دار الإفتاء في 2023.. استخدام مكثف لوسائل التواصل الحديثة لنشر صحيح الفتوى

دار الإفتاء في 2023.. استخدام مكثف لوسائل التواصل الحديثة لنشر صحيح الفتوىدار الإفتاء

الدين والحياة28-12-2023 | 08:42

شهد عام 2023 جهدا مكثفا من جانب دار الإفتاء المصرية ؛ ما دفع لتحقيق الريادة الإفتائية لخدمة البلاد والعباد، وعملت الدار خلال العام على تقديم مختلف مجالات الفتوى وتصحيح الوعي المجتمعي ونشر صحيح الدين والتصدي للمشكلات الدينية التي تواجه المجتمع، والعمل على بناء إطار ديني داعم ومساند للأمة المصرية ومؤسساتها الرافعة، والدافعة نحو التقدم والاستقرار المجتمعي.

وشهد العام 2023 زيادة ملحوظة في عدد الفتاوى التي استقبلتها الدار عبر روافدها المختلفة، وقامت بالرد عليها، حيث بلغ إجمالي الفتاوى التي أصدرتها الدار ما يزيد عن (1.607.246) فتوى ما بين شفوية وهاتفية ومكتوبة وإلكترونية وردت لمقرها الرئيسي أو الفروع المنتشرة حول الجمهورية، وعبر تطبيق الدار والبث المباشر وصفحات التواصل الاجتماعي في موضوعات مختلفة.

واحتلت فتاوى العلاقات الزوجية والأسرية والطلاق والأحوال الشخصية رأس قائمة الفتاوى التي استقبلتها الدار خلال العام الجاري، يليها العبادات والمعاملات، حيث بلغت نسبة فتاوى الأسرة 65% من إجمالي الفتاوى، وهو ما حدا بدار الإفتاء أن تولي اهتمامًا كبيرًا بالأسرة المصرية وحمايتها والعمل على استقرارها ومواجهة كافة الظواهر التي من شأنها أن تعكر صفو الأسرة وتزعزع أركانها فخرجت فتاوى الدار محققة لاستقرار الأسرة ووضع البرامج العملية والتدريبية لحمايتها وتقوية أواصر الترابط داخل الأسرة المصرية من خلال إدارة الإرشاد الزواجي بالدار.

وبخصوص التواصل المباشر مع الجمهور عقدت الدار ما يزيد عن 1000 مجلس إفتائي في مختلف محافظات الجمهورية ومساجدها، فضلًا عن عشرات القوافل الإفتائية إلى سيناء، بالإضافة إلى عشرات المحاضرات في عدد من الجامعات المصرية، إيمانًا بأهمية التواصل المباشر مع الشباب من أجل بناء الوعي وتصحيح المفاهيم.

واستجابة للمستجدات وحتى تكون دار الإفتاء أكثر الْتصاقًا بالواقع وقضايا المجتمع استحدثت خلال العام 2023 إدارة جديدة باسم "نبض الشارع" تختص برصد وتحليل ما يشغل المجتمع في مصر وخارجها من قضايا ومسائل تحتاج إلى بيان الرأي الشرعي فيها وفق خطاب إفتائي قائم على منهجية علمية منضبطة وإدراك للواقع بشكل كامل من أجل بناء الوعي وإرشاد الناس.

وفيما يتعلق باستخدام التكنولوجيا الحديثة ومنصات ومواقع التواصل الاجتماعي وأدوات الذكاء الاصطناعي فقد حققت دار الإفتاء طفرة كبيرة خلال السنوات الأخيرة في هذا المجال وسعت إلى الاستفادة منها وكل ما هو جديد في عالم السوشيال ميديا من أجل الوصول إلى أكبر قدر ممكن من المتابعين ولبناء الوعي وتقديم الخدمات الإفتائية المختلفة والمعلومات الصحيحة وفق منهجية علمية وسطية تواجه التشدد والغلو والتطرف، وتعالج الكثير من الظواهر والمشكلات التي تطرأ على المجتمع ، وأصبحت الدار تمتلك 22 صفحة على الفيس بوك بلغات مختلفة، وموقع X ، وإنستجرام، ويوتيوب، وتليجرام، وساوند كلاود، وكلوب هاوس، وتيك توك، وقناة واتس آب.

وتأتي صفحة الدار الرسمية الموثقة على موقع "فيس بوك" في مقدمة هذه المنصات، حيث يتابعها ما يزيد عن (13.125.000 مشترك)، وأن باقي المنصات يتابعها 2.500.000 متابع، ليبلغ إجمالي المتابعين 15.500.000 متابع، كما أن التفاعل على كل المنصات زاد عن 170 مليون متفاعل خلال عام 2023.

وقدمت الدار العديد من الخدمات الإفتائية والدينية لبناء الوعي لدى المستخدمين وتصحيح المفاهيم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لها، منها خدمة البث المباشر اليومي، والبث المباشر الخاص بالإرشاد الأسري وهذه الخدمة متخصصة في حل المشكلات بين أفراد الأسرة الواحدة وخاصة مشكلة الطلاق، وذلك باستخدام الطرق التوعوية الحديثة من الإرشاد النفسي والشرعي.

