منذ عام 2014 تضافرت جهود الدولة لتحقيق استراتيجية التنمية الزراعية المستدامة ضمن رؤية مصر 2030، ويُعد مشروع توشكى هو بوابة الأمل والخير لنهضة زراعية وصناعية توفر احتياجات مصر من المحاصيل الزراعية، وتؤمن مستقبل مصر الغذائي، ويعد مشروع توشكى الزراعي مثالًا على الجهود الطموحة التي تبذلها مصر لتحقيق التنمية الزراعية وضمان الأمن الغذائي للشعب المصري، من خلال استصلاح الصحراء وتحويلها إلى أراضٍ زراعية منتجة.
وتنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي ، نظمت إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة زيارة ميدانية لعدد من الشخصيات العامة والإعلاميين إلى المشروع القومى العملاق لإستصلاح وزراعة الأراضى الصحراوية بمنطقة توشكى جنوب مصر والذى يبلغ مساحته 400 ألف فدان وستصل إلى 600 ألف فدان بنهاية عام 2025.
ويعد توشكى واحد ضمن أبرز المشاريع الزراعية الكبرى في مصر ، والذي يهدف إلى تحويل الصحراء إلى أراضٍ زراعية منتجة، مساهمًا في تحقيق الأمن الغذائي وتعزيز الاقتصاد الوطني، ويقع مشروع توشكى في جنوب غرب مصر بمحافظة الوادي الجديد، ويعد المشروع الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط، وقد تكاتفت أجهزة الدولة لتذليل العقبات واستصلاح 430 ألف فدان منها 140 ألف فدان فى توشكى بتكلفة تتجاوز 180 مليار جنيه حتى الآن.
ونجحت الدولة في إعادة إحياء المشروع خلال السنوات القليلة الماضية من خلال استكمال إنشاء البنية التحتية للمرحلتين الأولى والثانية للمشروع والتغلب على كافة المعوقات، ومن أهم مشروعات البنية الأساسية التي تم تنفيذها أعمال الكهرباء لتغذية محطات الطلمبات وأجهزة الري المحوري، فضلا عن إنشاء محطتي رفع مياه عملاقة رئيسية تضم 22 مجموعة رفع بإجمالي طاقات 11 مليون و300 ألف متر مكعب/يوم، ويتم التشغيل باستخدام منظومة المراقبة والتحكم عن بعد، كما تم إنشاء عدد 132 محطة فرعية ومساعدة.
كما تم تنفيذ 1500 طريق بعروض متغيرة حتى 10 أمتار وبإجمالي أطوال 1600 كم متر، وتنفيذ أعمال تسويات لـ 1403 قطع أرض للزراعة ب الري المحوري بمساحة 140 ألف فدان، وشق الترع بإجمالي أطوال 135 كم بعروض متغيرة حتى 39 مترا، هذا بالإضافة إلى إنشاء 109 أعمال صناعية.
فرصة للصعيد
وجاء مشروع توشكى ليخلق واقعًا جديدًا للصعيد المصري، ويفتح رئة تنموية وصناعية وزراعية جديدة لأبناء الصعيد، واستثمار مئات المشروعات الخاصة بالبنية التحتية والتي تم تنفيذها على مدى العقد الأخير. فقد تم تنفيذ أكثر من 3000 كم من الطرق والمحاور في صعيد مصر، ويعد أبرزها محور شرق العوينات الداخلة الفرافرة بطول 655 كم، وعرض 3 حارات مرورية لكل اتجاه، ومحور الدكتور هشام عرفات بطول 180 كم وبعرض 5 حارات مرورية بكل اتجاه، كما تم تنفيذ 4 محاور كبرى على النيل بفتحات ملاحية، ومحور اللواء سمير فرج شمال الأقصر بطول 19 كم وبعرض 3 حارات مرورية لكل اتجاه، ومحور الدكتور محمد سيد طنطاوى ويبلغ طول 28 كم وبعرض 3 حارات مرورية لكل اتجاه، ومحور الدكتور جمال حمدان بطول 3.7 كم وبعرض 3 حارات مرورية لكل اتجاه، ومحور الشيخ محمد صديق المنشاوى ويبلغ طول 41 كم وبعرض 3 حارات مرورية لكل اتجاه.
فى 2017 كان إجمالي المنزرع بمنطقة توشكى يقدر بحوالي 400 فدان فقط، فى حين تقدر المساحة الإجمالية المنزرعة فى يناير 2024 بحوالي 420 ألف فدان، ففي نهاية عام 2022 وصلت المساحة المنزرعة لحوالي 250 ألف فدان، وفى نهاية عام 2023 وصلت المساحة المنزرعة إلى 420 ألف فدان أى بزيادة 170 ألف فدان خلال العام الماضي.
وكان جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، قد نجح في إعادة إحياء مشروع توشكي خلال السنوات الماضية من خلال استكمال إنشاء البنية التحتية للمشروع والتغلب على كافة المعوقات مع البدء في استصلاح 25 ألف فدان عام 2017، التي وصلت لاحقا في يناير 2024 إلى مساحة 400 ألف فدان، بالإضافة لاستصلاح وزراعة نحو 70 ألف فدان بواسطة شركات القطاع الخاص المحلي والأجنبي، لتصل إجمالي المساحة المنزرعة ب توشكى حاليا إلى نصف مليون فدان.
