إنّ ما يمضي قُدماً بالإنسان في مسيرة القرب إلى الله هو العمل الصالح، و العمل الصالح هو العمل الذي فيه مرضاة الله، وهو حرث الآخرة.
ويُطلَق العمل الصالح في المصطلح القرآني على العمل الطيِّب والصالح في نفسه، الذي يقوم به الفرد بنيّة التقرّب إلى الله ونيل رضاه، فمثل هذا العمل هو الذي يرتقي بالإنسان، ويتسلّق به سُلَّم الكمال، ويسمّى هذا العمل في الثقافة الإسلامية والقرآنية «عبادة».
قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر: إن إصلاح ذات البين من الأمور العظيمة التي أخبر بها القرآن الكريم وبينتها السنة النبوية الشريفة.
وأكد جمعة: كان سيدنا النبي ﷺ يُكثر الموعظة والوصية عسى أن ترق القلوب، وعسى أن تستقيم الأعمال، ومما ترك لنا من وصية "إصلاح ذات البين"، والنبي ﷺ عظَّم إصلاح ذات البين، والصلح بين الناس، وإزالة الخصام، والنزاع، والصدام تنفيذًا لأمر الله سبحانه وتعالى: (إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ).
وأوضح علي جمعة من خلال الصفحة الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: فالوفاق والصلح رحمة؛ رحمةٌ في الدنيا ورحمةٌ في الآخرة، والفساد والإفساد بين الناس نهى عنه سيدنا رسول الله ﷺ، وطلب الود والصفاء بين الناس هو الذي يجعلك في نظر الله وفي رحمته وفي رضاه، يستجيب الله لك ويؤيدك وينصرك ويُزيل الكآبة من نفسك، ويشرح صدرك ويُنوِّر قلبك ويغفر ذنبك ويستر عيبك.
واستشهد جمعة: بحديث عن أبي الدرداء فيما أخرجه الترمذي قال: قال رسول الله ﷺ: «أولا أخبركم عن عملٍ هو أفضل من الصلاة و الصيام والصدقة» -نحن جميعًا نعرف فضل الصلاة، وأنها عماد الدين، وفضل الصيام، وفضل الصدقة - قالوا: بلى يا رسول الله ، قال: «إصلاح ذات البين؛ فإن إفساد ذات البين الحالقة لا أقول تحلق الشعر، بل تحلق الدين» فإذا تبين لنا هذا وعرفنا مقام الإصلاح بين الاثنين سواءٌ مني بألا أهجر أخي، أو سواءٌ أن أدخل فأُصلح بين الاثنين، علمت ما جُرم من أفسد بين الاثنين .