مدح الله -تعالى- قائم الليل، وبيّن أنّ قيام الليل سببٌ لدخول الجنّة، كما أنّ من أبرز صفات المُتَّقين قيامهم الليل؛ قال -تعالى-: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُون*آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِين*كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُون*وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُون).
ومَن فرَّط به فقد فاتَه أجرٌ عظيم، ممّا قد يجعله عُرضةً للشيطان؛ بسبب غفلته وابتعاده عن الله -تعالى-، وممّا جاء عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في بيان فَضل قيام الليل قوله: (عليكُم بقيامِ اللَّيلِ، فإنَّهُ دَأْبُ الصَّالِحينَ قبلَكُم، و قُربةٌ إلى اللهِ تعالى ومَنهاةٌ عن الإثمِ و تَكفيرٌ للسِّيِّئاتِ، ومَطردةٌ للدَّاءِ عن الجسَدِ).
قالت دار الإفتاء المصرية: إن مِن فضل الله- عز وجل- على عباده أنْ أَجْرَى عليهم الثواب بكرمه إذا حسنُت نيَّتُهم، وصَدَقَ عَزْمُهُم، فمن أوى إلى فراشه لينام وهو ينوي أن يقوم من الليل فيصلي، غير أن النوم قد غلبه؛ كُتب له أجرُ هذا العمل، وكان نومُه صدقةً من الله تعالى عليه فوق هذا الأجر.
واستشهدت الإفتاء، بقول سيدنا رسول الله قال: «مَنْ أَتَى فِرَاشَهُ وَهُوَ يَنْوِي أَنْ يَقُومَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ فَغَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ حَتَّى أَصْبَحَ كُتِبَ لَهُ مَا نَوَى وَكَانَ نَوْمُهُ صَدَقَةً عَلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ». [أخرجه النسائي].