وزير الصحة الليبي : التأمين الصحي الشامل سيطبق قريبا في ليبيا .. وبإشراف مصري

وزير الصحة الليبي : التأمين الصحي الشامل سيطبق قريبا في ليبيا .. وبإشراف مصريالدكتور عثمان عبد الجليل، وزير الصحة بالحكومة الليبية

أصبح الوضع الصحي في ليبيا غير قادر علي الاستمرار وغير قابل للإصلاح، فهو متهالك، وينتشر فيه الفساد واللامبالاة، وممتلئ بالمشكلات المستعصية، وقد وجدنا الأمل والشفاء في التجربة المصرية لتطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل الذي سيطبق قريبا بإشراف مصري، هكذا بدأ الدكتور عثمان عبد الجليل، وزير الصحة بالحكومة الليبية حديثه مع «أكتوبر»، و إلي نص الحوار.

كيف تصف الوضع الصحي في ليبيا؟

يئن القطاع الصحي في ليبيا منذ سنوات، ويمكن القول إننا وصلنا لمرحلة استحالة حل المشاكل الحالية، وعندما اطلعت علي التجربة المصرية الرائدة في تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل، وكيفية إدارة القيادة السياسية الحكيمة، والتي توالي اهتماما غير مسبوق بالقطاع الصحي، مدركة مشاكله ومستهدفة عمل إصلاح حقيقي للمنظومة الصحية، ف التأمين الصحي الشامل ليس نظاما يقدم الخدمة الطبية والعلاج فقط، بل يقوم بتطوير النظام الصحي بالكامل، بحيث يقوم برفع كفاءة المنشآت الصحية والأطقم الطبية من خلال التدريب وإدخال التقنيات الحديثة للتحكم والسيطرة في هدر الأموال والقضاء علي الفساد، وقد قطعت مصر شوطا كبيرا في تحقيق ذلك، حيث تم إدخال هذا النظام في عدد من المحافظات، وقد قمت بزيارة بعض المحافظات، مثل بورسعيد ورأيت المراكز الصحية، والمراكز الطبية وآلية العمل بها، حيث أبديت إعجابي بها وسننقلها إلي ليبيا قريبًا.

ومتي سيتم البدء في تطبيق المنظومة؟ وهل ستطبق علي مراحل أم دفعة واحدة؟

كان من المتوقع البدء في تطبيق التأمين الصحي الشامل بداية هذا العام، لكن بسبب بعض الأمور اللوجستية حدث التأخير، لكن استطيع القول إنه خلال أيام سنبدأ في التطبيق، وقد بدأنا بالفعل في المرحلة الأولي منه وهي جمع البيانات، وسيتم تطبيق المنظومة علي مراحل، حيث ستكون «بنغازي».. هي البداية، وذلك مثلما فعلت مصر وبدأت بمحافظة بورسعيد، وقد تم اختيار بنغازي لتشابهها مع محافظة بورسعيد من حيث عدد السكان و الناحية الأمنية والصحية.

هل تم اتفاق لنقل التجربة المصرية إلي ليبيا؟

كان هنــــاك عـــدد من الزيارات المتبادلة توصلنا خلالها إلي صيغه نهائية بشأن نقل التجربة المصرية إلي ليبيا، وذلك بإشراف مصري متمثل في هيئة الرعاية الصحية وهي إحدي الهيئات الثلاثة المنوطة بمنظومة التأمين الصحي الشامل.

ما الذي لفت انتباهك للتجربة المصرية رغم حداثتها؟

يحتاج الوضع الصحي في ليبيا إلي فكر جديد، وقد وجدت في التجربة المصرية ذلك، لهذا عندما طرحت الموضوع علي الحكومة الليبية وافقت فورًا علي تطبيقه لأنه نظام يقوم علي الحوكمة والفصل بين مقدم الخدمة والممول والمراقبة، فرأيت في هذه الهيئات الثلاثة الحل الأمثل لمشكلات القطاع الصحي في ليبيا، وقد بدأنا بالفعل في إنشاء هذه الهيئات لأنها أساس نجاح المشروع والقضاء علي الفساد وضمان استمراريته، واستقلال كل هيئة عن الأخري، وهو أمر مهم للغاية ونحتاجه في بلادنا.

