ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، أن انفجار أجهزة الاستدعاء أو ما يعرف بـ"البيجر" في هجوم منسق ضد حزب الله اللبناني، "غير مسبوق في نطاقه وتأثيره"،ويأتي في وقت تتزايد فيه المخاوف من تصاعد التوترات على الحدود اللبنانية،في ظل التبادل اليومي للنيران عبر الحدود وفشل الجهود في التوصل إلى اتفاق لوقف القتال في غزة.
وكتبت الصحيفة- في سياق تقرير نشرته عبر موقعها الالكتروني اليوم "الأربعاء"- أن انفجار أجهزة الاستدعاء التي يحملها آلاف من عناصر حزب الله بعد ظهر أمس "الثلاثاء"في هجوم غير مسبوق أسفر عن مقتل 9 أشخاص وإصابة حوالي 2800 في جميع أنحاء لبنان.
ونقلت عن مصادر مطلعة، قولها إن العديد من هذه الأجهزة كانت من شحنة جديدة استلمها الحزب خلال الأيام الأخيرة، وألقى حزب الله والحكومة اللبنانية باللوم على إسرائيل،التي لم تُعلق على الهجوم بعد.
وقال مسئول في حزب الله إن العديد من عناصر الحزب يملكون مثل هذه الأجهزة، مضيفًا أن بعض الأشخاص شعروا بسخونة أجهزة الاستدعاء، فتخلصوا منها قبل انفجارها.
وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى انتشار الوعي بسرعة في لبنان والمنطقة بأن شيئاً غير مسبوق قد حدث،حيث انتشرت الأنباء بسرعة كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي حول أجهزة الاستدعاء المتفجرة ومقاطع الفيديو الدموية،وسرعان ما انطلقت سيارات الإسعاف في شوارع وسط بيروت،وتجمع مئات الأشخاص خارج غرف الطوارئ في المستشفيات في جميع أنحاء المدينة.
ونسبت وول ستريت جورنال، للمحلل الاستخباراتي المستقل رونين سولومون، قوله: "قد تكون الاستخبارات الإسرائيلية وراء تفجير أجهزة الاتصال بـ لبنان".
وقال مايكل هورويتز رئيس الاستخبارات في شركة "لا بيك إنترناشيونال"، وهي شركة استشارية في مجال الأمن وإدارة المخاطر ومقرها الشرق الأوسط، إن "السبب المحتمل هو البرمجيات الخبيثة التي تسببت في سخونة بطاريات الأجهزة وانفجارها أو شحنة وضعت في الأجهزة وتم تفجيرها عن بُعد".
وأفادت وول ستريت جورنال، بأن الحكومة الإسرائيلية تواجه، تحت ضغط متزايد، دعوات لإعادة عشرات الآلاف من النازحين إلى منازلهم في الشمال عن طريق إخماد صواريخ وطائرات مسيرة لحزب الله،وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، أمس الأول، إن احتمالات الدبلوماسية تتضاءل، مما يجعل العمل العسكري الخيار الوحيد المتبقي. ورد حزب الله على ما وصفه بخطابات وتعليقات تهديدية من إسرائيل، وقال إن قواته في أعلى مستويات الاستعداد للدفاع عن لبنان.