توحيد مجدى يتحدث لـ «دار المعارف» عن المصالحة الفلسطينية وأشرف مروان وأكاذيب إسرائيل المفضوحة

توحيد مجدى يتحدث لـ «دار المعارف» عن المصالحة الفلسطينية وأشرف مروان وأكاذيب إسرائيل المفضوحةتوحيد مجدى يتحدث لـ «دار المعارف» عن المصالحة الفلسطينية وأشرف مروان وأكاذيب إسرائيل المفضوحة

حوار3-12-2018 | 21:08

- لا توجد معلومة صحيحة فى فيلم الملاك الذى أنتجته إسرائيل والولايات المتحدة
- أشرف مروان هرّب صواريخ ستريلا وليس أربجيه وسلمها للمجموعة الفلسطينية
- الدور القطرى فى قطاع غزة مآله إلى الفشل
حوار: عاطف عبد الغنى
أعد الحوار للنشر: إبراهيم شرع الله
فى حوار "دار المعارف" مع المحقق والكاتب الصحفى توحيد مجدى المتخصص فى الشئون الإسرائيلية ركزّنا على 3 موضوعات شغلت بال الشارع المصرى فى الفترة الأخيرة.
الموضوع الأول: المصالحة الفلسطينية – الفلسطينية
والثانى محاولة إسرائيل المفضوحة لسرقة بطولة وإنجاز أشرف مروان، لصالح سرقة انتصارات مصر التى تم تتويجها بانتصار السادس من أكتوبر عام 1973، والدور الوطنى الذى يضاف لبطولات المصريين، ويخصم من العدو.
والثالث عن الدور الذى تحاول قطر أن تلعبه فى قطاع غزة.
وكشف مجدى فى هذا الحوار عن الكثير فيما يخص الموضوعات الثلاثة والتفاصيل فى السطور التالية:
فى البداية يؤكد مجدى أن المصالحة الفلسطينية تواجه صعوبات سببها أهداف كل طرف من الأطراف ومخططاته المستقبلية، بمعنى أن السلطة الوطنية الفلسطينية تحاول أن تقيم دولة فلسطينية رسمية وتؤهل المواطن الفلسطينى لكى يكون عنصرًا فعالًا فى المجتمع .
ويضيف أن كل ما حققته حماس حتى الآن مجموعة من الفشل الذريع وأعتقد من وجهة نظرى المتواضعة أن أكبر نجاح وإنجاز لها أنها حجزت مكانها بين المنظمات الإرهابية وهذا بتوثيق من الولايات المتحدة الأمريكية لتعريف المجتمع الدولى بحركة حماس بمعنى أن هذه الحركة فى المستقبل لن تستطيع الوصول إلى أى نوع من السلام.
والمجتمع الدولى عندما يتعامل مع حركة حماس فى الوقت الراهن يتعامل معها من منظور المنظمة الإرهابية فى حين أنهم يرغبون فى التعامل مع الرئيس محمود عباس أبو مازن لكن هذا من الصعوبة لأن أبو مازن "كالبطة العرجاء" بالمعنى السياسى يسير في الجزء الآخر الدولى .
بينما إسرائيل تلعب شيئًا مهمًا للغاية وهو عدم قيام دولة فلسطينية وكل ما تفعله الآن هو قطع الجغرافيا ، بمعنى عدم قيام دولة فى الضفة الغربية مع قطاع غزة وتسمح بإقامة ممرات فى المنتصف ويكون من الصعوبة الشديدة حراسة هذه الممرات أو السماح بها لأن قطاع غزة غير ممكَّن سياسيًّا بالنسبة للدولة الإسرائيلية أو الفلسطينية حتى وصلنا  إلى مرحلة اللادولة فى قطاع غزة أوفى الضفة الغربية.
