انتقد الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال بـ جامعة الدول العربية السفير أحمد رشيد خطابي، التحيز السافر لبعض مكونات الإعلام الغربي القائمة على مقولة الدفاع الشرعي عن النفس والتعامي عن فظاعة الأعمال الإجرامية لقوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، والتي خلفت آلاف الضحايا من المدنيين بمن فيهم عشرات الصحفيين والفرق الطبية والإغاثية وتسببت في دمار مهول للبنيات التحتية والمنشآت ودور العبادة في انتهاك صارخ لأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، مشددا على ضرورة تأمين سلامة الصحفيين في المناطق الملتهبة.
وقال السفير "خطابي" اليوم الأربعاء؛ بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة إن إحياء هذا اليوم مناسبة للوقوف عند التداعيات الإنسانية والأخلاقية لهذه الحرب المدمرة، وما أثارته من تساؤلات عميقة حول مصداقية ونزاهة منابر غربية لم تتردد في مسايرة الرواية الإسرائيلية الزائفة، والتي لطالما نصبت نفسها وصية عن القيم الحقوقية "الكونية" وفي صلبها حرية الصحافة.
وأضاف "خطابي"، أن وسائل الإعلام والوسائط الرقمية أدوات فاعلة في تعزيز الثقة بين الحكومات فرادى وجماعات وتوطيد دمقرطة الحق في الاتصال والوصول إلى المعلومات، كما أنها تضطلع بدور مؤثر في صناعة اتجاهات الرأي العام ونشر مبادئ السلم ونبذ نزعات العنف والتطرف والكراهية والإسهام في تجاوز العوائق الكابحة لمسارات التنمية المستدامة والمحافظة على النظم الإيكولوجية.
وأكد أهمية الالتزام بتكريس بيئة ملائمة لممارسة الحريات العامة، وفي جوهرها حرية الصحافة والإعلام عبر مختلف الفضاءات والأشكال التعبيرية، من أجل ترسيخ إعلام عربي هادف ومدافع عن قيم السلم والعدالة والمساواة بين الجنسين، وإعلام للقرب ومتماثل مع انشغالات المواطنين ومتطلبات التنمية المستدامة على المستويات المحلية والوطنية والدولية.
ودعا "خطابي" إلى جعل هذا اليوم الأممي وقفة جادة لاستشراف صحافة حرة حقيقية تستلهم في ممارستها ورسالتها وأهدافها مبادئ ومحددات المواثيق الدولية والوطنية والقواعد المهنية المتعارف عليها، والعمل على توفير استقلالية الإعلام العربي، وانفتاحه وتعدديته في احترام الرأي والرأي الآخر.
وفي هذا الصدد، قال السفير "خطابي" إن بمبادرة من الأمين العام لـ جامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، سيبحث مجلس وزراء الإعلام العرب خلال دورته الـ54، المقرر عقدها أواخر شهر مايو الجاري، بالعاصمة البحرينية "المنامة"، إدماج البعد الانتخابي في ميثاق الشرف الإعلامي العربي بهدف ترسيخ الدور الحيوي للإعلام خلال الاستحقاقات الانتخابية، من حيث ضمان التعبير الحر عن الآراء عبر وسائل الإعلام والاتصال والالتزام بضوابط الشفافية والحياد والاحتراز من الأخبار المضللة في المشهد الإعلامي واستقاء المعلومات من مصادرها وخاصة خلال زمن الأزمات.
وتخلد المجموعة الدولية اليوم العالمي لحرية الصحافة في 3 مايو، والذي اعتمد بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر 1993، بناء على توصية من المؤتمر العام لليونسكو، علماً بأن إحياء هذا اليوم عام 2024 تحت شعار: "صحافة من أجل الكوكب: الصحافة في مواجهة الأزمة البيئية"، في ظل تفاقم مخاطر التغيرات المناخية والحاجة الملحة لحماية التنوع البيولوجي في العالم.