إن يوم مولد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم هو يوم تفضل الله تعالى به على العالمين بإيجاد خير الأنام، فاستحق لذلك مزيد فضل واعتناء وإظهار أبلغ معاني الشكر والثناء لله تعالى بالإكثار من الطاعات والقربات التي من أَجَلِّها قربة الصيام.
وقال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ولد يوم الاثنين بلا خلاف في عام الفيل، وكانت ولادته في دار أبي طالب بشعب بني هاشم بمكة.
وأكد جمعة: ولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم الاثنين لحديث أبي قتادة الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سئل عن صوم يوم الاثنين فقال: ذاك يوم ولدت فيه، ويوم بعثت -أو أنزل علي- فيه (صحيح مسلم).
وذكر الزبير بن بكار والحافظ ابن عساكر أن ذلك كان وقت طلوع الفجر، يدل له قول جده عبد المطلب: ولد لي الليلة مع الصبح مولود.
فعن ابن عباس قال: ولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم الاثنين في أول شهر ربيع الأول، وقبض يوم الاثنين في أول شهر ربيع الأول (أخبار مكة للفاكهي ).
وعن محمد بن إسحاق قال: ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم الاثنين، لاثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول عام الفيل (السيرة النبوية لابن هشام ).
وعن قيس بن مخرمة قال: ولدت أنا ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عام الفيل (سنن الترمذي).
وقال الزبير بن بكار: حملت به أمه في شعب أبي طالب، وولد يوم الاثنين لليلتين خلتا من ربيع الأول عام الفيل، وقيل: لثمان خلون منه، وقيل: لاثنتي عشرة ليلة خلت منه، وذلك بعد قدوم الفيل بشهر، وقيل: بأربعين، وقيل: بخمسين يوما.
قال: وكان قدوم الفيل لثلاث عشرة ليلة بقيت من المحرم يوم الأحد، وكان أول المحرم يوم الجمعة،