ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية اليوم الخميس أن الحرب في غزة تخلق فجوة متزايدة الاتساع بين أوروبا و إسرائيل .
وقالت (نيويورك تايمز) ، في سياق تقرير نشرته اليوم ، إن مركز الثقل السياسي في أوروبا التي لطالما كانت تمثل مصدرا حيويا لدعم إسرائيل بات يبتعد عن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو .
واستشهدت الصحيفة في ذلك بإعلان دول إسبانيا و أيرلندا و النرويج أمس الأربعاء الاعتراف بدولة فلسطين رغم المعارضة الإسرائيلية والأمريكية العنيفة بالإضافة إلى دعم أغلب الحكومات الأوروبية للمحكمة الجنائية الدولية هذا الأسبوع بعد أن طلبت إصدار أوامر اعتقال بحق رئيس وزراء إسرائيل ووزير دفاعها إلى جانب مجموعة من قادة حماس .
وأفادت الصحيفة الأمريكية بأنه لايزال لدى إسرائيل حلفاء أقوياء داخل الاتحاد الأوروبي وخاصة المجر وجمهورية التشيك..لافتة إلى أن الجهات الفاعلة الرئيسية مثل ألمانيا لم تحد عن موقفها رغم انزعاجها المتزايد من سلوك إسرائيل .
ورأت أن الانقسامات المتزايدة داخل أوروبا تعني أن الاتحاد الأوروبي الذي يحركه الإجماع لن يغير مواقفه في أي وقت قريب واستدركت..مشيرة إلى أن الدول الأوروبية تواجه ضغوطاً دولية ومحلية متزايدة لاتخاذ موقف أكثر صرامة في مواجهة تعامل إسرائيل مع الأراضي الفلسطينية، وخاصة الحرب المدمرة في غزة .
وأشارت (نيويورك تايمز) إلى أن الاتحاد الأوروبي ، قبل الحرب ، كان يقترب أكثر من إسرائيل بما في ذلك من خلال شراكات مهمة مالياً وسياسياً في التجارة والعلوم إلا أن الحرب والنهج الذي تطورت به الأمور ، أدت إلى تضاؤل وجهات النظر المتعاطفة التي دعمت الدعم الأوروبي ل إسرائيل بعد هجمات 7 أكتوبر مع استمرار الحرب فضلا عن تدهور الوضع الإنساني في غزة ونظرة إسرائيل إلى كثير من المواطنين على أنهم معتدون وليسوا ضحية.
وبحسب الصحيفة ، اتخذت أيرلندا وإسبانيا وهما عضوان في الاتحاد الأوروبي و النرويج وهي دولة متحالفة بشكل وثيق مع الكتلة الأوروبية أمس خطوة الاعتراف بدولة فلسطين – في توبيخ حاد ل إسرائيل حتى لو كان تأثيرها العملي ضئيل وجاءت مفاجئة بعض الشيء.
وتتوقع (نيويورك تايمز) أنه في حال ما إذا حذا المزيد من جيرانهم حذوهم، فقد يصبح الاتحاد الأوروبي ثِقَلاً موازناً رئيسياً للموقف الأمريكي الذي يرى أن الدولة الفلسطينية لا ينبغي أن تتحقق إلا عن طريق تسوية عن طريق التفاوض مع إسرائيل ، ومن شأن ذلك أن يعمق الصدع بين أوروبا و إسرائيل .
ولفتت إلى أن كان هنالك تحذيرات ومخاوف، من أوروبا وأجزاء أخرى من العالم، بشأن الحملة القاتلة والمدمرة التي تشنها إسرائيل ضد حماس في غزة.. موضحة أن أغلبية دول الاتحاد الأوروبي الـ 27، انتهجت مواقف مماثلة إلى حد كبير بشأن الحرب بين إسرائيل وحماس منذ 7 أكتوبر، وشهدت تحولات مماثلة.
وأشارت إلى أن أغلبية دول الاتحاد الأوروبي بدأت بمطالبة إسرائيل بضبط النفس أثناء قصفها وحصارها واجتياحها لقطاع غزة، ثم جاءت الانتقادات الصريحة والحادة للحملة الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل نحو 35 ألف شخص من المقاتلين والمدنيين حتى الآن، وأجبرت معظم سكان غزة على الفرار من منازلهم وتسببت في نقص الغذاء والدواء وسويت العديد من مباني القطاع بالأرض.