كشف مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أنه بعد محاصرة وتهجير وتشريد أكثر من مليوني إنسان داخل سجن مفتوح، ومنع كافة سبل الحياة عنهم، حتى ماتوا جوعًا وعطشًا ومرضًا، وقصفهم بآلاف الأطنان من المتفجرات التي لم يسبق استخدامها في قتل الأبرياء على مر التاريخ، وسقوط أكثر من 300 ألف فلسطينى بين قتيل وجريح ومفقود، دون اكتراث بالقوانين والمواثيق الدولية والأُممية، وفي تحدٍّ وقِحٍ للقيم الأخلاقية والإنسانية؛ لم يزل العالم متخاذلًا عن إغاثة ونصرة هذا الشعب المظلوم المكلوم، ولا ندري إلى متى هذا السكوت والسقوط؟! وقد صارت الدماء أنهارًا، والأشلاء جبالًا، والمشردون مئات الألوف.
وقال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، في بيان، إنه يسعى المفسدون في الأرض -في محاولات بائسة- إلى إعلان نصر مكذوب أمام مؤيديهم من الفاشيين السّاديين بعد هزيمتهم وخيبتهم، بارتكاب أكبر الإبادات الجماعية والمجازر الوحشية في التاريخ البشري، والتي يعدّ أحد مشاهدها البشعة إطلاق كلاب مفترسة على العجائز من النساء، والأطفال، سيما ذوي الهمم، من أصحاب متلازمة الحب (داون)، على مرأى ومسمع من العالم ومنظماته ممن تزعم رعاية حقوق الإنسان أو الأطفال أو ذوي الاحتياجات الخاصة.
وأوضح مركز الأزهر، أنه سيلاحق خزي هذه الجرائم كافَّة كلَّ من ارتكبها، أو اشترك فيها، أو دعا إليها، أو أعان عليها، أو رعاها من هذا العالم ذي الوجهين، مهما وضعوا مساحيق الزور والافتراء على وجوههم القبيحة، أو تصايحوا بشعاراتهم الزائفة عن حق الإنسان في الحياة والحرية والكرامة.
وأشار إلى أنه لا يزال شعب فلسطين الصامد الصابر يحفر بطولاتٍ وأمجادًا في كتب الفخر والعزة بحروف من شرف ونور، بل ويُجرِّع العدو بصبره وثباته واحتسابه ويلات الهزيمة والانكسار التي لن تمحوها جرائمه الجبانة، مهما بشَّعها واستزاد من لعناتها.
وأوضح أنه لا ينبغي لأحرار العالم وشرفائه أن يغضوا الطرف عن المجازر العلنية على أرض غـ..ز ة وفلسـ،طـ..ين الأبية، أو يتناسوا عذابات شعب كامل بأطفاله ونسائه وشيوخه، يفتك بهم إرهاب المُحتَل المُختل، في إبادة جماعية وتصفية عرقية لم يعرف التاريخ الحديث مثلها في الدموية والوحشية واللاإنسانية.
وأوضح مركز الأزهر إن الخطر الذي يواجه الأمة واحدٌ، لا يخصُّ فئة دون أخرى، ولا دولة دون غيرها؛ وعدوها واحد، ينتقصها من أطرافها، ويخطط -يومًا بعد الآخر- لضرب القلب بعد قصِّ الأجنحة، ويبطش ويعربد قريبا منّا، وبعيدًا عنّا، ولا يزيده الصمت إلا طغيانًا وعُتوًا وتنكيلًا بالمستضعفين، والله أشد بأسًا وأشد تنكيلًا.
واختتم مركز الأزهر، أن من أقل حقوق إخوتنا في فلسطين علينا ألا ننشغل عنهم بلهوٍ أو هزل، وأن نذكرهم مع كل نعمة نَعِمنا بها وحُرموا منها، وألا تفارق أعيننا مشاهد ألمهم، ولا أسماعنا أنَّاتهم وصرخاتهم، وألا نستهين بدعوة طيبة أو كلمة دعم صادقة.