المشكلات والتحديات الإقليمية والعالمية فى المرحلة التى يحياها العالم بأسره تحتاج الى أن نعى حقيقة حجم وخطورة هذه التحديات التى تواجه مصرنا الحبيبة، فى ظروف عالمية غير معلومة التوجه، وفى ظل أزمات متتالية فى الغذاء والطاقة والبيئة، وخطورة شديدة فى الموارد المائية واتساع دائرة الفقر التى تزحف لتلتهم ما بقى من الطبقة الوسطى عالمياً ومشكلات اقليمية قد تكون مصطنعة على حدودنا الوطنية من جميع الجهات، فهل نستوعب خطورة ما بين سطور المخطط الصهيوأمريكى بمباركة بعض بنى جلدتنا فى القضاء على القضية الفلسطينية بتهجير أهالى القطاع الى الاراضى المصرية فى ظل موقف مصرى رسمى وشعبى رافض لهذا المخطط متفاعلاً بأقصى درجات ضبط النفس مع التعامل مع الموقف رغم التناقضات الدولية الشديدة فى السعى الجاد نحو وضع حلول لهذه الأزمة وهذه الإعتداءات البشعة من الكيان الصهيونى والتى تجاوزت الخمسة أشهر دون تحرك دولى حازم للخروج من هذه الأزمة.
وعلى ذلك وفى ظل ما تردده أبواق تحاول توسيع دائرة الصراع بجرجرة مصر لهذا المعترك وهذا ما فطنت وحذرت منه القيادة السياسية المصرية، فلابد من تعميق الوعى بخطورة المرحلة، بصعوباتها فبغياب هذا الوعى لا يمكن التصدى لهذا الكم الهائل من الشائعات والشبهات والتشكيك، وتضع الدولة ضمن أهم أولوياتها إعادة منظومة بناء الوعى وإعادة بناء الإنسان وتنمية قدراته لمواجهة التحديات.
وللحفاظ على الأمن القومى ومقدرات الدولة لابد من تعميق الوعى وذلك من خلال تكاتف كافة أجهزة الدولة للعمل على تبصير أبناء الوطن بما يدور حولنا وتأثيراته الإجتماعية والسياسية والإقتصادية وكيفية التصدى وضرورة التضامن الشعبى والمجتمعى والتراحم بين أبناء الوطن فى ظل هذه الأزمات والحد من الإحتكار ومحاربة كافة أشكال وصور الفساد.
نحتاج وبلادنا إلى جو من التعبئة التوعوية، بالمشاكل والتحديات التى تتعرض لها مصرنا الحبيبة نحتاج الى ذلك عاجلاً وبشكل مكثف فى مختلف أرجاء الوطن بلا إنتظار ولا تسويف، ولا سخرية ولا بكلام أجوف لا يُسمن ولا يُغنى، نحتاج إلى الوعى الكامل بالمخاطر والتربصات وهذا الكلام ليس للتهويل ولا للتخويف بل هو الواقع الذى نعيشه الآن، وتكون جُرعات التوعية من وجوه مقبولة مجتمعياً فى الإعلام والمسجد والكنيسة والجامعة والمدرسة والمصنع والنادى، فى إطار ممنهج لرفع معدلات الوعى.
والإحتياج لبناء الوعى ناتج عن المحاولات المستميتة لتزييفه، تلك المحاولات التى تستنزف قدرات وطاقات المجتمع وأبنائه وخصوصاً مع انتشار الوسائل التكنولوجية للتواصل الاجتماعى التى تم إساءة استخدامها فى التأثيرالفكرى على الفئات المختلفة بالمجتمع وذلك لسهولة ترويج الشبهات ونشر الشبهات وقلب الحقائق وزيادة الأفكار المغلوطة واستقطاع الكلمات لتخرج عن سياقها ومن ثم ترويجها بين أبناء الوطن وخصوصاً فى المجتمعات التى تنتشر فيها الأمية الفكرية والثقافيـة والسياسـية، والدينية والاقتصادية وهذه الأسس التى يُبنى عليها الوعى المجتمعى، ولبناء الوعى لابد من العمل على عودة منظومة الأخلاق والقيم وتبصير الافراد بالقضايا الوطنية المختلفة سياسياً واجتماعيا اقتصادياً.
نحتاج الى إنكار الذات وتغليب مصالح مصر على المصالح الشخصية واعلاء قيم الحق والعدل ومراعاة حقوق الوطن والالتفاف حوله لنصل جميعاً بمصرنا الى بر الأمان.
حفظ الله مصر