التقى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب، على هامش اجتماع الدورة 161 لمجلس جامعة الدول العربية الذي يعقد اليوم الأربعاء 6 /مارس 2024، بمقر الجامعة في القاهرة، نظيره السوري فيصل المقداد، وتم البحث في الأوضاع التي تمر بها المنطقة، لا سيما الحرب على غزة وجنوب لبنان. كما تم التطرق إلى العلاقات الثنائية بين البلدين، بما فيها مسألة النازحين السوريين.
الاجتماع الوزاري
وكانت كلمة لوزير الخارجية في اجتماع الدورة الـ161 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، عبَّر فيها عن موقف لبنان من التطورات الراهنة، وقال: "نحن على أبواب الشهر السادس من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي يشهد مرحلة جديدة من الجرائم والمجازر الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، مما يقوِّض أي فرصة لحل عادل وشامل يسمح بقيام دولة فلسطينية مستقلة استنادًا إلى قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وهي المبادرة التاريخية التي أقرت في قمة بيروت للعام 2002، والتي تتمسك بها دولنا العربية في حين يمعن الاحتلال الإسرائيلي في قتل وتهجير الشعب الفلسطيني ويستسهل خرق القانون الدولي الإنساني من دون حسيب أو رقيب".
وأضاف: "من هذا المنطلق، فإننا ندعو المجتمع الدولي إلى لعب الدور المطلوب والاعتراف الفوري بالدولة الفلسطينية كأمر واقع لإعطاء فرصة حقيقية لمسار السلام وإيجاد حل للقضية الفلسطينية، واعتماد معايير موحدة لوقف انتهاكات "إسرائيل"، من خلال اتخاذ مواقف دولية حازمة".
كما، أكَّد بو حبيب دعم لبنان الدائم للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وحيا صمود هذا الشعب وتشبثه في أرضه، محذرًا من أن تمادي "إسرائيل" في سياساتها التهجيرية "يهدد بتوسيع رقعة الصراع وزعزعة الأمن والاستقرار الإقليميين وتنامي التطرف".
هذا، وجدد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال تأكيد لبنان رفض توطين اللاجئين الفلسطينيين، كما شدد على ضرورة "دعم استمرارية وكالة "الأونروا" عبر مدها بالموارد المالية المطلوبة، لتتمكن من مواصلة توفير الخدمات اللازمة للاجئين تمهيدًا لعودتهم إلى ديارهم".
وتابع بو حبيب قائلا: "إننا مجتمعون اليوم على وقع التهديدات الإسرائيلية باستمرار هذه الحرب العبثية على لبنان من دون أفق سياسي واضح أو رؤية لاستقرار مستدام. ومنذ أكتوبر الماضي، تستخدم إسرائيل قنابل الفوسفور الأبيض المحرمة دولياً ضد مناطق مأهولة في جنوب لبنان، بالإضافة إلى استهدافها المدنيين والأطفال، والمسعفين، والمراسلين الصحافيين، ومراكز الجيش اللبناني في اعتداءات متكررة، سقط خلالها عدد منهم بين شهيد وجريح، ما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من مناطقهم المستهدفة، كما أدى إلى إحراق أراضٍ زراعية على مساحة مئات الكيلومترات المربعة، وخسارة حوالي 40 ألف شجرة زيتون".
وأضاف: "فيما تستمر التهديدات والتصريحات لكبار المسؤولين الإسرائيلين بإعادة لبنان إلى العصر الحجري، يبقى جوابنا بأن لبنان لا يريد هذه الحرب ولم يسعَ إليها يومًا، لا بل نعمل جاهدين لمنع تحقيق رغبة الحكومة الإسرائيلية بوقوع هذه الحرب وتوسعها، لأنها سوف تكون مختلفة عن سابقاتها، ولن توفر بقعة في الشرق الأوسط من تبعاتها. فعلى الرغم من الدمار الذي تهدد "إسرائيل" بإلحاقه بلبنان، فإن هذه الحرب لن تكون نزهة، وقد تتطور بسرعة إلى حرب إقليمية. إننا نريد الاستقرار على الحدود اللبنانية الجنوبية، ونريد انسحاب "إسرائيل" الكامل من أراضينا".
كذلك تطرق بو حبيب في كلمته الى مسألة النازحين السوريين، حيث قال: "في ظل تزايد أعداد النازحين السوريين في لبنان، مشكلين عبئًا كبيرًا على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يعاني منها لبنان أصلًا منذ سنوات، إننا نعول على الأشقاء العرب والمجتمع الدولي لبلورة خارطة طريق تؤمن عودة كريمة وآمنة للنازحين إلى بلادهم وتؤمن الموارد اللازمة لتسهيل هذه العودة".
وختم وزير الخارجية والمغتربين: "يبقى وقف العدوان على غزة المدخل لخفض التصعيد في المنطقة بالتوازي مع وضع رؤيتنا لاستقرار مستدام في الجنوب اللبناني موضع التنفيذ، وبالتزامن مع البدء بآلية سريعة لإيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، يحفظ الحقوق، ويؤمن العدل والأمن والسلام في منطقتنا".