اعتراف.. إبادة الفلسطينيين قرار قديم

اعتراف.. إبادة الفلسطينيين قرار قديمحسين خيري

الرأى19-5-2024 | 14:42

فضحت معركة طوفان الأقصى الوجه القبيح الحاقد للقتلة الصهاينة، فألقوا الفسفور الأبيض على أكثر من عشرة آلاف طفل غزاوي، ومارسوا أبشع إبادة جماعية في القرن الواحد والعشرين، وخلال الأيام الماضية صدح حاخامات الكيان بوجه سافر بكم من الفتاوي، تُبيح سفك دماء الفلسطينيين، لا تستثنى طفلاً أو شيخًا أو امرأة.

يتمتع القاتل الحاقد بسمات إجرامية فريدة تميزه عن القاتل المرتزق والحاقد يقتل بدوافع عقائدية متطرفة، تغمره لذة الإسراف في القتل، ويسعى حثيثا للاستحواذ على كل المحيطين به والاستيلاء على مواردهم الاقتصادية، وينتهج القتلة الحاقدون قتل الأطفال والنساء من الفئة المستهدفة، رغبة منهم في وأد الأجيال القادمة لهذه الفئة.

فليس بغريب من وحشية القاتل الحاقد الصهيوني، وهو يدمر ويحرق كل مظاهر الحياة لشعب اغتصب أرضه، فقد تربى منذ طفولته على مناهج عقائدية متطرفة، ترسخ في وجدانه حب القتل لكل عربي، ويفصح يهودي مهاجر إلى إسرائيل عن هذا النهج، ونشر تفاصيل رحلته إلى فلسطين في صحيفة يديعوت أحرونوت في يوليو 1972، وقال إن طائفته أثناء إقامته في الخارج أصَّلت فيه الاستهتار بالسكان العرب، وأقنعوه أن العرب مجرد حثالة البشر.

وينشر الصحفي "أميتاي بن أبا" بدون خجل مقالا على موقع "كاونتر بنتش" بعنوان "عقيدة الإبادة الجماعية في إسرائيل"، نشره في 21 مايو 2018، وبدأ بعبارة أنه بصفته إسرائيليا من نسل الناجين من الهولوكست، لا يرى مفارقة بين الظروف في فلسطين وتلك التي سبقت المحرقة، وانتهى بمقولته أن إسرائيل مستعدة أيديولوجيا لتنفيذ عملية إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في الوقت الحالي، ويطالب بحسم الإبادة قبل أن يتجاوز عدد سكان فلسطين الـ 6 ملايين نسمة.

ويشهد التاريخ أن اليهود تمتعوا بحرية العيش بين العرب والمسلمين علي طيلة بقائهم، غير أنهم لاقوا كراهية وعنصرية من المجتمعات الأوروبية منذ القرون الوسطي، وأجبروا بني صهيون علي ارتداء شارة صفراء، ويرجع عدد من حكماء أوروبا سبب الكراهية إلي التأثير الكبير لبني صهيون في تأجيج النزاعات والحروب في جميع أنحاء العالم.

ويحاول بنو صهيون حين كانوا في الشتات الأوروبي غض الطرف عن علة اضطهاد المجتمع الغربي لهم، والسبب اعتقادهم أنهم الأفضل ومن دونهم في خدمتهم، ولم يخجلوا وأعلنوا عنها في كل كتبهم ومخططاتهم، وخلقوا من أنفسهم كائن حاقد علي مجتمع يعيش فيه، وسكنوا "الجيتو" والحارات وبداخلهم رغبة انتقامية ضد الآخر.

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2