صرح المحلل السياسي الفلسطيني علي وهيب، بأن الإنزال الجوي للمساعدات على قطاع غزة بعد 145 من الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، جاء نتيجة التعنت الإسرائيلي في إدخال المساعدات للقطاع، ويأتي في إطار استمرار الاحتلال في جرائمه في غزة دون رادع، إذ لم يكتف بالقنابل والصواريخ التي يسقطها على رءوس المدنيين في القطاع، لكنه بات يمارس أبشع الجرائم الإنسانية بتجويع سكان القطاع وعدم السماح بإدخال المساعدات الإنسانية.
وأكد وهيب أن ربع سكان غزة (أي نصف مليون إنسان)، على بعد خطوة واحدة من المجاعة، لذلك واصلت مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، دورها الإنساني، حيث نفذت قواتها الجوية عملية إسقاط للمواد الغذائية والإغاثية للسكان داخل شمال القطاع بمشاركة إماراتية وقطرية وفرنسية وأردنية.
وأوضح أن ما حدث نقطة تحول كبيرة في التعامل مع الأزمة في غزة، مؤكدًا أن قيام مصر و4 دول بإسقاط المساعدات الإنسانية على غزة رسالة لـ إسرائيل بأنها إذا أغلقت معابر البر فلن تغلق السماء، فالقوات المسلحة المصرية نقلت بالفعل رسالة للعالم أجمع، مضمونها أن الدولة المصرية لن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية ولن تسمح بتجويع الشعب الفلسطيني وأنها ستبذل قصارى جهدها لضمان استمرار نفاذ المساعدات لداخل قطاع غزة .
وتابع وهيب: إسرائيل تستخدم سلاح التجويع تجاه المدنيين في ظل صمت مخجل ومن أجل التوصل لاتفاق سياسي يتعلق بالأسرى، متمنيًا أن تكلل الجهود التي تبذل حاليًا من الوسطاء وعلى رأسهم قيادات جهاز المخابرات العامة المصرية من أجل فرض هدنة إنسانية في القطاع قبل شهر رمضان بالنجاح.
وأكد أن مشاركة الملك عبد الله الثاني ملك الأردن في عمليات الإنزال الجوي لها معانٍ كثيرة، حيث تأتي تأكيدًا على التواصل واستمرار الأردن الداعم لإيصال المساعدات بكل الطرق المتاحة لأهالي غزة.
ويرى وهيب، أن الوضع الحالي في قطاع غزة مروع للغاية، إذ تقوم إسرائيل منذ 145 يومًا باستهداف المدنيين والأطفال منهم والنساء بالأسلحة الفتاكة وتدمر المباني السكنية والبنى التحتية وتستهدف المستشفيات والمدارس ومراكز الإيواء كما تدمر القطاع الصحي بشكل ممنهج، لافتًا إلى أن دورة مجلس حقوق الإنسان بجنيف تزامن انعقادها مع ما يشهده الشعب الفلسطيني من جرائم بشعة نتيجة الحرب المستمرة على قطاع غزة وما تشهده الضفة الغربية من استيطان وهدم للمباني واقتحامات عسكرية، ومحاولة استهداف "الأونروا" وتعليق عملها لما لذلك من أثر سلبي على تمتع الشعب الفلسطيني بحقوقه الأساسية.
وقال "وهيب": كنا نتوقع أن يصدر موقف قوي من مجلس حقوق الإنسان بشأن ما يجري ب غزة ولكن تقاعس بعض الدول حال دون ذلك فاكتفوا بأن ما يجري بحق الشعب الفلسطيني هي انتهاكات خطيرة وأن الحياة في غزة لا ترقى لاهتمام هذه الدول، وأن حياة الأطفال الذين قتلوا بعشرات الآلاف لا تحرك مشاعرها المرهفة باعتبارهم أقل قيمة عن غيرهم، فهذه المواقف المشينة تنبئ بانهيار منظومة حقوق الإنسان الدولية وآلياتها ومن ضمنها مجلس حقوق الإنسان.
ويري "وهيب" أن مصر أخذت على عاتقها مهمة الدفاع عن القضية الفلسطينية والانتصار لها وعدم السماح بتصفيتها أيا كانت العواقب والنتائج، ولا شك أن مرافعة مصر التي أدتها الدكتورة ياسمين موسى لمست عدة مسائل في غاية الأهمية ويمكن وصف هذه المرافعة بالقوية والحاسمة والواضحة ولم تخش في الحق لومة لائم وقد صفعت إسرائيل عدة صفعات.
وأضاف: إصرار نتنياهو على الاستمرار في الحرب وعدم وقف القتال يرجع إلى رغبته في إحراز مكاسب شخصية وذلك بالنظر إلى أنه كلما طال أمد الحرب تزايدت احتمالات تأجيل محاكمته بتهم الفساد الموجهة إليه، فبدلاً من أن يقف المجتمع الدولي متفرجًا على هذه الوحشية يتم تطبيع إجرام إسرائيل وتبريره تحت مسمى الدفاع عن النفس، مؤكدا أن كل من يستخدم هذه الحجة يساهم في الإبادة الجماعية ويمكن إسرائيل من الاستمرار بمشروعها الاستعماري واضطهادها للشعب الفلسطيني وهذا لا يشكل خذلانا للشعب الفلسطيني فقط بل خذلانا للإنسانية أجمعها.
وأكد وهيب، أن إسرائيل حولت قطاع غزة لميدان للقتل ويواجه كارثة إنسانية كبيرة بفقدانه أدنى مقومات الحياة بلا ماء ولا طعام ولا كهرباء ولا دواء، حيث ارتقى ما يقارب 30 ألف شهيد منذ بداية العدوان وأكثر من 70 ألف جريح فالفيتو الأمريكي في مجلس الأمن تصريح ل إسرائيل باستمرار القتل والدمار.