محاصيل استراتيجية
ويركز مشروع توشكى على زراعة عدد من المحاصيل الاستراتيجية، ويأتي على رأسها القمح والذرة والشعير بالإضافة لبعض المحاصيل الاقتصادية مثل الفول السوداني والبطاطس والخضروات والفاكهة والنباتات الطبية والعطرية.
2.5 مليون نخلة
ويشمل مشروع توشكى إقامة مزرعة تمور على مساحة تبلغ 38 ألف فدان، ومن المستهدف أن تصل إلى 40 ألف فدان خلال الفترة المقبلة، حيث تضم المزرعة 2.5 مليون نخلة، والتي نجحت في دخول موسوعة جينيس العالمية للأرقام القياسية كأكبر مزرعة تمور حول العالم.
تصنيع زراعي
كما يضم مشروع توشكى، التصنيع الزراعي الذي يهدف لإعطاء قيمة مضافة للمنتجات والمحاصيل الزراعية، حيث يجري العمل على إنشاء مجمع مصانع ألواح الأخشاب عالية ومتوسطة الكثافة (MDF/HDF ) بطاقة إنتاجية 400 متر مكعب في اليوم للاستفادة من جريد ومخلفات النخيل، بالإضافة إلى مصنع لتغليف وتعبئة التمور، ويضم ثلاجة تمور بطاقة 30 ألف طن، ومصنع إنتاج السكر من البنجر والقصب، بجانب إقامة صوامع الغلال التي تصل سعتها التخزينية مستقبلا إلي 500 ألف طن.
محطات رفع مياه عملاقة
أما عن محطات رفع المياه الرئيسية العملاقة فى توشكى فقد تم تنفيذ عدد 2 محطة رفع مياه رئيسية عملاقة للتغلب على فرق المنسوب البالغ 40 مترا بعدد 22 مجموعة رفع مياه بإجمالي طاقة 11 مليونا و300 ألف متر مكعب، وتعمل المحطات بنظام المراقبة والتحكم عن بعد، حيث تتكون المحطة الأولى من عدد 12 مجموعة رفع مياه بطاقة 6 ملايين و300 ألف متر مكعب يوميا، فيما تتكون المحطة الثانية من عدد 10 مجموعات رفع مياه بطاقة 5 ملايين متر مكعب يوميا، وتساهم المحطات فى توفير المياه اللازمة لزراعة 100 ألف فدان في المرحلة الثانية وتكفي لزراعة من 40 إلى 60 ألف فدان في المرحلة المستقبلية، وقد قامت الدولة باستصلاح وزراعة 430 ألف فدان في جنوب الوادي منها 140 ألف فدان في توشكى، حيث عملت الهيئة الهندسية على تأهيلها واستصلاحها.
أما عن محور ( شرق العوينات ـ الداخلة ـ الفرافرة)، فيبلغ طولة 655 كيلو مترا وعرضة 3 حارات مرورية بدلا من حارة واحدة مرورية لكل اتجاه يربط على طريق توشكى ب شرق العوينات ليصبح إجمالي طول المحور 1015 كيلو مترات كشريان يربط بين شمال وجنوب الوادى
وتمكنت الشركة الوطنية لاستصلاح و زراعة الأراضي الصحراوية هذا العام من زراعة 500 ألف فدان من محصول القمح في مزارع الشركة بمنطقة توشكى ، وتبلغ مساحة مزرعة “ توشكى 4” 140 ألف فدان.
وقد نجحت الشركة الوطنية لاستصلاح و زراعة الأراضي الصحراوية ب توشكى إحدى شركات جهاز الخدمة الوطنية وبالمشاركة مع الشركة الوطنية للمقاولات العامة والتوريدات والهيئة الهندسية للقوات المسلحة وبالتعاون مع عشرات الشركات الوطنية الأخرى، حيث تم التغلب على كافة المعوقات وتسوية الأرض وتجهيزها للزراعة وتوفير البنية التحتية اللازمة للمشروع من “شق الترع، وشبكات الري، وأجهزة الري المحوري، وإنشاء محطتين لضخ المياه بقدرة رفع 11.3 مليون متر مكعب مياه في اليوم ليصل إجمالي محطات الرفع الرئيسية إلى 11 محطة رفع، ومحطات شبكات الكهرباء، والطرق.
وقد تم استصلاح وزراعة 400 ألف فدان في منطقة توشكى ومستهدف زراعة 600 ألف فدان بنهاية عام 2025 في طفرة زراعية غير مسبوقة، كما تم استصلاح وزراعة 240 ألف فدان في شرق العوينات ومستهدف 400 ألف فدان بنهاية عام 2025، ويهدف المشروع إلى استصلاح وزراعة مئات الآلاف من الأراضي الصحراوية بأجود المحاصيل الزراعية الاستراتيجية مثل القمح التي بلغت مساحته 500 ألف فدان، وذلك لتقليل الفجوة الغذائية وخلق فرص عمل للشباب، وإقامة مجتمعات عمرانية جديدة.