أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي على توافق كل من مصر و الصين حول التسوية السلمية للأزمات الدولية عبر الحوار وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول، مشيرا إلى دعم مصر لمبدأ " الصين الواحدة".
وأعرب مدبولى - خلال اجتماع عقده، لدى وصوله بكين اليوم الثلاثاء، مع رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني تشاو له جي - عن تطلع مصر للتعاون مع الصين في إطار التجمعات الدولية، لاسيما تجمع "البريكس"، كما أعرب عن تقديره للحفاوة وحسن الاستقبال للوفد المصرى من قِبل القيادة الصينية.
وأعقب الاجتماع عشاء عمل رسمي، حضره سفير مصر لدى الصين السفير عاصم حنفي، وسفير الصين لدى مصر السفير لياو ليتشيانغ، ونائب مساعد وزير الخارجية لشئون المنظمات والتجمعات الإفريقية السفير محمد أبو الوفا، وعدد من كبار المسئولين الصينيين.. ويأتي ذلك قُبيل بدء أعمال منتدى التعاون الصيني - الإفريقي (فوكاك)، الذي تستضيفه الصين خلال الفترة من 4 إلى 6 سبتمبر الجاري، ويشارك فيه الدكتور مصطفى مدبولي نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي.
كما أعرب الدكتور مصطفى مدبولي عن تقديره لحرص رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني على مقابلته للمرة الثانية بعد اللقاء السابق الذي جمعهما خلال زيارة رئيس الوزراء إلى الصين خلال شهر أكتوبر 2023، منوها بتطلعه لاستقبال تشاو له جي في مصر في أقرب فرصة.
وشدد رئيس الوزراء على حرص الرئيس السيسي على مشاركة مصر في مختلف الفعاليات الكبرى التي تستضيفها الصين.
وأشار مدبولي إلى "زيارة الدولة" التي قام بها الرئيس السيسي إلى الصين خلال الفترة من 28 إلى 31 مايو 2024، ومُشاركته كضيف شرف في الجلسة الافتتاحية للدورة الـ10 للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي- الصيني، والتفاهمات المشتركة مع الرئيس الصيني شي جين بينج للتوافق على مشروعات وبرامج تعاون الصديقين، بما يُسهم في تعزيز الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين ويعود بالنفع على شعبيهما الصديقين.
وتقدّم رئيس الوزراء، خلال اللقاء، بالتهنئة لرئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، بمناسبة نجاح انعقاد الجلستين التشريعيتين لمجلس نواب الشعب الصيني والمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني في مارس 2024، وكذا انعقاد الدورة الثالثة الكاملة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني مؤخرًا، والتي أكدت مخرجاتها على مواصلة الصين لسياسة الانفتاح والإصلاح بما يُلبي طموحات وآمال الشعب الصيني.
وأكد مدبولي كذلك حرص مصر على أهمية تعزيز التعاون والتبادل البرلماني بين البلدين الصديقين بشكل منتظم باعتبارها أحد أهم ركائز العلاقات الاستراتيجية بين الجانبين، لافتا إلى حرص المستشار الدكتور حنفي جبالى رئيس مجلس النواب على زيارة الصين خلال الفترة من 19 إلى 29 أغسطس 2024، للمشاركة في الدورة السادسة للبرلمانيين من الدول النامية، والاحتفال بمرور 40 عاما على انضمام المجلس الوطني ل نواب الشعب الصيني لعضوية الاتحاد البرلماني الدولي.
وقال "إن مصر تنظر إلى الصين بوصفها مثالًا يُحتذى به في مجال البناء والنهضة العمرانية، وأن بكين تُعد شريكا استراتيجيا لمصر في مواجهة الأزمات الدولية الراهنة"، مؤكدا دعم الحكومة المصرية للشركات الصينية العاملة في مصر، حيث يحرص على زيارة مشروعاتها بمصر ومتابعة سير العمل بها وتذليل العقبات أمامها في رسالة واضحة لدعم مصر لتلك المشروعات".
