ما أشبه الليلة بالبارحة عندما استُهدفت العراق تحت غطاء البحث عن أسلحة الدمار الشامل ثم انكشف الهدف الحقيقي للحرب وهو معروف للجميع، واليوم وبعد حديث الحكومة العراقية عن تحديد جدول زمني لخروج أمريكا من العراق بدأت تسريبات تتحدث عن المقاومة الإسلامية في العراق، وتنشيط عمل داعش المعروفة بأنها صناعة أمريكية وفق شهادة وزيرة خارجيتها السابقة هيلاري كلينتون .
حيث أعلنت السفيرة الأمريكية ببغداد ألينا رومانوفسكا في تصريحات صحفية أن داعش الإرهابي لا يزال مصدر تهديد في العراق، ومهمة التحالف بقيادة أمريكا لم تنته بعد، والسبب في تقديري هو أن بعض منظمات المقاومة في العراق التي تشكل خطرًا علي تل أبيب يجب محاربتها حتي ولو كانت في العراق، يذكر أن المقاومة الإسلامية في العراق قد أعلنت استهداف مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية في منطقة كرياه وسط تل أبيب بالطيران المسير.
بينما أعلن المتحدث باسم الحكومة العراقية أن الملف الإقليمي وما يتعلق بحرب غزة وعلاقات العراق مع دول الجوار والدول الإقليمية سيكون ضمن مناقشات رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني بواشنطن.
ولفت إلي أن إنهاء مهمة التحالف الدولي سيكون الملف الأول لزيارة السوداني ثم الانتقال إلي العلاقات الشاملة وهناك أرضية قانونية كاملة في الاتفاقية، مشيرًا إلي أن زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلي واشنطن ولقائه الرئيس الأمريكي جو بايدن ستبحث آفاق العلاقة المستقبلية ما بعد التحالف الدولي، بدوره أكد رئيس مجلس الوزراء العراقي أن الحكومة تسعي لإنهاء وجود التحالف الدولي في البلاد، خلال استقباله لوزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون وذلك علي هامش مشاركته في مؤتمر ميونخ للأمن 2024.
وفيما يتعلق بالأوضاع في غزة طالب الدول الكبري القيام بدورها لإنهاء الحرب في الأراضي الفلسطينية، ووقف تداعياتها علي أمن المنطقة والعالم، ووجوب حماية المدنيين وتوفير المساعدات الإنسانية العاجلة لهم، بعد التدمير الشامل الذي خلفته قوات الاحتلال في قطاع غزة، ويبدو أن بريطانيا ترغب في استبدال وجودها ضمن تحالف الحرب علي داعش في إيجاد شراكة اقتصادية.
كما تسعي بقية الدول المشاركة في موضوع الحرب علي داعش لاستبدال التعاون الأمني بالعمل الاقتصادي، وفي تقديري إن استقرار العراق مرهون أيضا بحل أزمات سوريا ولبنان خاصة في إطار تقارير أمنية أمريكية تتحدث عن مخاوف من ظهور أو نشاط للدولة الإسلامية والتي سبق وأعلن عنها تنظيم داعش علي الحدود بين سوريا والعراق، وهو أمر غير مطابق للواقع بعد الإعلان عن نجاح العراق في السيطرة علي حدودها من الجماعات المتطرفة وخلو بلادها من تنظيم داعش ومحاربة الإرهاب، وأن الوضع يتطلب استقرارًا سياسيًا واقتصاديًا وإعادة الإعمار وتنظيم الأولويات واحترام سيادة العراق.