معرض السويس للكتاب يستعيد مدينة الغريب في ذاكرة شعرائها

معرض السويس للكتاب يستعيد مدينة الغريب في ذاكرة شعرائهاجانب من اللقاء

ثقافة29-8-2024 | 17:27

نظمت الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، ندوة بعنوان « مدينة الغريب في ذاكرة شعرائها»، شارك فيها الشعراء حاتم مرعي- إبراهيم جمال الدين، وأدارها الشاعر أحمد عايد.

جاء ذلك ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض السويس للكتاب، المنعقد حاليا تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة

وافتتح الندوة أحمد عايد، مثنيا على آثار الشعراء الراحلين ( عبد العزيز عبد الظاهر -عطية عليان - كابتن غزالي- وكامل عيد رمضان)، قائلًا: إن الكتابة كشكل من أشكال الفن هي فعل من أفعال المقاومة التي تجعل المرء خالدا ضد فنائه المحتوم.
فالذاكرة البشرية تخلد دوما في طياتها الفنانين مثل هوميروس وامرؤ القيس وغيرهم ممن خلدوا آثارهم على الأرض، فكل ما يفعله الفنان هو فعل مقاومة، الشاعر يقاوم ليس عن نفسه فقط ولكن عن المكان الذي يعيش فيه، فالمكان نفسه قد يكون مهددا بالفناء مثل الإنسان بسبب الحروب والأوبئة كما تعرضت السويس لحروب وأوبئة هددت وجودها على مر تاريخها، فالشاعر هنا بمقاومته كالذي ينجو بقومه من الموت، وهذه الندوة هي تكريم لهؤلاء الشعراء الذين رحلوا وتخليدا لذكراهم.

وقال حاتم مرعي: «إنه سعيد بهذا التكريم لشعراء أثروا تأثيرا حقيقيا في وجدان أهلهم، وأنه يطالب بإعادة طباعة الأعمال الكاملة لهؤلاء الشعراء ليتمكن الشباب من الاطلاع على أعمالهم، فدائما ما ترتبط السويس بشعر المقاومة فشعر العامية في العموم يتميز بكونه مرتبطا بالجمهور، بينما يتميز شعر مدن القناة عموما بدور وظيفي المقاومة وتعبئة الجماهير ضد المحتل».

وأضاف: «كما يتميز شعر المقاومة بأنه شعر غنائي مثل فرقة ولاد الأرض التي أسسها كابتن غزالي مع عطية عليان وكامل عيد رمضان، ولم يكن الشعر آنذاك يهتم بالقوالب والتطورات الحداثية للقصيدة العامية في هذا الوقت ولكن بالأداء الحماسي والموضوع الذي يشحذ قضية المقاومة في وجدان الناس، ثم اتجه الشعر إلى منحى آخر بعد الحرب حيث انتقل للتعبير عن وجدان الناس وطرح قضاياهم بجانب طرح قضايا التعبير عن الذات».

وتابع: «ويظهر التأثر بتاريخ المنطقة النضالي في اختلاط شعر الفصحى بالعامية في بعض القصائد، كما نجد التنوع في شعر العامية في فنون القول الشفهية مثل الموال والمربع بجانب الزجل والشعر النبطي الذي هو شعر البادية في سيناء أو الأشكال الأحدث مثل قصيدة التفعيلة وقصيدة النثر».
وتحدث مرعي عن الشاعر عطية عليان قائلا: «إنه كان يجمع بين أشكال كثيرة جدا من الكتابة حتى يرضي حسه الوطني، أبرزها الزجل وهناك أمثلة من ديوانه التي تبين الطريقة المباشرة التي اختارها لتقديم بعض أشعاره:
يا مصر يا نبضها
يا عمر دايم للزمان
يا معلم الناس كلها
كيف النضال يدبح
أمام سكة سفر دايمة
وتايهة في بحر العرب
وعن الكابتن غزالي الذي هو حالة خاصة وفريدة من نوعها فهو أشبه بلوحة فنية أصلية تشير إلى ذاتها فهو شاعرنا الأول وقائد سفينتنا، وكان يواكب الأحداث الجديدة ويعبر عن هواجسه وغرائزه الدفينة في شعره بقوة وبشجن ومثال على ذلك قصيدة الخوخ».
وأثنى إبراهيم جمال الدين الذي على معرض السويس الثاني للكتاب، ثم تحدث عن الشاعر عطية عليان الذي يراه التجربة الشعرية الأهم في السويس، فهو جزء من تجربة غنائية فنحن أمام شاعر متكامل ذو تجربة مكتملة الأركان، وهو حالة إنسانية رائقة وفريدة من نوعها، فالشاعر الذي يستطيع في وسط صراخ الحرب والدمار أن يكتب مثل هذه الكلمات الرنانة، فهو شخص فريد من نوعه يحلق من سماء أخرى غير سمائنا».
أما عن كامل العيد صاحب الغناء الرائق في هذه المرحلة فهو شاعر عتيد من شعراء المقاومة الشعبية في فترة العدوان الثلاثي على مصر، ومؤسس فرقة شباب النصر على غرار فرقة الصامدين بالإسماعيلية و أولاد الأرض في السويس، ثم ألقى بعض نماذج من أشعاره، واختتمت الندوة بمداخلات الجمهور للضيوف.

أضف تعليق