عيد الأضحى المبارك هو عيد الأضحية. ويقوم كثير من المسلمين حول العالم بذبح الأضاحى اقتداء بسُنة سيدنا إبراهيم عليه السلام، فهل عرفت مصر القديمة الأضاحى؟ وهل ضحى المصريون القدماء؟ وماذا كانت الأضاحى؟ وما قصة ذبح الأضاحى فى مصر القديمة؟
يقول الروائى وعالم الآثار د.حسين عبد البصير مدير متحف الاثار بـ مكتبة الإسكندرية أن المصريون القدماء حرصوا على استئناس وتربية الحيوانات منذ أقدم عصور الحضارة المصرية القديمة والإفادة منها بكل الوسائل الممكنة.
واهتموا بالحيوانات كثيرًا جدًا حتى إنه تم تقديس الروح الكامنة فى بعض الحيوانات فى كثير من الأحيان. وكانوا يخصصون للحيوانات الحظائر القريبة من بيوتهم حتى تكون رعايتها أشد.
وعندنا الكثير من مظاهر التضحية الخاصة بذبح الحيوانات عند المصريين القدماء . وكانت مظاهر التضحية عندهم مختلفة فى الهدف والمضحى من أجله عنها فى وقتنا الحالى. تحفل موائد القرابين سواء فى المعابد أو فى المقابر المصرية القديمة بتصوير الأضاحى المقدمة عليها. وكانت الثيران ذات النصيب الأوفى بين اللحوم المقدمة على تلك الموائد الإلهية فى الحياة الدنيا أو التى تخص الموتى فى العالم الآخر.
وكان موسم الحج فى مصر القديمة ضمن أشهر مواسم الذبح وتقديم الأضحية للآلهة. وعُثر على العديد من المذابح بالمعابد المصرية القديمة، وكانت على شكل كتل حجرية ضخمة. ووجدنا أيضًا بعض المذابح المركبة التى كانت تتكون من قواعد أسطوانية، وكانت توضع فوقها لوحات من الحجر لحرق البخور أثناء عمليات الذبح وتقديم الأضحية بالمعابد من خلال المواسم المختلفة سواء الحج والأعياد والاحتفالات الدينية.
وكان أجدادنا المصريون القدماء أول مَن عرفوا تقديم الأضاحى للتقرب من الآلهة.
وكان المصريون القدماء يقومون بذبح الأضاحى بشكل متميز للغاية. وكان المصريون القدماء يختارون الحيوانات السليمة صحيًا الصالحة للذبح. وظهرت فى الفن المصرى القديم مناظر عديدة وجميلة تصور الثيران المُعَدّة للتضحية والذبح وهى فى طريقها إلى الذبح والتضحية.
ونرى عادة فى المقابر الفرعونية المناظر الفنية المنفذة ببراعة، والتى تصور كيف كان المصريون القدماء يذبحون الثيران ويقدمونها كقرابين على موائد الآلهة المختلفة أو الأفراد قبل الذبح. وكانوا يطرحون الثور على ظهره.
وكانت ساقا الحيوان الخلفيتان مربوطتين مع ساقه الأمامية اليسرى، وكان الجزار يذبحه من ساقه الأمامية اليمنى.
وفي مشاهد ذبح الأضاحى، كان الجزار يقوم بالذبح. وكان مساعد الجزار يمسك وعاء ويسكب منه الماء فوق الذبيحة كى يطهرها. بينما كان يشرف رئيس الجزارين على عملية الذبح وتقطيع اللحوم وتعليقها كى تجف. وكان فخذ الثور هو أشهى ما فى الذبيحة، وكان يقدم باستمرار على موائد القرابين الإلهية والخاصة بالأفراد. وكذلك كان يتم تنظيف الذبيحة ومكان الذبح وما يتبعه من أمور بعد الانتهاء من عملية الذبح والتضحية، وذلك من أهم الأشياء الأساسية فى الإعداد للأضاحى فى مصر القديمة.