وأوضح أنه تم إنشاء وحدة الصين بمجلس الوزراء تحت رئاسة المهندسة راندة المنشاوي مساعد أول رئيس الوزراء مع إشراف مباشر من رئيس الوزراء، لمتابعة مختلف المشروعات الصينية، وهو ما يؤكد الاهتمام الكبير الذي توليه الحكومة المصرية لتعزيز التعاون الاستثماري والتجاري مع الصين.
وأضاف أن مصر تمثل فرصة واعدة للشركات الصينية وجاذبة للاستثمار من أجل التصدير للدول المجاورة، لاسيما في القارة الإفريقية التي تعد مصر بوابة مثالية للنفاذ إليها، لافتا إلى اعتزامه مقابلة العديد من الشركات الصينية خلال هذه الزيارة، لبحث فرص تعزيز التعاون في المجالات ذات الأولوية.
وأعرب مدبولي عن تطلعه لدعم رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني للتطورات الإيجابية التي تشهدها العلاقات الثنائية بين البلدين، وقيامه بتشجيع الشركات الصينية على الاستثمار في مصر، خاصة في ضوء اهتمام الدولة المصرية بقطاع الصناعة وتوطين عدد من الصناعات ذات الأولوية مثل صناعة السيارات الكهربائية، والطاقة الجديدة والمتجددة، خاصة الهيدروجين الأخضر.
ومن ناحية أخري، أكد رئيس الوزراء موقف مصر الثابت تجاه القضية الفلسطينية ودعمها للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، مُشيرًا إلى الجهود المصرية لوقف إطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية لأهالي قطاع غزة.
ومن جهته، رحب رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني بالدكتور مصطفى مدبولي، وهنأه على تجديد الثقة فيه وتوليه منصب رئيس الوزراء، وتكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة من قِبل الرئيس السيسي.
وأكد عُمق العلاقات الاستراتيجية بين مصر والصين، مُنوها، في هذا الصدد، بالذكرى الـ10 للشراكة الاستراتيجية بين القاهرة وبكين، وما حققته هذه الشراكة من نتائج إيجابية بفضل الدعم المستمر من قيادتي البلدين.
وقال "إن الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس السيسي إلى الصين كانت زيارة ناجحة للغاية، وهو ما يؤكد أهمية استمرار التعاون المُثمر بين البلدين"، معربا عن تقديره للعلاقات المصرية الصينية المُتنامية على مختلف الأصعدة، مؤكدًا أن هذه العلاقات أساسها هو الاحترام المتُبادل.
كما أعرب عن سعادته البالغة باستقبال رئيس مجلس النواب المصري في بكين مؤخرًا، مشددا على دعم الصين لمصر في تنفيذ خططها للتنمية المُستدامة، بما في ذلك "رؤية مصر 2030"، وكذا تَطلع بكين لتعزيز تعاونها مع القاهرة في مختلف القطاعات، وعلى رأسها قطاع البنية التحتية. وأعلن عن تقديم منحة لمصر بقيمة 100 مليون يوان لتنفيذ مشروعات تنموية مشتركة، مشددا على عمل الشركات الصينية في مصر، وحرصه على دفع مشاركتها في العديد من المشروعات خلال الفترة المقبلة في إطار من تعزيز التعاون المشترك بين البلدين.
واستعرض جهود الصين في تعزيز الإصلاح الداخلي والانفتاح وما حققته بكين من نجاحات في هذا الصدد، مُشيرًا إلى المؤشرات الإيجابية التي حققها الاقتصاد الصيني، وعلى رأسها تحقيق معدل نمو بلغ 5% سنوياً.
وتحدث رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني عن موقف بلاده تجاه القضية الفلسطينية، خاصة فيما يتعلق بضرورة وقف إطلاق النار وتقديم المساعدات وتنفيذ حل الدولتين، مؤكدًا خطورة انعكاس الصراع في قطاع غزة على السلم والأمن الإقليميين.
وفي هذا السياق، نوّه إلى استضافة الصين للحوار بين الفصائل الفلسطينية، بما يُساعد في إحلال السلام والعمل على توحيد الصف الفلسطيني، والتوصل لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.