الابتلاء بصفة عامة سنة الله في خلقه من لدن أبيهم آدم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وهذا مقرر واضح في تعبيرات القرآن الكريم، قال تعالى: {وَهُوَ ٱلَّذِى جَعَلَكُمْ خَلَٰٓئِفَ ٱلْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍۢ دَرَجَٰتٍۢ لِّيَبْلُوَكُمْ فِى مَآ ءَاتَىٰكُمْ ۗ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ ٱلْعِقَابِ وَإِنَّهُۥ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌۢ} وقال: سبحانه وتعالى: {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} وقال جل شأنه: {إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا}.
و الابتلاء مرتبط بالتمكين ارتباطًا وثيقًا لا انفصال بينهما؛ فلقد جرت سنة الله تعالى ألا يمكِّن لأمَّة إلا بعد أن تمر بمراحل الاختبار المتنوعة والمتعددة والمختلفة عبر السنن الكونية التي كتبها الله تعالى.
قال الدكتور رمضان عبد الرازق، عضو اللجنة العليا للدعوة بالأزهر الشريف: نعم يُؤجر العبد بأجر عظيم جدًا على الصبر على البلاء وموت الأحبة، مشيرًا إلى أن الكل مُبتلى ومُصاب ومُمتحن، فالعبد حينما وجد في الدنيا ودائمًا في اختبار وامتحان.
واستشهد عبد الرازق بقول الله -تعالى- في سورة الملك: "الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا ۚ وهو العزيز الغفور".
وأضاف عبد الرازق بأن سيدنا سليمان لما لقي عرش بلقيس قال: "هذا من فضل ربي ليبلوني"، مشيرًا إلى أن الابتلاء من الممكن أن يكون بالخير، ومن الممكن أن يكون بالشر.
وأوضح عبد الرازق أن الأشخاص الذين يبتلون بالشر وبفقدان الأحبة يكون لهم أجر عظيم، مستشهدًا في ذلك بقول الله -تعالى- في سورة البقرة: "ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات ۗ وبشر الصابرين* الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون* أولٰئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة ۖ وأولٰئك هم المهتدون".