  الوقت والأرض
يوضح مجدى أن إسرائيل تعمل الآن على عامل الوقت وتريد أن تمنع فكرة قيام الدولة بقضم المزيد من الأراضى إلى أن تصل إلى مرحلة معينة من استلاب الأرض الموجودة فى الضفة الغربية والتى تقل مساحتها قليلًا عن 6 آلاف كيلو متر مربع ويتم الآن قضم ما يمكن قضمه من هذه المساحة إلى أن تصل الدولة الفلسطنية الموجودة فى قطاع غزة برئاسة أبو مازن إلى عدم التمكن من إقامة الدولة ويتم حصر الفلسطينيين فى ركن أو ضم الـ11 محافظة الفلسطينية إلى محافظة واحدة ثم تنضم إلى المملكة الأردنية .
وذلك على نحو الماضي عندما كان شرق الأردن مملكة أردنية هاشمية وكانت تسمى ولاية شرق الأردن والضفة الغربية فى غربها نهر الأردن وكأن إسرائيل تريد حصر الفلسطينيين فى هذا تحت وجود رئيس أمريكى وأنا أسميه الرئيس دولار ترامب وليس دونالد ترامب الذى يرى فى السياسة أنها دولارات يريد أن يحصلها ويتعامل مع المنطقة من هذا المنطلق.
 وإسرائيل تراهن على بقائه خلال العامين القادمين وتحلم أنه يكمل فترة رئاسية أخرى وهذا فى منتهى الصعوبة لأننا سنرى فى بداية يناير ألعابًا نارية فى الولايات المتحدة من الحزب الديمقراطى الذى سيطر على مجلس النواب وبالتالى إسرائيل ترى أنها تلعب على الموجود فى يديها وهو قضم المزيد من الأراضى بمنتهى السرعة والقوة والعنف إلى أن تصل إذا استمر دونالد ترامب فى الحكم إلى مخططها بعدم قيام دولة فلسطينية.
ترحيلهم للضفة الغربية
ويتم ضم الإخوة الفلسطينيين فى الضفة الغربية للمملكة الأردنية الهاشمية فى ظل وجود إقليم يضغط عليها لقبول هذه الفكرة بأن الـ 11 محافظة الفلسطينية تنظم فى محافظة واحدة وتصبح ولاية أردنية ، وبذلك  يكون قطاع غزة جزءًا من أى أقليم سيقبله فى المنطقة حتى لو كان قبولًا إداريًّا وكأننا بالفعل نعود بالتاريخ والجغرافيا إلى الخلف ، ضفة الغربية مع الأردن وقطاع غزة ربما يصبح تحت إدارة مصرية .
وقطاع غزة لايهمه هذا كثيرًا لأنه يحلم فى النهاية بإقامة إمارة قطاع غزة فى ظل وجود مشروعات إسرائيلية تحاول أن تغازلهم وتستدرجهم إلى هذه المنطقة ليقبلوا بوجود مشروعات تشرف عليها إسرائيل إلى الأبد.
وجزر اصطناعية
وتعرض إسرائيل على قطاع غزة إقامة جزر اصطناعية تستغل من مساحة غزة حوالى النصف أوأكثر لأنهم فى الدراسات لقوا أن قطاع غزة فى طريقه إلى الانفجار السكانى قبل أن يكون انفجارًا سياسيًّا أو اقتصاديًّا فيحاولون مغازلة الموجودين به بإقامة جزر اصطناعية إسرائيلية تضم مطارات دولية ومجموعة من المشروعات السياحية الكبرى ولن يسمح للفلسطينين بسكنى هذه الجزر ويسمح فقط باستغلالها اقتصاديًا لأن قطاع غزة يحتاج إلى مقومات الدولة الاقتصادية والجزر المتاحة لهم فى الصيد ولعبت إسرائيل مثلما تريد فى الساحة البحرية .
حيث تشرف على هذه الجزر الأمم المتحدة تحت إدارة إسرائيلية لمدة 100 عام مع موافقة الإدارة الفلسطينية بأن تكون هذه الجزر منزوعة السلاح تحت الحماية والسيطرة الإسرائيلية وستكون هناك اتفاقية دولية رسمية حتى لا تحاول السلطة الفلسطنية مستقبلًا إدارة هذه الجزر والضرر بإسرائيل .
وهذه الجزر عندما تنشأ ستقترب من حقول البترول والغاز الإسرائيلى وتتيح للاحتلال ما يمكن وجوده من حقول غاز وبترول من قطاع غزة لأنه سيبقى شبه محافظة وليس دولة والمحافظة لا تمتلك حدود دولة وإسرائيل ترى أن تحتل كل هذه المنطقة بموافقة دولية.
