أعلنت وزيرة البيئة التونسية ليلى الشيخاوي، وسفير سويسرا في تونس جوزيف رينجلي، إطلاق التعاون في مجال حماية المناخ لفتح آفاق واعدة للتعاون بين البلدين في مجال مكافحة التغيرات المناخية، وذلك ضمن اتفاق باريس للمناخ، ما يتيح رفع الطموحات المناخية لكلا الشريكين، وإعطاء دفعة جديدة للتعاون الثنائي المثمر من خلال أنشطة في مجالات مثل الطاقة الشمسية الكهروضوئية، وكفاءة الطاقة والغاز الحيوي، وإدارة النفايات أو التنقل الكهربائي.
وذكرت وزارة البيئة التونسية -في بيان اليوم الأربعاء- أن هذا التعاون جاء بعد أن وقعت تونس و سويسرا اتفاقية تهدف إلى حماية المناخ في 9 ديسمبر 2023، تنفيذًا لـ اتفاق باريس (الفصل 6)، وذلك على هامش الاجتماع الثامن والعشرين لمؤتمر الأمم المتحدة بشأن التغيرات المناخية "كوب 28" المنعقد بدبي.
وأشارت الوزارة إلى، أن الاتفاقية تهدف إلى تهيئة الظروف الملائمة التي ستسمح للقطاع الخاص السويسري بتمويل مشروعات للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة في تونس، بالإضافة إلى تنفيذ هذه الاتفاقية بدعم من مؤسسة " حماية المناخ وتعويض ثاني أكسيد الكربون" السويسرية، المعروفة باسم مؤسسة "كليك"، المكلفة من المكتب الفيدرالي السويسري للبيئة لتطوير المشروعات الخضراء في الدول الشريكة.
وأوضحت أنه، سيتم العمل على تطوير الاستثمارات المناخية على المستوى الوطني والمحلي، بالتعاون مع القطاع العام والخاص في تونس، من خلال تعزيز المشروعات ذات الإمكانات الكبيرة لتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في إطار الفصل 6 من اتفاق باريس، مما يساهم في إزالة الكربون من الاقتصاد التونسي وتمويل مساهمتها المحددة وطنياً حتى أفق 2030.
من جانبها، أعربت وزيرة البيئة التونسية عن تطلع بلادها إلى التخفيض من كثافتها الكربونية بنسبة 45 % بحلول 2030 بدل 41% التي كانت قد حددتها في النسخة الأولى، مشددة على ضرورة دعم آليات وتحفيز "الاستثمار الأخضر" تحتاج إلى التطوير؛ لأنها تشكل أحد الشروط الأساسية لتعزيز الابتكار وإنشاء الشركات الناشئة ذات المستوى التكنولوجي العالي في هذا المجال.
وأفادت "الشيخاوي"، أن الاتفاق الثنائي بين تونس و سويسرا يتضمن مجموعة من المبادئ الرئيسية، بما في ذلك مبدأ النزاهة البيئية وموائمة هذا التعاون مع مصالح وأولويات الاستثمار والتنمية في تونس، وفق الاستراتيجية الوطنية للانتقال الايكولوجي، التي تشمل محورا خاصا لمكافحة التغيرات المناخية، بما في ذلك الاستراتيجية الوطنية للتنمية المحايدة للكربون والمتكيفة مع التغيّرات المناخيّة حتى أفق 2050 والمساهمات المحددة وطنيًا.
من جانبه، أشار سفير سويسرا بـ تونس إلى أن الفوائد ستعود على البلدين، معتبرًا أن "الاتفاق الثنائي يعكس التزامات البلدين على الصعيد الدولي في مجال مكافحة التغيرات المناخية، حيث يشكل البلدان جبهة مشتركة في تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري".