تعرف على حكم تخصيص شهر رجب بالصيام

تعرف على حكم تخصيص شهر رجب بالصيامالصيام فى رجب

الدين والحياة20-1-2024 | 03:17

شُرِع صيام التطوُّع أو النَّفْل؛ كي يتقرَّب العبد من ربّه، ويكسب رضاه ومَحبّته؛ فقد ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّ اللَّهَ قالَ: مَن عادَى لي ولِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وما تَرَدَّدْتُ عن شيءٍ أنا فاعِلُهُ تَرَدُّدِي عن نَفْسِ المُؤْمِنِ، يَكْرَهُ المَوْتَ وأنا أكْرَهُ مَساءَتَهُ).

و يُعد شهر رجب من الأشهر الحُرم الداخلة في قوله -تعالى-: ( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهورِ عِندَ اللَّـهِ اثنا عَشَرَ شَهرًا في كِتابِ اللَّـهِ يَومَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ مِنها أَربَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدّينُ القَيِّمُ فَلا تَظلِموا فيهِنَّ أَنفُسَكُم).

فقد نهى الله -سبحانه وتعالى- عن اقتراف الذنوب والمعاصي في هذه الأشهر، وإيقاع الظلم على النفوس، ويدخل في ذلك الأمر بعمل الطاعات، وأداء العبادات؛ فالأشهر التي تعظُم فيها السيئات، تعظُم فيها الحسنات.

تخصيص صيام شهر رجب لم يرد فيه شىء من الفضل الزائد عن الصيام في بقيّة شهور السنة، ولم يصحّ فيه شيء عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولا عن الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم- أجمعين، ولكن ورد في الشريعة الإسلامية ما يدلّ على أفضليّة الصيام بشكل عام مطلق.

وصيام شهر رجب يدخل في هذا العموم تبعاً، ويجوز للمسلم صيام أيّام من شهر رجب على وجه الإطلاق دون تحديد، ودون اعتقاد أنّ فيه خصوصيّة معيّنة، ولا يكون صيام المسلم في جميع أيّام شهر رجب؛ حتى لا يشتبه بشهر رمضان المبارك.
ويقول الحافظ ابن رجب الحنبلي- رحمه الله تعالى: تخصيص شهر رجب ب الصيام لم يرد فيه شيء عن النبي -صلى الله عليه وسلم، ولا عن أحد من أصحابه -رضوان الله عليهم- أجمعين.

وأوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن شهر رجب من أشهر الله الحرم التي يحسن بالمسلم فيها أن يكثر من الأعمال الصالحة؛ لما للعمل الصالح فيها من الثواب الجزيل، وقد ورد في سنن أبي داود بسنده عن أبي مجيبة الباهلية أو عمها رضي الله عنه مرفوعًا: «صُم من الحُرُمِ واترك»، وفي سنن النسائي عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت: يا رسول الله ما أراك تصوم شهرًا من الشهور ما تصوم من شعبان! قال: «ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان..» الحديث.

قال الإمام الشوكاني: (ظاهر قوله في حديث أسامة.. إنه يستحب صوم رجب؛ لأن الظاهر أن المراد أنهم يغفلون عن تعظيم شعبان بالصوم كما يعظمون رمضان ورجب به).

وأضاف الأزهر للفتوي الإلكترونية: أن الصوم في شهر رجب مُباح، بل هو مُستحب، وليس هناك ما يمنع من إيقاع العبادة -أيِّ عبادة- في أي وقت من العام إلا ما نص الشرع الشريف على منعه وفق الضوابط والأحكام الفقهية المُستقرة.

أضف تعليق