غزه فى 7 أكتوبر 2023.. إعادة إحياء لسيناريو يوم القيامة فى منطقة الشرق الأوسط

غزه فى 7 أكتوبر 2023.. إعادة إحياء لسيناريو يوم القيامة فى منطقة الشرق الأوسطد. وليد فاروق

الرأى28-12-2023 | 15:47

تعرضنا فى مجموعة المقالات السابقة لعملية غزة فى 7 أكتوبر (حسابات المكسب والخسارة لجميع الأطراف) إلى إيضاح بعض من نتائج تلك العملية وتداعياتها على جميع الأطراف المشاركة فيها سواء بشكل مباشر أو غير مباشر .. وبدأنا بالاطراف الفاعلة الأساسية فى هذه العملية وهى إسرائيل ثم الولايات المتحدة الأمريكية الداعم الأول لها ومحركه الاصطفاف الغربى خلف الجانب الإسرائيلى.

وأخيرا المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها ( 12 فصيل تقريبا ) وخلصنا إلى أن حجم الخسائر الإسرائيلية ضخم للغاية سواء على المستوى الاقتصادى أو العسكرى أوالسياسى أوحتى المعنوى وأن كان أهم خسائرها هو زعزعة الثقه لدى المواطن اليهودى فى قدره هذه الدوله اليهودية على البقاء والاستمرار داخل محيطها الاقليمى الذى أصبح يلفظها أكثر من أى وقت مضى بعد سلسلة من الأخطاء السياسية والعسكرية الجسيمه أدت إلى ازدياد معدلات الكراهية لها بصورة غير مسبوقه لدى جميع شعوب الدول العربية و الإسلامية بصوره قد يستحيل معها التعايش السلمى مع هذه الدولة فى هذه المنطقة ..ولاجيال قادمه بإذن الله ..وهو الامر الذى افقد شعبها الشعور بالأمان حاليا أو مستقبلا هذا بخلاف الوهن الاقتصادى الناتج عن قله مواردها الطبيعيه وعدم قدرتها على تلبيه احتياجات شعبها و احتياجات جيشها المتزايدة فى نفس الوقت نظرا لحاله الحرب أو الاستعداد للحرب بصفه دائمه التى تعيشها.

وبالتالى أصبح نتنياهو فى موقف لا يستطيع معه ايقاف الحرب دون تحقيقه لأى نتائج ملموسة وواضحه ولا يمتلك أيضا رفاهيه الاستمرار فى تلك الحرب .. !! أما الجانب الأمريكى فقد استيقظ متأخرا بعد سلسلة من التخبط وسؤ الأداء المعهوده فى إدارة بايدن بعد أن شعر متأخرا أن نتنياهو قد احرق حرفيا سمعه الولايات المتحده عالميا فى سبيل تعزيز الاجنده السياسيه الخاصه به .. وهدد مكانتها العالميه كقضب اوحد إلى حد بعيد خاصة إذا ما وضعنا فى الاعتبار نفس الأداء المتخبط فى الأزمة الأوكرانية الروسية. الأمر الذى أصبح معه فقد بايدن وحزبه الديمقراطى( المختطف من الصهيونيه العالمية ) للمنصب الرئاسى فى الانتخابات القادمة (نوفمبر 2024) أمر شبه مؤكد بإذن الله .


فالرئيس بايدن اثبت أنه لا يمتلك أيا من مقومات القيادة لدولة عظمى سوى مجرد إيمانه المطلق بأهمية وجود إسرائيل والذى عبر عنه مرارا وتكرارا فى مقولته الشهيره (لو لم تكن هناك إسرائيل لاختراعناها .. !! ) ولا يخفى على الكثيرين أن هذا هو السبب الرئيسى لنجاحه فى الانتخابات الماضية ومحاولات انجاحه فى الانتخابات القادمه فالرجل هين لين طيع فى يد الصهيونية العالمية مخلص لها كل الإخلاص .. اشبه بدميه يحركها الآخرون .. الأمر الذى يلقى بشكوك عديده عن مدى جديه الانتخابات الامريكيه ونظامها الديمقراطى الذى تثبت الاحداث الدوليه مره بعد الاخرى أنه نظام غير حر وغير أمين بل هو مجرد أداة لإيصال من تريده الصهيونية العالمية لحكم البلاد وإبعاد كل من يعاديها عن المناصب الهامة والمؤثرة فى كافه دوائر صنع القرار فى الداخل الأمريكى .. وهو أمريستحق مقالا منفصلا بإذن الله ..