وبشأن الفتاوى القصيرة على هيئة تصميمات "جرافيك"، وكذلك أفلام "موشن جرافيك" وفتاوى مصورة، ومقاطع ريلز، فقدمت الدار أكثر من 20 بوستا منوعا يوميا على الصفحة الرئيسية للدار على موقع الفيس بوك بين حملات وفيديوهات وأدعية وأحاديث ورد على الأفكار المغلوطة والمتطرفة.

كما قدمت منصات دار الإفتاء أيضا خلال العام العديد من الحملات التفاعلية التي ترتبط بالواقع والأحداث حتى تكون شريكا فاعلا في حفظ استقرار المجتمعات وبناء الوعي، لذا كانت إدارة "مواقع التواصل الاجتماعي" حريصة على القيام بعدد من الحملات الإلكترونية التي حظيت بتفاعل كبير من قِبل المتابعين، وكان لها أثر إيجابي، منها حملة "معركة وعي" لمواجهة الأفكار المتشددة والمتطرفة وتفاعل معها ما يزيد عن 17 مليون شخص أونلاين ، وحملة "لتسكنوا إليها" وذلك للمساهمة في تأسيس أسرة مصرية متماسكة وأكثر استقرارا، وحملة "مواجهة الإدمان"، وجاءت الحملة للتوعية بخطر الإدمان وأضرار المخدرات، تحت شعار «لا للإدمان» تضمنت فتاوى حول حكم أنواع المخدرات ووسائل الإدمان المختلفة، كما قدمت نصائح مفيدة لكيفية الخروج من هذه الدائرة المظلمة، وغيرها من الحملات المهمة على مدار العام.

وكان التفاعل على الصفحة الرئيسية للدار هو الأبرز خلال العام 2023 من حيث عدد المتابعين والتفاعلات ومستوى النشر، فيتابعها أكثر من 13.125.000 مشترك، ويصل حجم التفاعل فيها أسبوعيا إلى أرقام كبيرة، حيث بلغت نسبة الوصول في الصفحة خلال 2023م إلى 70 مليون شخص، كما أن عدد المتابعين للصفحة زاد بمقدار 1.125.000 مشترك خلال عام 2023م فقط.
وفيما يتعلق بالبوابة الإلكترونية للدار فقد قدمت خلال العام 2023 العديد من الخدمات الإفتائية والإنتاج المتنوع لرواد البوابة حيث تشكل هذه البوابة المصدر الرئيسي لفتاوى فضيلة المفتي ونشرت له 630 فتوى و 121 من تراث الفتاوى، بإجمالي (751) فتوى، والنشر يتم يوميا دون انقطاع.

وتم إعادة نشر 2229 فتوى في موضوعات حيوية ومثارة اقتصاديا واجتماعيا ، كما لم تهمل البوابة الدعم الإفتائي فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية فنشرت فتاوى عن حكم التبرع لإخواننا في فلسطين، وأخرى عن دعم الشعب الفلسطيني ، وزاد عدد مستخدميها بمقدار 2.5 مليون مستخدم جديد.

و من أهم الجهود خلال العام 2023 هو إنشاء بوابة رقمية تتيح الوصول إلى خدمات دار الإفتاء بمختلف اللغات، وكذلك ميكنة الفتاوي من خلال اعتماد نظام متكامل تعمل من خلاله كل الإدارات الشرعية بدورة عمل كاملة من بداية طلب الفتوى مرورًا بعملية البحث والتحرير ثم المراجعة والتدقيق ثم اعتماد فضيلة المفتي مما أسهم في القضاء التام على الدورة الورقية للطلبات داخل الدار، كما أسهم بشكل فعال في تسريع عملية الفتوى وتوفير الموارد الورقية والمكتبية، بالإضافة إلى الأرشيف الإلكتروني بداخل النظام والذي ساعد على بناء أرشيف دقيق لما يصدر عن الدار من فتاوى.

وبفضل الجهود المتميزة والريادة الدولية للدولة المصرية في مجالات متعددة، خاصة في الميدان الديني والشرعي الإفتائي، أصبحت دار الإفتاء المصرية محطة دولية عالمية للخبرة الشرعية والتقنية، وتتمتع بكفاءة عالية تمكنها من توفير حزم من التطبيقات والأنظمة، سواء إدارية أو شرعية، واستشارات تقنية، وذلك تحت مظلة "الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم".

كما عززت الدار خلال العام 2023 من تواصلها الديني والإفتائي مع الخارج تنفيذًا لخطتها الاستراتيجية التي أعلنت عنها من قبل وقياما بدورها الريادي الإفتائي، حيث قام فضيلة المفتي وعلماء الدار بالعديد من الجولات والزيارات الخارجية، وألقى المفتي كلمة في جلسة الأمم المتحدة بجنيف، وقام بزيارة تاريخية إلى الهند الْتقى فيها كبار المسئولين والشخصيات التنفيذية والدينية هناك، وزيارة إلى العاصمة الروسية موسكو، وصربيا وأوزبكستان، والمغرب والجزائر وغيرها من البلدان لمد جسور التواصل والحوار وتعزيز التعاون الإفتائي.

أضف تعليق