وهل سيكون هناك إشكالية خاصة بالتمويل في ظل الظروف الراهنة؟

نحن نحاول بكل جهد إصلاح الوضع الراهن نحن نعرف أن الوضع الحالي صعب وصعب الاستمرار بهذه الطريقة، ولكن دائما هناك أمل وأتصور أنه لن يكون هناك إشكالية في التمويل طلما هناك استراتيجية وخطط واضحة، ونحن ننقل تجربة عملية مطبقة وناجحة وليست نظرية أو اجتهاد منا ومن يطبقها في مصر هو من سيشرف علي تطبيقها في ليبيا، وهذا الأمر كان مشجعا للحكومة الليبية للموافقة وبدأنا بالفعل في مرحلة تجميع البيانات، والحكومة تقدم كافة الدعم لإتمام هذا المشروع الذي سيفرق مع المواطن الليبي بشكل جذري، وسيقضي علي المشاكل الصحية الصعبة والفساد.

هل سيتم الاستعانة بكفاءات طبية مصرية للعمل في ليبيا؟

هناك اتفاقية مع هيئة الرعاية لنقل التجربة والاستعانة بالأطقم الطبية، وقد بدأ التعاون مع الأطقم الطبية بالفعل، حيث يتم الآن إجراء عمليات تشوه العمود الفقري، وجراحات قلب الأطفال لأول مرة في ليبيا، ونستهدف جراحات زرع النخاع للأطفال خلال الفترة القادمة.

كيف تتابعون المبادرات الرئاسية في القطاع الصحي خاصة مبادرة 100 مليون صحة التي نجحت في القضاء علي فيروس سي؟

م نذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الرئاسة في مصر وهخاصة و يعطي اهتمامًا كبيرًا للقطاع الصحي، وهو أمر واضح لكل العالم، فقد سار في عدد من الاتجاهات لمحاولة إصلاح الوضع الصحي، وكانت المبادرات هي إحدي الأدوات في هذا الطريق إلي أن يتم تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل في كل المحافظات، ومبادرة 100 مليون صحة صارت حديث كل العالم؛ لأنها أكبر مسح صحي علي مستوي العالم تمكن من القضاء علي مرض كان متغللا في المجتمع المصري منذ سنوات وتاركا أثره في كل بيت، وأيضا من المبادرات التي أبهرتني هي ال مبادرات الخاصة بالكشف المبكر عن الأورام وأمراض الأطفال؛ لأنها تشكل نقلة في التفكير نحو الصحة من علاج المرض وأعراضه إلي مواجهته وعدم ظهوره، ودائما علاج المرض في البداية يكون تكلفته علي الدولة والأنظمة الصحية أقل وأيضا يقي المريض من المضاعفات الشديدة، ونامل أن يأتي اليوم، ويقوم النظام الصحي الليبي، ونتمكن من تنفيذ هذه الإصلاحات الجذرية لأن شعبنا يحتاج الكثير وعاني الكثير.

هل ستتمكن ليبيا من تنفيذ التحول الرقمي الذي يتميز به التأمين الصحي الشامل في مصر ؟

يعد التحول الرقمي أساسي داخل المنظومة كي يتم الاعتماد لها؛ لأن الهدف ليس تقديم علاج فقط، هو رفع كفاءة النظام الصحي كله والقضاء علي الفساد والمحسوبية والتحول، ويعمل التحول الرقمي علي القضاء علي هذه الإشكالية بالإضافة إلي توافر المعلومات وقواعد بيانات لكل الأمراض والأدوية وعدد المرضي وعدد من أجروا عمليات جراحية بتفاصيلها وهذا يرسم استراتيجية واضحة للاحتياجات، فبسهولة يمكن أن نعرف ما نحتاجه وعدده وطريقة وصوله للمريض، أما العشوائية التي تدار الآن فتهدر المال؛ لأننا لا نعرف كم نحتاج من أدوية أو مستلزمات، وهذه أول النقاط التي بدأنا بها.

شاركت في المؤتمر الدولي للسياحة العلاجية في مصر، فكيف تري وضع السياحة العلاجية في مصر و لبيبا أيضا؟

بالفعل شاركت بالحضور في هذا المؤتمر العالمي عن السياحة العلاجية، وشعرت أن مصر تسير في الطريق الصحيح، خصوصا وهي تمتلك الآن كل مقومات السياحة العلاجية بمفهومها الكامل، و ليبيا أيضا تمتلك أماكن سياحة استشفائية، ولكن الرؤية أمر مهم والتكامل بين عناصر الدولة، فالسياحة العلاجية الآن تشكل دخلا مهما للعديد من الدول، ومصر الآن تحاول أن تدخل هذا المجال بشكل قوي وستتمكن بفضل الرؤية والتعاون بين كافة الجهات والوزارات.

أضف تعليق