وحتى نكون أكثر وضوحا مع قرائنا الاعزاء لابد من إيجاز أن أهم أهداف عمليه 7 أكتوبر هو فرض أمر واقع جديد واحداث تغيير ديموجرافى فى المنطقه عن طريق التهجير القصرى للفلسطينيين من قطاع غزة فى اتجاه شمال سيناء وتهجير سكان الضفه الغربية إلى المملكة الأردنية.. فى سيناريو معد سلفا لتصفية القضية الفلسطينية تماما وفرض إسرائيل سيطرتها على كامل الأراضى الفلسطينية المحتله ومحو دولة فلسطين من الوجود .. وان ماتم من تسلسل للأحداث تم بالتنسيق الكامل مع الجانب الأمريكى وبعض الدول الأوربية الفاعله والتى تشكل معا محور الشر الجديد ..(قبل انتهاء فترة بايدن الغير مضمون اعاده انتخابه ولا حالته الصحيه) وأن حاملات الطائرات التى هرعت الى المنطقه ومعها سفن حمايتها فى الأيام الأولى للعملية هو تخطيط مسبق الهدف منه اجبار كلا من مصر والأردن على قبول الأمر الواقع الجديد .. وليست موجهه إلى إيران كما تزعم الآله الاعلاميه الغربية زورا وبهتانا ( وهو ما اشرنا اليه بوضوح فى حينه ) .. بل لا يمكن لنا فصل ما يحدث من أزمات اقتصادية طاحنه ( مصطنعه) فى الداخل المصرى حاليا عن مجريات الأمور فى المنطقة .

اقرأ ايضا

عملية غزة.. حسابات المكسب والخسارة لجميع الأطراف 4

عملية غزة في 7 أكتوبر 2023.. حسابات المكسب والخسارة لجميع الأطراف -2

بل أن تلك الأزمات الاقتصادية تتم فى إطار ممارسة أكبر قدر من الضغط الأمنى والعسكرى والاقتصادى والسياسى على القياده المصرية لإجبارها على الرضوخ وقبول سيناريو التهجير القصرى للفلسطينيين فى توقيت بالغ الحساسيه لمصر( الانتخابات الرئاسية المصرية) لكن الشعب المصرى كالمعتاد فطن الى ما يكاد له بمخزونه الحضارى الهائل وتجاوز تلك الفتره الحرجه بذكاء ووعى هائل .. فكان ان اقبل فى كثافه على أداء واجبه الدستورى فى الانتخابات الرئاسية مؤكدًا التفافه خلف قيادته الحاليه فى هذا الظرف الدقيق والحساس رغم كل المصاعب الإقتصادية المصطنعه والموجه التى يعانى منها بفعل فاعل ..وهو عكس ما كان يتوقعه الساده مخططى السياسات الخارجيه لدول محور الشر الجديد .. ؟

ومن ثم فقد تصاعدت الضغوط الإقتصادية على مصر مجددا فتتطورت الى تنفيذ خطه ممنهجه على قدم وساق لخنق قناة السويس (المصدر الرئيسى للعملات الاجنبيه لمصر )عن طريق افتعال ازمات امنيه لعرقله الملاحه التجاريه فى جنوب البحر الاحمر بإستخدام الوكلاء الايرانيين فى تلك المنطقه .. وايجاد مبرر للتواجد البحرى العسكرى الغربى المكثف فى تلك المنطقه .. وهنا لابد من أن نشير الى واقع سياسى قد يصدم الكثيرين ..؟ وهو أن التفاهمات الامريكيه الايرانيه والاسرائيليه الايرانيه حاليا فى اعلى مستوياتها عكس ما تردده مصادر صنع القرار والآله الاعلاميه لدى الدول الثلاثه .

