ما ترك النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمرًا فيه نفع لأمته إلا أرشدهم إليه سواء في أمور دينهم أو مور دنياهم، فكان يشمل صحابته الكرام بالنصح والتوجيه بما ينفعهم.
ويعتبر تركُ الآنية التي فيها طعام مكشوفةً ليلًا أمرًا مخالفًا لهدي النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وحرصه على الطعام والمحافظة عليه وعلى سلامته.
ففي الحديث الذي أخرجه البخاري عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "خَمِّرُوا الآنِيَةَ، وأَجِيفُوا الأبْوابَ، وأَطْفِئُوا المَصابِيحَ، فإنَّ الفُوَيْسِقَةَ رُبَّما جَرَّتِ الفَتِيلَةَ فأحْرَقَتْ أهْلَ البَيْتِ"، ولم يثبت النهي أو المنع من الأكل من الطعام المكشوف إن أمن من يأكل الضرر، فالحديث يبيّن حرص النبيّ -صلى الله عليه وسلم- على السلامة العامة من خلال المحافظة على الطعام، وتغطيته ليلاً وعدم تركه مكشوفًا.
وقال العلماء إن ترك الآنية بالليل مكشوفة خلاف أمر النبي صلى الله عليه وسلم، لما قد يترتب على ذلك من إفساد الشياطين وكيدهم.
وأضاف العلماء أنه، ثبت الأمر بتغطية الآنية وإغلاق الأبواب وما أشبه ذلك مع ذكر اسم الله تعالى، ففي صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خمروا الآنية وأوكوا الأسقية وأجيفوا الأبواب وكفوا صبيانكم.
وفي صحيح مسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم: غطوا الإناء وأوكوا السقاء وأغلقوا الباب وأطفئوا السراج، فإن الشيطان لا يحل سقاء ولا يفتح بابا ولا يكشف إناء، فإن لم يجد أحدكم إلا أن يعرض على إنائه عودا ويذكر اسم الله تعالى فليفعل، فإن الفويسقة تضرم على أهل البيت بيتهم.