الحب ليس مقصورا على رجل وامرأة بل هناك ما هو أسمى من ذلك وهو «العطاء»، فيجب في هذا اليوم إعادة خيوط التواصل بين المجتمع بكل فئاته وطبقاته، خاصة وأننا نعيش بعض الأزمات التي يجب خلالها أن نتكاتف ونتحد من أجل المرور من أي أزمة ممكنة، فمعروف عن المصريين الحب والود والتعاون والمعاملة الطيبة، وقد قدم المصريون العديد من النماذج التي تعبر عن «الحب».
تقول د. ريهام أحمد عبد الرحمن، أخصائى الإرشاد النفسى والأسرى والتربوي، إن الحب ليس قاصرا على المشاعر الرومانسية بين شركاء الحياة، فهناك معنى آخر للحب وهو العطاء والشعور بالآخرين ومشاركتهم أفراحهم وأحزانهم، وفى اليوم العالمى للحب يجب على الأسرة غرس قيم العطاء والشعور بالآخرين فى شخصية أبنائهم من خلال:
- أولا القدوة داخل الأسرة فالآباء والأمهات قدوة لأبنائهم فى تقديم يد العون والمساعدة للآخرين والشعور بهم من خلال صلة الأرحام وزيارة المستشفيات والإحسان إلى الجيران واحترامهم.
- أيضا من خلال مساعدة الأبناء أن يتعرفوا على النماذج الملهمة فى العطاء عبر العصور والأزمنة المختلفة، ليكونوا قدوة لهم ويسيروا على خطاهم ومن ضمن هذه الشخصيات المؤثرة رائد العمل الخيرى والتنموى وجراح القلب الشهير الدكتور مجدى يعقوب مؤسس مركز جراحات القلب بأسوان هذا المركز الذى يعد خدمة للإنسانية ومصدرا للتدريب والارتقاء بالبحث العلمى الطبى ليس ذلك فقط، فقد أطلق الدكتور مجدى يعقوب مبادرة إنسانية تحمل عنوان (سلسلة الأمل) لرعاية مرضى القلب من الأطفال بالعديد من الدول النامية، وكذلك الدكتور محمد مشالى الذى ضرب مثالا رائعا للتواضع وخدمة المرضى وتقديرهم والزهد فيما عندهم من أجر مادي.
- أثبتت الدراسات النفسية أن العطاء يعزز من الصحة النفسية للإنسان حيث إن المشاركة فى الأنشطة الاجتماعية وتقديم يد العون للآخرين تزيد من مشاعر السعادة والرضا عن الذات لدى الإنسان وتحسن الحالة المزاجية؛ لأن الإنسان يشعر من خلال العطاء للآخرين بقيمته وأهميته فى الحياة.
- أيضا فالحب لم يكن يوما بالكلمات والشعارات المزيفة ولكن بالمواقف الشجاعة التى يتخذها الإنسان ليقف بجانب أخوته فى العروبة والإنسانية فقد قامت قرية جوجر بمحافظة الدقهلية بإرسال ٦ شاحنات تحتوى على كمية كبيرة من المواد الغذائية والمستلزمات المعيشية تحت شعار «جاهدوا بأموالكم».
- عيد الحب فرصة لنغرس خلق العطاء والتعاون فى نفوسنا من خلال التبرع للمستشفيات كنوع من العمل الخيري، وزيارة دار الأيتام والمسنين فهذه الزيارات الميدانية تجعلنا نمارس الامتنان للنعم المألوفة فى حياتنا ونقدر قيمة الصحة والسعادة التى نعيشها، كما تجعل الأبناء يتفاعلون بشكل حقيقى مع الواقع فيصبحوا عضوا فعالا فى المجتمع.
- أيضا الحرص على أن يستقطع الطفل جزءًا من مصروفه اليومى ويتصدق به كل شهر لصالح أحد المستشفيات فهذه الممارسات الإيجابية تقوى صفة التعاون وحب الخير والتعاطف مع الآخرين فى شخصية الأبناء.
وأكدت د. ريهام أنه فى وقت الأزمات تخرج مشاعر الشعوب وبالفعل ظهر هذا واضحا فى مصر والدول العربية الشقيقة، ويجب فى ذلك الوقت أن نفكر فى غيرنا قبل أنفسنا وأن نرسخ تلك المشاعر الإنسانية فى قلوب أطفالنا منذ الصغر حتى يكبروا وهم يفكرون بمساعدة من يحتاج إليهم، والمساعدة ليست مساعدات مادية فقط بل هناك العديد من الأشكال الأخرى للمساعدات، فالمساندة النفسية هامة جدا فى هذه الأوقات.