فعلى العرب جميعهم وخاصه دول الخليج وضع هذا الطرح فى حساباتهم عند تقدير الموقف الاستراتيجى لتحركاتهم داخل المنطقه .. فإيران هى مخلب النمر الذى تستخدمه كلا من امريكا واسرائيل لارهاب عرب الخليج ووضعهم فى موقف الطرف المهدد امنيا بإستمرار حتى يسهل استذافه و اخضاعه للسياسات والاراده الصهيوامريكيه .. وهو أمر ادركه قاده الخليج مؤخرا بتوجيه مصرى على ما يبدوا فكان ان حاولوا فتح قنوات اتصال مباشر مع الجانب الايرانى من خلال دول القياده الحاليه للمنطقه العربيه (مصر – السعوديه – الامارات ) بشكل منفصل لكل منهم لكنه متزامن بما يؤكد وجود تنسيق كامل بينهم فى هذا الشأن .. ومن ثم كان الرد الامريكى سريعا وهو العوده الى احياء فكره سيناريو يوم القيامه لمنطقه الشرق الاوسط .. ؟ وتعود فكره هذا السيناريو المدمر للمنطقه العربيه والذى حاول التحالف الاوروامريكى تنفيذه مطلع العقد الماضى (2010) من خلال ما اسموه ثورات الربيع العربى برعايه نفس الحزب الديمقراطى ممثلا فى اوباما وهيلارى كلينتون وهى الثورات التى اندلعت فجأه فى توقيتات متزامنه بفعل نظريه التأثير المتتالى(dominos effect ) .

بغرض خلع كل الانظمه الحاكمه الرئيسيه فى الدول العربيه الكبرى ذات التاثير والثقل واستبدالها بحكم ينتمى الى تيار معين ذو ايديولوجيا محدده .. فليس صدفه ان يسقط النظام فى تونس فيتولى الحكم تيار جبهه الانقاذ ( الاخوانى ) .. ثم يسقط النظام فى مصر فيتولى الحكم حزب الحريه والعداله (الاخوانى) و يسقط نظام القذافى فى ليبيا فيسيطر حزب العداله والبناء(الاخوانى) على طرابلس بالقوه .

أما السودان فقد كانت بالفعل تحت حكم التيار الاخوانى (المتخفى تحت البدله العسكريه) منذ انقلاب عام 1989 الذى دبرته الجبهه القوميه الاسلاميه (الفرع السودانى للاخوان) .. حتى قطاع غزه فتحكمه وتسيطر عليه جماعه حماس (فرع الاخوان فى فلسطين) اما الوضع فى سوريا فرغم ضعف النسبى للجماعه هناك نتيجه للسياسات الصارمه تجاه الجماعه خلال العقود الماضيه فى عهد حافظ الاسد والتى استمر عليها نجله من بعده الا ان هذا الضعف لم يمنع الجماعه من تشكيل ميلشيات مسلحه تعمل على اسقاط بشار بالتعاون مع كل القوى الخارجيه الممكنه سواء تركيا او المليشيات المدعومه خليجيا بقتالها ضد الجيش الوطنى السورى تحت مسميات عديده مختلفه .. وبالتالى فمن السذاجه بمكان ان نظن ان المحاولات المستميته التى تمت لتمكين جماعه الاخوان من حكم المنطقه العربيه بالكامل تمت بالمصادفه او بمعزل عن الدعم و التخطيط الاوروامريكى.

ولم لا فالإخوان قدموا انفسهم للغرب على انهم الحليف المطيع الذى سيحقق لهم كل ما ارادوا من تفتيت وتقسيم للاوطان وتدمير للجيوش العربيه الوطنيه .

وهو احد اهم أهدف الصهيونية العالمية وهو ماتم بالفعل فى السودان وليبيا واليمن وسوريا .. وكان من المفترض ان يتم فى مصر( لولا رعايه الله ثم ثوره 30 يونيو- وقوه وتماسك الجيش المصرى) الامر الذى ادى الى توقف المرحله الاولى من سيناريو يوم القيامه والمخططه من قبل دول محور الشر (توقف مؤقت فى حينه) رغم تحقيقها لنجاح جزئى .. حيث هدفت تلك المرحله الى تمكين الاخوان من حكم الهلال السنى بالكامل الذى يضم ( تونس – ليبيا – السودان – الصومال - اليمن – البحرين – (اجزاء من دول الخليج العربى ) – أجزاء من سوريا السنيه – العراق السنى – .. ) ومن خلفهم مصر .. ليصبح هذا الهلال السنى فى مواجهه الهلال الشيعى الموجود فعلا فى البحرين واجزاء من دول شبه الجزيره العربيه وسوريا (بشار الاسد) والعراق الشيعى وجنوب لبنان ومن خلفهم ايران ..!! حيث سبق تمكين آيات الله من حكم ايران بتخطيط مماثل من محور الشر فى (1979)م وبالتالى عقب استكمال مرحله تكوين الهلالان المتناحران (السنى والشيعى) اللذان تحكمهما جماعات موتوره تم اختيارها بعنايه ذات ايديولجيات دينيه مشوهه تكفر كلا منهما الآخر وتستبيح دمه .. !! سرعان ماستبدأ المرحله الثانيه من سيناريو يوم القيامه وهى اشعال نيران الفتنه بين السنه والشيعه واشعال حرب دينيه تلتهم الاخضر واليابس فى المنطقه وتدمر ما بقى من الجيوش الاسلاميه تستمر لسنوات (تم اجراء تجربه ناجحه فى حرب العراق ايران عام 1980- استمرت ثمان سنوات) .


