نجوم الفن و وهم العالمية !

نجوم الفن و وهم العالمية !محمد رفعت

الرأى7-8-2024 | 17:33

حلم العالمية في الفن ليس عيبا، وقد استطاع بالفعل تحقيقه فنانون قلائل مثل النجم الكبير عمر الشريف والمخرج العالمي الراحل يوسف شاهين ، واقترب من العالمية بدرجة أقل فنانون آخرون مثل خالد النبوي وعمرو واكد، ولكن هناك فنانون يتمسحون بالعالمية ويجرون وراء وهمها حتي ولو كان الثمن علي حساب سمعتهم وسمعة الفن المصري.

ومع الأسف، ففي بداية التسعينيات وقع الفنان الكبير يحيي الفخراني ، ومعه فنانون مصريون آخرون منهم الفنان الراحل جميل راتب والفنانة سماح أنور، ضحية منتج خدعهم وجعلهم يشاركون في بطولة فيلم يشوه صورتنا أمام العالم بعنوان «خارج الزمن»، وهو ما حدث أيضا مع النجمة يسرا التي وافقت علي بطولة فيلم دعائي ألماني يصور العرب علي أنهم بلهاء ومتخلفون.

وتكرر نفس الأمر منذ سنوات مع النجم الكوميدي أشرف عبد الباقي الذي انخدع هو الآخر بوهم الوصول إلي العالمية، وشارك في بطولة فيلم سويدي قصير ورديء المستوي الفني والفكري، تدور أحداثه حول علاقة جنسية بين شاب مصري وسويدية عجوز تعرف عليها أمام الأهرامات، وعرض الفيلم ضمن فعاليات مهرجان كان، وأثار ضده مشاعر كل النقاد المصريين والعرب الذين شاهدوا الفيلم.

أما المطرب الشعبي حكيم فقد أصيب منذ سنوات بلعنة السعي وراء العالمية وقدم أكثر من دويتو غنائي مع مطربين ومطربات من الغرب، وأنفق عليها مبالغ طائلة لتصويرها بطريقة "الفيديو كليب"، ولكنها لم تحقق له النجاح الذي كان يتمناه ولم تصل به إلى العالمية، بل كان تأثيرها عليه سلبيا للغاية، وابتعد عن قمة الغناء الشعبي التي احتلها بجدارة لسنوات لحساب مطربين آخرين.

ويكاد يكون المطرب عمرو دياب هو الوحيد بين نجوم الغناء في الحقبة الأخيرة، الذين حاولوا تطوير نوعية الموسيقي التي يقدمونها لتتناسب مع الايقاع العالمي، ونجح في ذلك إلى حد كبير، والدليل أن أغانيه تحقق رواجا كبيرا في أمريكا وأوروبا، ولا ينافسه في ذلك الآن سوي الملحن والمطرب عمرو مصطفي الذي قدم أكثر من تجربة ناجحة في أسبانيا، وقبلهما النجم الأسمر محمد منير الذي يستعين منذ سنوات طويلة بفرقة عازفين أجانب يصاحبونه في الغناء، وحققت الحفلات التي قدمها في ألمانيا وكثير من دول العالم الغربي إقبالا شديدا.

ولستُ بالتأكيد ضد تحقيق هدف الوصول بفنوننا الي كل بلاد العالم، فهو هدف نبيل ومشروع، ولكن بشرط ألا يحدث ذلك علي حساب احترامنا لأنفسنا .. وهناك حقيقة بديهية تقول إن المحلية هي الطريق الطبيعي للوصول إلى العالمية، وأديب نوبل الراحل الكبير نجيب محفوظ لم يسافر طوال حياته إلى الخارج ولم يغادر القاهرة ولم يكتب سوى عن أهلها، ومع ذلك نال احترام العالم ونال أكبر جائزة عالمية في الأدب.. فكفانا إحساسا بالضآلة والدونية ..وكفانا هرولة خلف وهم العالمية!

أضف تعليق