نائب رئيس مجلس الدولة ينعي المستشار الراحل محمد الدكروري

نائب رئيس مجلس الدولة ينعي المستشار الراحل محمد الدكروريالمستشار الراحل محمد الدكروري

مصر27-1-2024 | 20:14

قال المفكر والمؤرخ القضائي المستشار الدكتور محمد عبدالوهاب خفاجى، نائب رئيس مجلس الدولة، "رحل عن دنيانا منذ أيام أستاذنا العملاق المستشار محمد محمود الدكروري نائب رئيس مجلس الدولة الأسبق عن عمر يناهز 90 عامًا".

وأضاف: "المرحوم المستشار محمد محمود الدكروري من مواليد 21 أبريل 1934، وخريج كلية الحقوق جامعة القاهرة دفعة 1955، بتقدير عام جيد جداً، عُين في مجلس الدولة بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952 بثلاث سنوات، وتحديدًا بتاريخ 16 أغسطس 1955، ليشهد تعيينه بعد تسع سنوات من نشأة مجلس الدولة عام 1946، فجراً جديداً لرجال مجلس الدولة الشوامخ الذين حملوا المنارة المضيئة من جيل الرواد بعد قيام ثورة أطاحت بالملكية واستقبلت عهداً جديداً للنظام الجمهوري مع اثنين من زملاء دفعته 1955، في ذلك الوقت المستشارين المرحومين عبدالمنعم فتح الله، والدكتور عبدالمنعم جيرة".

وأوضح: "ومضت بهم الأيام مسرعة ليتشكل المجلس الخاص من الثلاثة فى عهد الرئيس مبارك مع إثنين من دفعة 1953 من العمالقة، المرحوم المستشارعلي فؤاد الخادم رئيس مجلس الدولة الأسبق، المدة من 1 يوليو 1993 - 30 يونيو 1998، وعضوية المرحوم المستشار المفكر طارق سليم البشر النائب الأول لرئيس مجلس الدولة الأسبق، والمرحوم المستشار عبدالعزيز حمادة دفعة 1954، والمستشار الدكتور جودت الملط دفعة 1956، والذي تبوأ فيما بعد رئاسة المجلس متعه الله بالصحة والعافية".

ويذكر الدكتور محمد خفاجى: "لقد كان لي شرف التعامل مع المرحوم المستشار محمد محمود الدكروري نائب رئيس مجلس الدولة الأسبق، في بداية حياتي القضائية حينما التحقت بالمجلس عام 1985، وبعدها بسنوات قليلة أثناء عملي عضواً بالمكتب الفني لرئيس مجلس الدولة حينذاك، والذى كان يضم زملائي العمالقة على قمتهم المستشار أحمد محمد حامد نائب رئيس مجلس الدولة وعضو المجلس الخاص الحالي، ورئيس إدارة التفتيش الفني، والمستشار فارس سعد فام حنصل نائب مجلس الدولة وعضو المجلس الخاص الحالي ورئيس هيئة مفوضي الدولة، وكنت حينذاك في أكتوبر عام 1991، ضمن عدد من السادة المستشارين للقيام بتنظيم المبادئ القانونية لأحكام وفتاوى مجلس الدولة".

وأشار الدكتور محمد خفاجى: "لقد كان المرحوم المستشار محمد محمود الدكروري خلوقاً مع زملائه محباً لهم، متواضعاً مع الجميع، عرفناه قاضيًا هادئًا، ومعلمًا متسامحًا، وخلوقاً راضيًا قنوعًا، ملتزمًا بإنسانيته مؤمنًا برسالته، متميزًا بدماثة الخلق وحسن المعشر وطيبة القلب، متسلحًا بالتواضع الذي زاده احترامًا وتقديرًا ومحبة في قلوب كل من عرفه والتقى به، وكفاه محبة جميع القضاة، فقد كان رحمة الله عليه من أشد المخلصين بعمله وكان يتسم بالبساطة والتيسير والخير لزملائه".

وتابع: "وشغل المرحوم منصب المستشار القانوني للرئيس حسني مبارك رئيس الجمهورية الأسبق، لمدد طويلة من الزمن وحاز على ثقة رئيس الدولة الذي احتفظ به وكان يستحق هذه الثقة الغالية عن جدارة وجهد، لما يتصف به من التحلي بالعلم الرصين والحكمة البليغة والبصيرة القانونية النافذة، ثم عين عضواً بمجلس الشعب وعضواً باللجنة العليا للتشريع، فضلاً عن أنه عمل مستشاراً للعديد من وزراء المالية المتعاقبين".

واختتم الدكتور محمد خفاجى: "كم هي قاسية لحظات وداع الأحباب رفقاء الطريق من أساتذتنا الذين علمونا العلم النافع المفيد، والتي تسجل وتختزن في قلوبنا وذاكرتنا كل ذكرياتنا داخل جدران بيت العدالة، ورغم اختلاف الزمان وتبدل الأحوال وتحديات العصر، ويجب على الأجيال الحالية أن تعرف تاريخ أساطين مجلس الدولة، ولا يسعني إلا القول بأن مجلس الدولة منذ نشأنه عام 1946 سيظل نهراً خالداً للعدالة، وربما يجدد مياهه من حين إلى حين بحكم الزمن، لكنه لا يغير مساره في البحث عن الحقيقة وانصاف المظلومين، رحم الله الفقيد على ما قدمه لبلاده في محراب العدل بما يشفع له وهو في دار الحق".

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2