"بشير آغا دار السعادة".. السبيل الذى بناه مسئول حرملك السلطان العثماني

"بشير آغا دار السعادة".. السبيل الذى بناه مسئول حرملك السلطان العثمانيبشير آغا دار السعادة

ثقافة وفنون2-4-2024 | 08:54

بشارع بورسعيد فى حى السيدة زينب يمكن ملاحظة العديد من المبانى التراثية التى تطل من الحوارى المتفرعة من الشارع، فى مشهد ينقل عبر التاريخ فى رحلة سحرية يتم التخيل فيها كيف كانت الحياة فى تلك المنطقة من القاهرة التاريخية، يشد الانتباه من تلك المبانى هذا البناء التراثى البديع الذى يشبه القصور والذى يقع على ناصية حارة «سكة الحبانية».

حيث تطل من بين أحجاره المشربيات على شارع بورسعيد، وبسؤال أحد الأثريين فى الموقع أكد أن هذا المبنى هو سبيل «بشير أغا دار السعادة» والمسجل برقم «309» فى سجلات الآثار، ومنشئ السبيل هو «عبد الله الفحل» وكيل الحاج «بشير أغا» كبير الخصيان السود فى حرملك السلطان العثمانى «محمود خان» وذلك عام 1131هـ - 1718م، و «بشير» هو أسمه أما «أغا دار السعادة» فهى وظيفة إدارية مكونة من كلمتين، الأولى «أغا» وهى كلمة أعجمية لها أصل تركى وتعنى «كبير» أو «سيد»، أما «دار السعادة» فيقصد بها القصر السلطانى فى «الأستانة» وتذكر المراجع التاريخية أن «بشير أغا» قد شغل عام 1125هـ - 1713م منصب خازندار القصر السلطانى، وعندما أدرك بعض موظفى القصر أن «بشير أغا» له طموح كبير دبروا له مؤامرة أبعدته إلى «قبرص» ومنها إلى «المدينة المنورة» حيث تولى شياخة الحرم النبوى وأغاوية المدينة.

وأثناء توجهه إلى «المدينة المنورة» وعند «مكة» ورده قرار بتعيينه «قزلار أغاسى دار السعادة» بمعنى رئيس أغاوات الحرملك السلطانى، ففرح بشدة وقرر أن يكمل طريقه ليعتمر ثم عاد إلى القاهرة ومكث بها قرابة 60 يوما قام خلالها بتكليف وكيله «عبد الله الفحل» ببناء السبيل والكُتاب، ويُعد النص التأسيسى للسبيل والمدون فى سطرين أعلى البوابة آية فى العذوبة والجمال والرشاقة من ناحية طريقة الكتابة والمعانى التى يذكرها، فيُذكر فى بداية النص الذى كُتب بالعربية المزخرفة « بشير آغا دار السعادة يسر الله له السعادة...».

وتذكر «جين هاثواى» فى كتابها «سياسات الزمرة الحاكمة فى مصر العثمانية» أن «عبد الله الفحل» كان مملوكًا لـ «بشير أغا»، كما تذكر «سميرة فهمى» فى كتاب «إمارة الحج فى مصر العثمانية» أن «بشير آغا دار السعادة» له الكثير من الخيرات فقد قام بتخصيص وقف فى مصر ليدر أموالا سنوية لأهل الحرمين الشريفين، وقد ظل هذا المبلغ ثابتًا حتى جاءت الحملة الفرنسية إلى مصر.

والسبيل له واجهتان الأولى تطل على شارع بورسعيد و بها شباك التسبيل المصنوع من النحاس وأسفله من الخارج رف رخامى لوضع أكواب الشرب، وأيضًا سبيل «مُصاصة» بارز عن حائط السبيل ذو «بزبوزان»، إلى جواره باب يؤدى إلى الكُتاب الذى أنشأه «بشير أغا» لتعليم القرآن، أما الواجهة الثانية فتطل على حارة «سكة الحبانية» وتضم شباك التسبيل وباب آخر للكُتاب، ويقول د. محمد أبو العمايم فى كتاب «آثار القاهرة الإسلامية فى العصر العثماني» أن هذا السبيل كان يُعرف بسبيل «الحبانية» وقد قررت لجنة حفظ الآثار العربية تسجيله فى 31يوليو 1888م.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2