمبر 2023 بمرور ثلاث سنوات على التعاون العالمي مع الناجيات والقادة والمُناصرين من أجل القضاء على سرطان عنق الرحم، مما يتيح الفرصة لاستعراض التقدم المُحرَز في مسار القضاء على هذا المرض بهدف بلوغ حد أدنى للإصابة بهذا النوع من السرطان يقل عن 4 نساء لكل 000 100 امرأة في السنة، وحفز ذلك حركةً اجتماعيةً وشَجَّع على تقليد سنوي يجمع بين المجتمعات في جميع أنحاء العالم من أجل "يوم العمل للقضاء على سرطان عنق الرحم".
ويُثيرُ سرطان عنق الرحم قلقًا صحيًا في جميع أنحاء العالم، ويودي بحياة 000 300 امرأة في جميع أنحاء العالم سنويًا، وتحدث 90% من الحالات والوفيات في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، وعلى الصعيد الإقليمي، ويأتي سرطان عنق الرحم في المرتبة السادسة بين أكثر أمراض السرطان شيوعًا للنساء في إقليم شرق المتوسط. وفي عام 2020، شُخِّصت نحو 89800 امرأة بسرطان عنق الرحم في الإقليم، وتُوفيت بسبب هذا المرض أكثر من 47500 امرأة.
ويمكن الوقاية من سرطان عنق الرحم وعلاجه، حيث يُعدُّ أحد أنواع السرطانات القابلة للعلاج إذا شُخِّص واكْتُشف مبكرًا وجرى تدبيره علاجيًّا على نحو فعَّال، كما يمكن تقديم التدبير العلاجي للسرطانات المُشخَّصة في مراحل متأخرة باستخدام العلاج المناسب وتقديم الرعاية الملطفة.
ويُعدُّ التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري من أكثر الطرق فعاليةً ومأمونيةً للوقاية من سرطان عنق الرحم، وينبغي أن يكون متاحًا للفتيات في كل مكان، ويوصَى بإعطاء لقاح فيروس الورم الحليمي البشري لجميع الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 9 سنوات و14 سنة للوقاية من الإصابة بسرطان عنق الرحم في مرحلة لاحقة من حياتهن، ويمكن إعطاء التطعيم في جرعة واحدة أو جرعتين للفئات العمرية الأصغر التي تتراوح بين 9 سنوات إلى 14 سنة، وجرعتين إلى 3 جرعات لمنقوصات المناعة.
وفي عام 2020، أصدرت الدول الأعضاء في المنظمة تكليفًا مُهمًا وتعهدت بالقضاء على سرطان عنق الرحم بوصفه إحدى مشكلات الصحة العامة، ولأول مرة عقد 194 بلدًا العزمَ على استئصال أحد أنواع السرطان، ومن خلال اتباع نهجٍ شاملٍ للوقاية من سرطان عنق الرحم وتحرِّيه وعلاجه، ويمكن القضاء عليه بوصفه مشكلة صحية عامة في غضون جيلٍ واحد، ويؤكد قادة العالم والشركاء والنشطاء والناجيات من سرطان عنق الرحم والمجتمع المدني من جديد التزامهم بالقضاء على سرطان عنق الرحم عن طريق العمل.
وتتلاءم الاستراتيجية الإقليمية للتخلص من سرطان عنق الرحم لإقليم شرق المتوسط مع السياق الإقليمي، وتحدد خمسة مجالات عمل استراتيجية هي: تعزيز الوقاية الأولية من خلال تسريع إدخال لقاح فيروس الورم الحليمي البشري وتحسين التغطية؛ وتحسين فحص عنق الرحم وعلاج مرحة ما قبل السرطان؛ وتخفيف عبء المعاناة الناجمة عن سرطان عنق الرحم عن طريق تحسين توافر خدمات التشخيص المبكر والعلاج وإعادة التأهيل والرعاية المُلَّطفة؛ وتعزيز النُظُم الصحية لضمان تقديم خدمات عالية الجودة على نحو يتسم بالتكامل والكفاءة والإنصاف عبر ركائز التطعيم والفحص والعلاج، ونُظُم الرصد والتقييم المناسبة والفعالة؛ وأخيرًا تحسين التواصل والدعوة والتعبئة الاجتماعية لمواجهة التردد في أخذ اللقاحات، وزيادة الوعي بالوقاية والعلاج، وتحسين تقبّل التشخيص. ويمثِّل الإجراءان الاستراتيجيان الأخيران عنصري تمكين شاملَين ملائمَين للإقليم، كما أن لهما أهمية بالغة لتحسين التكامل العام للخدمات والحصائل الصحية، مع دعم تحقيق الأهداف الصحية والإنمائية ذات الصلة داخل الإقليم.