إسماعيل منتصر يكتب: أول حب راح وانتهى..!

إسماعيل منتصر يكتب: أول حب راح وانتهى..!إسماعيل منتصر يكتب: أول حب راح وانتهى..!

* عاجل14-8-2018 | 18:30

عشت أول قصة حب مع فتاة فلسطينية اسمها فادية.. كانت جميلة لها عينان ساحرتان وشعر أسود طويل ينساب على كتفيها فى رقة وعذوبة..

كان سنى وقتها يزيد على عشر سنوات بقليل وكنت على وشك العبور من مرحلة الطفولة إلى مرحلة المراهقة..

أما فادية فلم تكن فى الواقع فلسطينية ولا حتى كان اسمها فادية.. وإنما كانت ممثلة مصرية ناشئة لعبت دور البطولة فى مسرحية عن المقاومة الفلسطينية..

كانت أول مرة أحضر فيها عرضا مسرحيا.. وكان والدى رحمه الله هو من اصطحبنى إلى هذا العرض.

عشت ساعات العرض منبهرا بكل ماحولى وعندما انتهى العرض وأسدل الستار غادرت المسرح وأنا فى غاية السعادة.. كنت ممسكا بيد أبى وباليد الأخرى كنت ممسكا بيد فادية !!

عاشت فادية من ساعتها فى أعماق وجدانى وعشت معها فى أحلامى.. كنت أستعجل قدوم الليل لكى أنفرد بنفسى وبفادية فى أحلام يقظتى.. وخلال هذه الأحلام دعوت فادية لزيارة مصر وسافرت معها إلى فلسطين وحاربت معها اليهود وأنقذتها ذات مرة وحملتها إلى منزلها.. وتزوجتها!…

تعلمت مع فادية أول دروس فى الحب.. وعلمتنى فادية أيضا معنى الانتماء والوطنية..

وعندما بدأ وعيى يتكون وجدت نفسى واحدًا من أشد المتحمسين للقضية الفلسطينية.. ساعد على ذلك أن مصر اعتبرت نفسها مسئولة عن القضية الفلسطينية.

كانت مصر وفلسطين أيامها نسيجا واحدا وكان المصريون هم أكثر المتعاطفين مع القضية الفلسطينية.

فى هذه الأثناء كنت ألمح بين الحين والحين فادية حبى الأول تعبر أحلامى بسرعة وتذكرنى بالأوقات الجميلة التى عشناها سويا.

كانت فادية هى بالتأكيد التى تدفعنى لمحاربة اليهود.. لكن سنى لم يسمح لى بالالتحاق بالجيش والاشتراك فى حرب تحرير سيناء.. لكن رغبتى فى محاربة اليهود ظلت بداخلى حتى سنحت لى الفرصة !..

كنت فى بداية مشوارى فى بلاط صاحبة الجلالة عندما كلفنى الأستاذ أنيس منصور رحمه الله بالإشراف على ملحق خاص أصدرته مجلة أكتوبر بمناسبة إقامة المعرض الصناعى الزراعى.

كانت مصر قد وقعت مع إسرائيل معاهدة للسلام وطلب منى الأستاذ أنيس رئيس تحرير أكتوبر فى ذلك الوقت أن أخصص صفحة ونصف الصفحة للجناح الإسرائيلى.. وجاء المندوب الإسرائيلى لكننى لم أنشر له حرفا واحدًا وصدر الملحق بدون إشارة واحدة للجناح الإسرائيلى.

كنت أعلم إننى أغامر وأقامر بمستقبلى الصحفى.. لكن الله سلم ولم يغضب الأستاذ أنيس منصور.

وعندما سافرت إلى الولايات المتحدة لتغطية انتخابات الرئاسة الأمريكية.. وفى أحد المؤتمرات الصحفية تقدم منى صحفي إسرائيلي يصافحنى فنظرت ليده باحتقار وأعطيت له ظهرى.

وعندما صرت مديرا للتحرير بمجلة أكتوبر جاءنى يوما المستشار الصحفى الإسرائيلى للتعرف عليّ.. اقتحم مكتبى قبل أن أعرف شخصيته لكننى تعمدت إهانته فلم أدعوه حتى للجلوس !..

وحدث مرة أن اقترحت على الأستاذ رجب البنا رئيس التحرير فى ذلك الوقت صورة الغلاف وكانت لنتنياهو وقد لبس ثوب الجزارين وأمسك بيده سكينًا ليذبح خروفا كتب عليه "السلام" ..

وصدرت مجلة أكتوبر بهذا الغلاف فإذا بالسفير الإسرائيلى يبعث لرئيس التحرير بخطاب احتجاج شديد اللهجة.. وعرض على الأستاذ رجب البنا الخطاب فاستحلفته أن يدعنى أرد عليه..

ولا أظن أننى استخدمت الأسلوب البذىء الذى استخدمته مع السفير الإسرائيلى.. لا من قبل ولا من بعد !..

وفجأة لم تعد الدنيا هى الدنيا التى نعرفها.. فجأة اقتحم الفلسطينيون الحدود المصرية واحتلوا رفح والعريش ليومين.. وفجأة اقتحمت حماس الحدود المصرية وهاجمت السجون وأفرجت عن الإخوان وساهمت فى إحداث الفوضى..

وسمعت مؤخرا عددا من أبناء غزة يسبون مصر ويهاجمون رئيسها رغم الدور الذى تقوم به مصر لتحقيق المصالحة الفلسطينية كما شاهدت أخيرا فيلما يهاجم الجيش المصرى قامت فيه الفلسطينية إسلام هنداوى بدور المذيعة وراحت تتطاول على جيش مصر بلا حياء..

بحثت عن فادية فى أعماق نفسى فلم أجد لها أثرًا.. أين ذهبت فادية ولماذا لم تعد تبادلنى الحب كما أحببتها طوال عمرى؟!!..

أضف تعليق

إعلان آراك 2