"من سيرة الإصلاح والتجديد.. الشيخ حسن العطار" في معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب

"من سيرة الإصلاح والتجديد.. الشيخ حسن العطار" في معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتابجانب من الندوة

فنون27-7-2024 | 22:01

عقدت مكتبة الإسكندرية ندوة بعنوان "من سيرة الإصلاح والتجديد.. الشيخ حسن العطار"، بمشاركة الكاتب والناقد إيهاب الملاح، وقدمها الدكتور محمود مجلي، وذلك ضمن فعاليات معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب في دورته التاسعة عشرة.

وأشاد الكاتب والناقد إيهاب الملاح بـ مكتبة الإسكندرية ودورها الذي يجسد التنوع الثقافي والحضاري لمدينة الإسكندرية والممتد إلى آلاف السنين، ومعرض الكتاب الذي أصبح بؤرة حقيقة في مصر ينافس أكبر معارض الكتاب ليس في مصر فقط ولكن العالم العربي.

وأكد "الملاح" أن الشيخ حسن العطار اسم كبير في تاريخ المؤسسة الدينية في مصر، وهو بداية الخط الذي بدأت منه إجراءات الإصلاح والتجديد في الثقافة المصرية، خاصة أنه تزامن مع الفترة التي سبقت الحملة الفرنسية وما بعدها، والتي يعتقد البعض أنها كانت نقطة فاصلة في التفكير فيما قبلها وما حدث بعدها، وخاصة لوجود علماء بصحبة الحملة الذين تسببوا في الاحتكاك العظيم والذي أنتج فيما بعد ما يسمى الحداثة.

وأضاف "الملاح" أن هذه الخلفية التاريخية هي ما تبرز ما قدمه الشيخ حسن العطار لحركة الثقافة والتاريخ، فهو ولد عام 1766، وكان واحدًا من الأشخاص الذين درسوا دراسة تقليدية بـ الأزهر الشريف قبل قدوم الحملة، وظهر نبوغه مبكرًا في العلوم الدينية النقلية، وهي العلوم الوحيدة التي كان يسمح بدراستها في ذلك الوقت.

وأوضح "الملاح" أن "العطار" كان صديقًا للمؤرخ عبدالرحمن الجبرتي، ومحب الأدب والشعر الشيخ إسماعيل الخشاب، وقال إنه من خلال الثلاثة بدأت نواة ثقافية للاجتماع والتباحث حول العلوم الأخرى غير العلوم الدينية، مثل الرياضيات والفلك والعلوم الطبيعية، مشيرًا إلى أن ثلاثتهم آمنوا بضرورة تجديد وتغيير الوضع القائم.

وأضاف "الملاح" أن اجتماعهم تزامن مع الحملة الفرنسية ووجود علماء درسوا كل ذرة رمل في مصر وخلاصته ما جاء في كتاب "وصف مصر"، ورغم وجود مقاومة شديدة في في هذا الوقت لكل ما هو فرنسي، بدأ الأصدقاء الثلاثة التواصل معهم، ومن هنا نشأت الازدواجية في العلاقة مع الغرب بين الوجه الاستعماري البغيض، والوجه الآخر التقدم العلمي والحضاري.

وأشار "الملاح" إلى أن هذا التواصل دفع "العطار" إلى إدراك المعنى الذي عبر عنه في جملة "إن بلادنا لابد أن تتغير أحوالها وأن يتجدد من العلوم والمعارف ما ليس فيها"، وهو ما دفعه إلى السفر لمدة 14 عامًا في الشام والأستانة وألبانيا للدراسة والبحث، وعندما عاد عام 1815 كان محمد علي باشا يحكم مصر، وحدث اللقاء بين المثقف والحاكم فقرر محمد علي جعله -بلغة اليوم- مستشاره الثقافي.

وأضاف "الملاح" أن "العطار" قدم ل محمد علي أول مشروع ثقافي مصري عربي؛ من خلال الاهتمام بالتعليم عن طريق إنشاء المدارس المدنية لأول مرة، وإرسال البعثات التعليمية، وكانت أهمية البعثة التي أرسلت عام 1826 لوجود رفاعة الطهطاوي بها، والذي يعتبر أهم تلامذة "العطار"، مضيفًا أن هذا البرنامج إذا ما طبق اليوم بمنتهى البساطة سوف يحدث فرقًا.

ولفت إلى أن "العطار" عُين شيخًا لـ الأزهر في آخر 5 سنوات في عمره منذ 1830، وكأن ذلك تتويجا لمسيرته، وخلال تلك الفترة حاول أن يدفع بـ الأزهر وطلابه إلى الأمام ولكن قابلته مقاومة كبيرة، وترك خلفه تلاميذه وعلى رأسهم رفاعة الطهطاوي، ومجلات وكتب عن التجديد ومجموعة كبيرة من الكتابات ومتون على طريقة دارسي تلك الفترة، والمحفوظة في دور الكتب والمخطوطات، إلا أن القليل منها فقط هو ما تم تحقيقه ونشره.

واختتم "الملاح" حديثه؛ بأن "العطار" آمن بالتجديد وضرورة التعرف على الأخر ونبذ التعصب لثقافة ما، كما أنه لا يحدث تغيير بدون تيار ولا يأتي من أعلى لذلك كان الاهتمام الأول بالنسبة له هو التعليم، وقدم مجموعة تجديدات على مستوى اللغة والأسلوب والوعي ورؤية العالم.

جدير بالذكر، أن معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب في نسخته التاسعة عشرة يشهد مشاركة 77 دار نشر مصرية وعربية، ويمتد المعرض خلال الفترة من 15 يوليو حتى 28 يوليو الجاري، وذلك بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب واتحادي الناشرين المصريين والعرب.

وقد أعلن، مدير مكتبة الإسكندرية الدكتور أحمد زايد، عن إطلاق «جائزة مكتبة الإسكندرية للقراءة» تحت شعار «عش ألف عام مع القراءة»، وذلك خلال كلمته الافتتاحية لمعرض معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب.

وقال إن الجائزة سنوية وموجهة لكل أطياف الشعب المصري، وتختص بالفئة العمرية من 18 حتى 40 عامًا.

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2