على عكس الفتوات الذين ذكرهم نجيب محفوظ في روايتان "التوت والنبوت" و"المطارد" وصراعهم مع الحرافيش ظهر في المغربلين والدرب الأحمر قبل أكثر من113 سنة فتوة ست تربعت على عرش المغربلين والدرب الأحمر.
عزيزة الفحلة فتوة ومناضلة مصرية
أول فتوة ست في تاريخ مصر إشتهرت بالجرأة والشجاعة والشهامة والوطنية، حيث شجعت على مقاومة الإنجليز أثناء الاحتلال البريطاني على مصر.
و ذات مرة رأت الست عزيزة الأتراك كانوا يضربون كل مصري يمر في درب الأغوات، قائلين :"فلاح خرسيس" ، و آثارهذا غضبها جدًا و هجمت عليهم بالضرب فهي كانت مشهورة بالضرب بـ" الروسية" و كان معها دائمًا عصاه مدببة و في اخرها مسمار و حينما دخلت للقاضي غضب منها و قال لها "مش عايز اشوف وشك تاني".
وتشاجرت مرة اخرى مع اتراك و في هذه المرة دخلت الى القاضي بضهرها فقال لها : "داخله بضهرك ليه يا عزيزة"، فردت قائلة : مش انت قولتلي ما اشوفش وشك تاني انا دخلتلك بضهري فضحك القاضي ضحك هستيري و قالها روحي يا عزيزة و كانت معروفة بخفة دمها.
اشتهرت عزيزة بإنتمائها ل حزب الوفد وكانت من محبين سعد زغلول ، ويُحكى أن ذات مرة قامت بنصب كمين للجنود الإنجليز ومعها 40 ر جلاً وانهالوا على الإنجليز بالضرب، بسب إعتداء الجنود الإنجليز على النساء في أحد الحمامات النسائية.
عملت الست عزيزة في التجارة وخاصة في تجارة الحبوب والغلال وكانت تمتلك بيوت ودكاكين وقهوة تسمي "قهوة الفلاحين"، وكانت شديدة فى الحق حتى على ولادها أو أحفادها، ولو حد فيهم غلط مع حد كانت بتأدبه حتى لو كان ابنها، ولو فى مشكلة تتحل بطريقة ودية الأول، هى كانت قصيرة ومشهورة بـ الضرب بالرأس "الروسية" والبوكس الحديد والعصايا المدببة.
عزيزة الفحلة ومحمود المليجي
يحكي محمود المليجي الذي كان يسكن في بيت من بيوتها ، في لقاء تلفيزيوني له عن عزيزة يقول: كنت أحب مشاهدة على التحطيب وكنت أشاهد "خناقات عزيزة الفتوة" عن قرب وكان عمري 9سنوات،وتعلمت منها الفتونة والخناقة.
يصف المليجي عزيزة بأنها كانت طويلة ونحيفة طولها حوالي 190سم وكان يخشيها الرجال قبل النساء.
ويضيف المليجي تعلمت وتدربت على إيد الحاجة عزيزة الفحلة، واحنا هنا فى المغربلين والدرب الأحمر أسرة واحدة، لو كان فى حد تعبان كانت تقف جنبه ولو فى مشكلة كانت تحلها.
وذكر أيضاً أنها كانت تشجع الشباب على رفع الأثقال ولعب البوكس والتحطيب ومن أبرز من تأثر بها كان بطل العالم المصري في رفع الأثقال مختار حسين.