والولايات المتحدة الأمريكية ترى أن السماح لروسيا بدخول الشرق الأوسط مثلما دخلت دول مناطق كثيرة فى الشرق الأوسط وسيطرت بالفعل على الأرض والجغرافيا مقابل التنازل النهائى عن هضبة الجولان وحقول البترول والغاز فى منطقة حوض شرق البحر الأبيض المتوسط لإسرائيل، وتسارع الدولة اللبنانية لحماية حقوقها فى حوض البحر الأبيض المتوسط بوجود إقليم مهتم بأثمان ضيقة النظر، وهذا سيؤدى إلى كوارث تاريخية وسياسية.
..والقدس
وتريد الولايات المتحدة الأمريكية قضم القدس لصالح إسرائيل وهو الثمن الأكبر فى الشرق الأوسط وتصفية القضية الفلسطينية، وأخشى أن تكون هناك موافقات وهنا السؤال ، هل سيتمكن الشعب الفلسطينى من الصمود في العامين القادمين وربما أرسل الله سبحانه وتعالى إليهم طوق النجاة الموجود على الساحة الدولية بالملفات الشائكة التى فتحت وستفتح بداية من يناير المقبل والتى ستعطل الإدارة الأمريكية وستقود بعض المؤامرات التي ربما فضحها الرئيس الأمريكى ، وبدلًا من أن يدافع عن مشروعاته الخارجية الشاذة سيبدأ الدفاع عن سمعته الشخصية وربما ينتهى به الأمر إلى أشياء لم يكن يحلم بها والوصول إلى العزل السياسى الكامل فى الولايات المتحدة فى ظل حزب جمهورى لأول مرة فى التاريخ يتحد مع الإدارة الديموقراطية فى مواجهة الرئيس الأمريكى.
فيلم الملاك
وسألناه عن رأيه فى فيلم الملاك، وما يحتويه من أكاذيب سياسية قبل أن تكون درامية فقال توحيد مجدى:
توحيد مجدى
كنت أنتظر الحصول على نسخة رسمية من فيلم الملاك لكى أحكم عليها وبالفعل وصلتنى النسخة الكاملة لأننى كنت أخشى النسخ الموجودة والتي فيها بعض الحذف، لكنى وجدت أن النسخ كلها متشابهة لا يوجد بها حذف وأثارت لدى عدة استفهامات من الناحية الأكاديمية والبحثية قبل أن تكون من الناحية الكتابية ،وأنا كمؤرخ وكاتب وجدت أن فيلم الملاك لا هو فيلم وثائقى، ولا درامى وثائقيًّا، ويثار لدى النقاد السؤال: كيف حدث ذلك ؟ لأن ميزانية هذا الفيلم مفتوحة ماليًا وسياسيًا وفنيًا ومتاح له كل ما يطلبه من تغطية.
وعندما نتناول الفيلم المتجسد كحقيقة أمامنا على الشاشة يستغرقنا عدة تساؤلات وهى أن الفيلم لم يستغل الناحية الفنية وفشل فيها لاختياره ممثلين من الدرجة الثالثة وليس الأولى، ولا الثانية، ولم يأت بممثلين من السينما الإسرائيلية المشهورين وهم معروفين بالاسم، وعدم استغلال القدرات الفنية الأوروبية، وعدم توظيف الميزانية المالية والسياسية وهذا يعتبر فشلًا كبيرا.
فشل درامى
 وواصل مجدى فقال، إنهم - أيضًا - فشلوا فى القدرة الدرامية بمعنى أن الفيلم بمجرد ظهوره على الشاشة مؤسس على قصة حقيقية وهى من وجهة نظرهم الموجودة فى كتاب الملاك وهذا الكتاب كتبه صحفى إسرائيلى مثله مثل أى صحفى مصرى كبير.
