على مدار الساعة، ترسل تل أبيب تسريبات عبر وسائل إعلامها حول اليوم التالى لإنهاء الحرب على غزة، وأعتقد أنها لو كانت لجس النبض خاصة، فيما يتعلق بمصر لن تتم لأن الشعب المصرى وقيادته وخلفه شعب مصر الذى تحمل أعباءً كثيرة؛ بسبب الحروب مع إسرائيل والدفاع عن القضية الفلسطينية، يعرف تمامًا كل ما يحاك فوق الأرض وتحتها لتحميل مصر، ما لا يطيقه بشر، فما فعلته مع أهل غزة ودفنهم وتجويعهم تحت الركام مشاهد لن تنساها أى ذاكرة فى الأجيال الحالية، وما بعدها لمائة عام قادمة، بكل تأكيد هناك دروس مستفادة من تجارب التعامل مع الكيان، ومواقف الولايات المتحدة الأمريكيةن والغرب ولا يوجد شىء اسمه تحمل وخذ مقابلاً ماليًا؛ لأن ما تعطيه واشنطن ب اليمين من مساعدات تأخذ أضعافه من المنطقة كلها، لذا أقول اليوم على واشنطن أن تعلم أنه لا توجد عناوين تسمى التحالف الاستراتيجى مع العالم العربى؛ لأنه لن يجنى منه العرب سوى الاستنزاف وضياع الحقوق، والمتابع لكل حرف يخرج من تل أبيب يعرف الهدف والمغزى واللف والدوران، فهى لا تعرف السلام وإنما العدوان والاعتداء على الآخر، وتسويته بالأرض، كما حدث فى غزة دون النظر عما حدث يوم 7 أكتوبر والذى تم استغلاله تماما كما حدث بعد أحداث 11 سبتمبر فى أحداث البرجين فى الولايات المتحدة الأمريكية، وما بعدها من غزوات فى العراق و أفغانستان وجمع الأموال من العرب لتسديد فواتير حروبها على حساب الشعوب العربية واقتصاداتها، وهنا أقتبس بعض مما ورد مؤخرًا فى وسائل إعلام إسرائيلية عن خطة جديدة يجرى الإعداد لها حاليا لإدارة قطاع غزة عقب انتهاء الحرب الجارية.
وتحت عنوان: "تحالف عربى ومنطقة أمنية عازلة.. هذا ما يجب أن يبدو عليه القطاع فى اليوم التالى للحرب"، قالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية فى تقرير كتبه المحلل العسكرى، وضابط الاستخبارات السابق، والرئيس السابق لجهاز الشاباك الإسرائيلى، إنه لا شك أن الشغل الشاغل ل إسرائيل لليوم التالى للحرب هو هذا الحل، حيث إن الحكومة وعدت سكان غلاف غزة ب السلام الأمنى، وإنهاء القدرة الحاكمة والعسكرية لحماس، وإلا فسيكون هناك الكثير من السكان لا يريدون العودة إلى منازلهم.
وأضاف أنه مع تقدم القتال وتزايد الضغوط الدولية لوقف القتال، تتزايد الأفكار والاستعدادات لفترة ما بعد الحرب ومن سيحكم القطاع وبأى شكل، ومن سيأخذ على عاتقه إدارة تلك المنطقة المكتظة بالسكان، ومن هو المرغوب والمناسب حقًا لإدارة مثل هذه المنطقة الإشكالية والمعقدة.
وقال إنه لم يتم حتى الآن الاتفاق على أى خطة، أو اقتراح مقبول لدى القيادة فى إسرائيل، فضلاً عن ذلك، فإن هناك اختلافات عميقة بين رغبة الولايات المتحدة فى تسليم السيطرة إلى السلطة الفلسطينية مع تعزيزها، وبين الموقف الإسرائيلى السلبى المطلق تجاه هذا الحل.