خلال اجتماعاته المُكثّفة ضمن الفعّاليات الجارية لدورة الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، التقى الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج بوزيرة الخارجية الكندية ميلاني چولي.
شهد اللقاء التأكيد على العلاقات الثنائية الوطيدة والتي يشهدها البلدان وهما يحتفلان هذا العام بمرور سبعين عاماً على العلاقات.
وتم التباحُث حول سبل الارتقاء بأواصر التعاون على كافة المستويات وفي جميع المناحي، وعلى رأسها الدفع قدماً بالمزيد من أنشطة تعزيز التعاون الاقتصادي لما فيه مصلحة البلديّن والشعبيّن، بما في ذلك مواصلة دعم نمو التبادل التجاري. هذا، فضلاً عن استعراض وزير الخارجية لجهود الدولة المصرية في مجال الإصلاح الاقتصادي، دافعاً بأهمية تشجيع الاستثمارات الكندية لاغتنام الفرص الواعدة وسط المناخ الاقتصادي المصري وما اتخذته مصر من إجراءات هيكلية مشهود لها دولياً، فضلاً عن حوافز الاستثمار.
تطرّق الحديث إلى اتفاق وزيريّ خارجية مصر وكندا على السعيّ نحو ضخ المزيد من الزخم الإيجابي في العلاقات ودفعها إلى آفاق أرحب، والعمل على مواصلة تعزيز مقدار التعاون والتنسيق في المجالات الثنائية المتشعبة.
وقد اتفق الوزيران حول أن ما تشهده العلاقات المصرية الكندية من فرص واعدة وكامنة تتطلب الارتقاء بها، الأمر الذي يمثل دافعاً لقيام الجانبيّن بالإسهام سويا في تيسير العديد من المسائل على الصعيد الثنائي، بما في ذلك تسهيل حركة التجارة المتبادلة وتدفُق السياحـة والمزيد من التعاون العلمي بين الجامعات.
وفي هذا الإطار، اهتم الوزيران بالتباحُث حول دراسة العمل على إلغاء التأشيرات المسبقة المُطبّقة حالياً على المواطنين الكنديين للسفر إلى مصر، وهو ما أبدى الوزير د. عبد العاطي الترحيب والتجاوُب بشأنه، على أن يتم الإعلان رسمياً عن ذلك قريباً؛ وذلك في بادرة ثمنتها وزيرة الخارجية چولي في إطار العلاقات بين البلدين والدفع قدماً نحو تعزيزها.
وقد حرص وزير الخارجية على تأكيد أن مفهوم التطلُع إلى الأمام يستوجب العمل نحو البناء على الرغبة المشتركة في تنمية كافة مناحي التعاون والعمل نحو المزيد من التسهيل بكل الوسائل المتاحة لمواطني البلديّن، بما في ذلك المواطنين المصريين الكنديين وربطهم بوطنهم الأم مصر، مع مواصلة العمل على تذليل أية عقبات من أي نوع.
هذا، وقد تناول الوزيـران أهمية قيام الجانبيّن ببذل الجهد لتحقيق التسهيلات في الحركة والتأشيرات لسفر مواطني البلديّن، تعزيزاً لحركة السفر والتجارة والسياحة.
كما تناول اللقاء التقدير المتبادَل من جانب الوزيريّن للمُكوّن المصري في النسيج الكندي بإسهامات المصريين القيّمة عبر عقود من الزمن على الأصعدة العلمية والاقتصادية والثقافية.
هذا، وشدّد الوزير عبد العاطي على اعتزاز مصر بالإنجازات التي حققها المصريون المقيمون على الأراضي الكندية، والتي تُعد مبعث فخر لوطنهم الأم، ودافعاً لمواصلة دعم المواطنين المصريين ورعايتهم بشتى الطرق أينما كانوا.
شهد اللقاء أيضاً التباحُث حول التطورات الإقليمية والقضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك والتحديات ذات الصلة، حيث اهتمت وزيرة الخارجية "چولي" بالاستماع إلى عرض الوزير د. عبد العاطي حول الموقف المصري من مُجمَل الأوضاع بالمنطقة، وعلى رأسها الحرب الإسرائيلية المتواصلة على الأراضي الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية؛ حيث استعرض وزير الخارجية الجهود المصرية المُضنية والمُخلصة والدافعة نحو الوقف الفوري للعدوان الإسرائيـلي على قطاع غزة وسرعة إنهاء الاحتلال، فضلاً عن النفاذ الكامل للمساعدات الإنسانية، والعمل على إقامة الدولة الفلسطينية على كامل ترابه الوطني. كما تم تناوُل أيضاً عددٍ من الأزمات، بما في ذلك على صعيد السودان، والتصعيد غير المُبرّر ضد لبنان.