تتمكن خلالها دول محور الشر فى امداد كلا الجانبين بالسلاح والذخائر والسلع الاستراتيجيه.. فتنعش اقتصادياتها المتهاويه .. وتتمكن من فرض سيطرتها على الممرات البحريه الاهم بحجه حمايه التجاره الدوليه..وكذلك حقول الغاز فى المتوسط وخليج السويس ..وتسمح بتمدد إسرائيل إلى حدودها المأموله .. ؟ ويلى تلك المرحلة مرحله التوسط بين الجانبين لانهاء الحرب بعد تحقيقها للغرض منها بالسعى للتفاوض مع جميع الاطراف لبدء مرحله إعاده الاعمار للمتبقى من الدول الاسلاميه ليستمر مخطط انعاش الاقتصاد الاوروأمريكى لسنوات طويله اخرى قادمه ...؟ هذا هو السيناريوالاسود واطلقنا عليه يوم القيامه لانه يعنى دمار المنطقه ومن فيها فهو يهدف ليس الى الى تدميرواضعاف الدول العربيه والاسلاميه بل الى تدمير الحضاره الاسلاميه بالكامل بتفجيرها من الداخل .

لكن هذا السيناريو الاسود قد توقف مؤقتا بفعل ثوره 30 يونيو حيث ذكرها الرئيس السيسى للمصريين دون تفسير .. (انتوا غيرتم الدنيا كلها) ..؟؟ وهو قول لم يستوعبه الكثيرين فى حينه .. لكن على ما يبدوا ان عاد هذا السيناريو للظهور من جديد الان بهدف تحقيق نفس النتائج لكن بإختلاف الوسائل .

وذك عبر اقحام ايران واذرعها فى المنطقه حاليا فى الأزمة الإسرائيلية الفلسطينية الحاليه .. فالهدف الرئيسى من هو تمديد حدود إسرائيل على حساب مصر والأردن كما اسلفنا ولذا يجب اشغالهما بصراع وجود من العيار الثقيل مع ايران حيث بدأ بالفعل التمهيد لاقحام إيران فى صراع مباشر مع العرب ..فطائرات الحوثيين شبه الموجهه وشبه المتفجره .. ! وصواريخ حزب الله اللبنانى الجوفاء واخيرا اغتيال عبد الله موساوى احد قاده الحرث الثورى الايرانى (لتحتفظ ايران بحق الرد )..؟ ومهاجمه القواعد الامريكيه فى العراق كلها ما هى الا خطوات مصطنعه للتصعيد العسكرى فى المنطقه ينتهى بتوجيه ايران لضربه طائشه لاهداف اسرائيليه (غير مؤثره) تنتفض على اثرها الولايات المتحدة فى دعم حليفتها .. فتنطلق الطائرات الامريكيه من قواعدها الآمنه فى الخليج العربى .. لتوجه ضربه (هيكليه) عقابيه لايران .. فيكون الرد الايرانى بالهجوم الصاروخى على القواعد الجويه فى الخليج فى اطار دفاعها الطبيعى عن النفس وعن الاسلام .. ؟ فتصيب بالخطأ مصافى البترول وحقول الغاز .. فتشتعل المنطقه .. وقد يحدث تدخل دولى من الاساطيل المحتشده فى المنطقه للسيطره على الممرات الملاحيه وحقول البترول والغاز .. و يضغط اليهود اكثر على فلسطينى غزه .. فيتم التهجير القصرى (هذا الملف لم يغلق بعد) .. لتتحقق اهداف سيناريو يوم القيامه بعد تعديله .. لتنفجر الاوضاع والله وحده يعلم كيف يتم السيطره عليها ..
وللحديث بقيه .. بإذن الله

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2