حثنا ديننا الإسلامى على الطهارة والمحافظة على النظافة، وقرَّر أنَّ الطهارة لها فضل عظيم؛ ولذا أخبر الله تعالى أنه يحب المتطهرين؛ قال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾.
قالت دار الإفتاء إن بقاء المكلف متوضئًا طول الوقت أمرٌ مستحب شرعًا؛ فيسن الإكثار من الوضوء واستدامته، وتجديده مرة بعد مرة؛ ففي ذلك خير كثير؛ بالإضافة إلى أن المسلم يزداد به نورًا على نور.
وبينت الإفتاء أن الطهارة من سنن الفطرة؛ فالإنسان يميل بفطرته إلى النظافة ولوازمها، وينفر بطبعه ممَّا عداها؛ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «خَمْسٌ مِنَ الفِطْرَةِ: الْخِتان، والاسْتِحْدَاد، وَنْتفُ الإِبط، وَتَقْليمُ الأظَافِر، وَقَصُّ الشَّاربِ» متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي الله عنه، والناظر في هذه الأشياء يجد أنها جميعًا تُحقّقُ النظافة والطهارة.
بقاء الإنسان متوضئًا طوال وقته له فضائل وفوائد كثيرة:
١- أنه يجنبه شر الشيطان؛ قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ الْغَضَبَ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَإِنَّ الشَّيْطَانَ خُلِقَ مِنَ النَّارِ، وَإِنَّمَا تُطْفَأُ النَّارُ بِالْمَاءِ، فَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَوَضَّأْ»
٢- أن بقاء المسلم متوضئًا يزيد عمره ويحبب فيه الملائكة؛ فقد روى الطبراني أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لسيدنا أنس رضي الله عنه: «يَا بُنَيَّ، أَسْبِغِ الْوُضُوءَ يَزِدْ فِي عُمُرِكَ، وَيُحِبُّكَ حَافِظَاكَ».
٣- أن بقاء المسلم متوضئًا يذهب عنه الآثام؛ ففي الحديث الذي رواه الإمام أحمد في "مسنده" أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا تَوَضَّأَ الْمُسْلِمُ ذَهَبَ الإِثْمُ مِنْ سَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ».
٤- قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ جَسَدِهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِهِ» رواه مسلم.
٥- أنَّ بقاء المسلم متوضئًا سبب من أسباب قبول الدعاء؛ فقد روى الإمام أحمد في "مسنده" أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَا مِنْ رَجُلٍ يَبِيتُ عَلَى طُهْرٍ ثُمَّ يَتَعَارُّ مِنَ اللَّيْلِ فَيَذْكُرُ وَيَسْأَلُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ خَيْرًا مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ إِلَّا آتَاهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِيَّاهُ».