نظمت وزارتا التنمية المحلية والبيئة، اليوم الإثنين، اجتماعا لمناقشة الاستعدادات وعرض خطة مواجهة نوبات تلوث الهواء الحادة خلال خريف وشتاء 2024-2025 بديوان عام محافظة القليوبية، وذلك بالتنسيق بين جهاز شئون البيئة، ومشروع إدارة تلوث الهواء وتغير المناخ في القاهرة الكبرى، الممول من البنك الدولي بحضور عدد من المزارعين ومديري الجمعيات الزراعية ورجال الدين الإسلامي والمسيحي.
يأتي هذا الاجتماع تنفيذًا لتوجيهات الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، والتي شددت على ضرورة اتخاذ إجراءات استباقية لمكافحة التلوث، ورعاية المهندس أيمن عطية محافظ القليوبية.
كما حضر الاجتماع كل من الدكتورة إيمان ريان نائب المحافظ واللواء إيهاب سراج الدين، السكرتير العام ونخبة من الخبراء والمسئولين، منهم الدكتور عصام عامر، رئيس قطاع الفروع بجهاز شئون البيئة، والدكتور محمد حسن، مدير مشروع إدارة تلوث الهواء وتغير المناخ في القاهرة الكبرى والدكتورة أميمة صوان مستشارة وزارة البيئة لجهاز المخلفات، حسام أمين، رئيس الإدارة المركزية لفرع القاهرة الكبرى بجهاز شئون البيئة، بالإضافة إلى ممثلين عن وزارتي الزراعة والبيئة والسادة رؤساء المدن والأحياء ومديري المديريات.
وأكد المهندس أيمن عطية محافظ القليوبية، أهمية التعاون بين كل الجهات المعنية لمواجهة هذه الظاهرة، مشيرًا إلى أن الخطة تشمل عدة محاور رئيسية منها التوعية، حيث تنظيم حملات توعية مكثفة للفلاحين وأصحاب المصانع بأضرار حرق قش الأرز على الصحة والبيئة، وتقديم بدائل اقتصادية للاستفادة من هذا القش، وتشديد الرقابة على المخالفين واتخاذ إجراءات قانونية حازمة بحقهم، وتفعيل دور غرف العمليات ومراكز السيطرة للرصد المستمروالتعاون مع الجهات المعنية لتطوير آليات التخلص الآمن من المخلفات الزراعية، وتحويلها إلى مصادر للطاقة أو الأسمدة.
وأضاف أن مشكلة السحابة السوداء و حرق قش الأرز والحرق المكشوف للمخلفات الزراعية، التي تتسبب في نوبات التلوث الحادة من أخطر المشكلات البيئية التي يشعر بها المواطنون بشكل كبير، خاصة في محافظات الدلتا ومنها محافظة القليوبية الأمر الذي يدعو إلى ضرورة تعاون وتكامل كافة الجهات المعنية للتصدي لتلك المشكلة من خلال وضع خطة واضحة للقضاء على تلك الظاهرة سواء عن طريق تشديد الرقابة وإحكام السيطرة للتصدي لحرق المخلفات الزراعية بأنواعها أو تفعيل دور غرف العمليات ومراكز السيطرة للشبكة الوطنية للسلامة والطوارئ بالمحافظات للرصد الدائم والتواصل والتنسيق المستمر مع وزارة البيئة لتنفيذ تلك الخطة وكذلك بالعمل على الحد من تراكمات المخلفات لتفادي اشتعالها واتخاذ الإجراءات القانونية ضد المخالفين.
وأضاف المحافظ أن الأديان السماوية جميعا حثتنا على الحفاظ على جوار النعم فالهواء والبيئة من أجل النعم التي أنعم الله علينا بها فلابد من الحفاظ عليها امتثالا لأمر الله عز وجل.
والتقت الدكتورة أميمة الصوان، مستشار وزارة البيئة لإدارة المتبقيات الزراعية، خلال اللقاء مع صغار المزارعين وقامت بتعريفهم بالإجراءات الخاصة بالحد من نوبات تلوث الهواء وكيفية الاستفادة من قش الأرز، وتطبيق العقوبات المنصوص عليها بالقانون 202 لسنة 2020 واتخاذ الإجراءات القانونية حيال المخالفات، مؤكدة على أهمية التوعية بعدم حرق قش الأرز، وتعظيم الاستفادة منه لإنتاج أسمدة، أعلاف غير تقليدية، ومخصبات حيوية تفيد التربة، وتساهم في زيادة الإنتاج الزراعي، واستعراض طرق الاستفادة والتصنيع وكيفية قيام المزارعين بذلك.
والقى الدكتور علاء عزوز، وكيل أول وزارة الزراعة، كلمة أكد أهمية التكاتف مع المزارعين وتقديم التيسيرات اللازمة لهم للاستفادة من قش الأرز اقتصاديًا، مشيرًا إلى أن الوزارة أصدرت قرارًا بمنع زراعة الأرز في بعض المناطق لتقليل كمية القش الناتج.
من جانبه، أشار الدكتور علاء عزوز، رئيس قطاع الإرشاد الزراعي بوزارة الزراعة، إلى أن منظومة قش الأرز تمثل نموذجا ناجحا للتعاون والتنسيق بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع المدني،
وهو ما ظهر بوضوح خلال الأعوام السابقة، الذي شهد نجاحا لتلك المنظومة، مشددا على ضرورة العمل خلال هذا العام لجعلها أكثر إيجابيا في ظل الدعم المقدم من الوزراء والمحافظين.
وأكد عزوز تعليمات وزير الزراعة بضرورة قيام اللجان المكلفة بإصدار الموافقات الخاصة بفتح مواقع ومراكز تجميع وتدوير قش الأرز والاطلاع بالمهام المنوط بها، وتكثيف الندوات الإرشادية لتوعية المزارعين، بأهمية الحفاظ على البيئة، والاستخدام الأمثل لقش الأرز والاستفادة القصوى منه، مؤكدًا ضرورة التعاون مع المختصين بفرع جهاز شئون البيئة ب القليوبية والعاملين بالمحافظة لضمان نجاح المنظومة هذا العام.