وعندما أتحدث عن خبرة كبيرة جدًا فى ملف «أشرف مروان» (الكلام لتوحيد مجدى) أتحدث عن بحث قمت به بشكل خاص لمدة عامين وكانت الدولة المصرية تعلم عنه بكل تفاصيله وأركانه ومباحثه الأكاديمية صدر فى كتابً بعنوان "الصيد" فى 400 صفحة بعد حوالى ثلاثة أعوام كتابة وتوثيق وفحص عن مؤسسة صحفية قومية مصرية كبيرة.
وفى النهاية تنتظر عملًا من وجهة نظرهم لضرب الأسطورة المصرية الناجحة العظيمة لأشرف مروان، ولاتوجد معلومة واحدة من البداية فى فيلم الملاك الذى أنتجته إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية سليمة وصحيحة وكل المشاهد كاذبة ومزورة حتى على مستوى القصة لم تكن هكذا أبدًا وهذا أثارنى بشدة كباحث.
وأولى مشاهد الفيلم كان يصور مجموعة فلسطينية فى تستهدف الطائرة المدنية الإسرائيلية التى كانت من المفترض أن تقلع من مطار "فيوميتشينو" فى روما، وجاءت المعلومة خاطئة لأنهم صوروا فى الفيلم المجموعة وهى تجلس بجوار المطار، وتشاهد حركة الطائرات الميدانية وشخصًا يحمل أربجيه على كتفه لإطلاق قذيفته على الطائرة المدنية الإسرائيلية وهذه كانت عملية فلسطينية المفترض أنها ستنفذ فى قلب روما وإذا بالمجموعة الفلسطينية يقبض عليها فى قلب روما .
داخل سجادة إيرانية
ولكن القصة الحقيقية أن أشرف مروان هرّب صواريخ ستريلا وليس أربجيه وسلمها للمجموعة الفلسطينية فى شارع تجارى مشهور للغاية فى روما وكانت هذه الصواريخ داخل سجادة إيرانية وركبت المجموعة الفلسطينية بالصواريخ المترو وتم نقلها إلى شقة على بعد 4 كيلو من مطار روما وتركيب هذه الصواريخ فى شرفة هذه الشقة لإطلاقها على الطائرة الإسرائيلية التى تقلع من مطار فيوميتشينو فى روما ولم يحدث ذلك لأن المجموعة تم القبض عليهم فى نفس الليلة وهذه المعلومات حقيقية وكانت جزءًا من تعقيد الخدع الاستراتيجية لأشرف مروان .
ومنذ المشهد الأول  نشاهد الفيلم على كذبه لأنه لا هو عمل درامى اقترب من الحقيقة ولا وثائقى وثقها، ولكن نحن أمام تشويه سينمائى كامل منذ البداية ، وأنا لا أجد تسمية أو كودًا يطبق على هذا الفيلم وهذا يجعلنى أتساءل كيف حدث ذلك ؟ ولماذا؟ وأين دور السينما الأمريكية فى هذا الفيلم؟ ولماذا لم تنتبه وتضع وجهة نظرها؟ هل وراءه أجيال فى الاستخبارات الإسرائيلية لم تعد هى الأجيال التى تعودنا أن نلعب معها فى السبعينيات والثمانينيات إلى نهاية التسعينيات؟ هل هذه الأجيال انتهت وأصبحت هناك أجيال مجهولة غبية للغاية.
الدور القطرى
وبسؤاله عن الدور الذى تحاول قطر أن تلعبه فى قطاع غزة أجاب مجدى:
الدور القطرى فى قطاع غزة مآله إلى الفشل بمعنى أنه لن يقبل حاليًا أى إقليم دورًا لقطر التى تسعى للحفاظ على نفوذ لها فى قطاع غزة وفى النهاية يصعب من خدمة المؤامرة الإسرائلية، والدور القطرى لايخدم السياسة الفلسطينية ويعمق الانقسام لأن من يقف وراء حركة حماس ويحاول تأييدها يخدم الدور الإسرائيلى ويعمق الانقسام الفلسطينى ويؤدى فى النهاية إلى ضياع القضية الفلسطنية لأن الدور القطرى ليس رئيسيًّا فى قطاع غزة ويؤدي إلى أهداف ضئيلة للغاية ويحاول اللعب على العوز الاقتصادى وبعض عناصر وفئات قطاع غزة هى المستفادة من الدور القطرى .
أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2