الإسلام يسعى إلى بناء إنسان متعلِّم؛ فالعلم هو الضامن الحقيقي لإعادة صياغة الشخصية وتطويرها بالقدر الذي تستطيع به مواكبة متطلبات العصر وتحدياته؛ ومن ثم لا يوجد ثمة ازدواجية بين العلوم الدينية والدنيوية، فتعلم العلوم التي تنفع الناس وتنير حياتهم أحد مقاصد الشريعة الإسلامية.
وورد ذكر فضل العلم والعلماء في العديد من الأحاديث النبوية، الشريعة الإسلامية عُنيت بالقراءة والتعليم بصورة بالغة، وحثَّت على طلب العلم من المهد إلى اللحد، بل جعلته واجبًا على كل فرد لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “طلب العلم فريضة على كل مسلم”.
إن الشرع الكريم حضَّ على توقير أهل العلم؛ إذ بالعلماء يظهر العلم، ويُرفع الجهل، وتُزال الشبهة، وتُصان الشريعة، وقد روى الترمذي وأحمد عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس منَّا من لم يجلَّ كبيرَنا، ويرحمْ صغيرنا، ويعرفْ لعالمنا حقَّه».
ويكفي في شرف العلم وأهله أن الله عز وجل استشهدهم على وحدانيته، وأخبر أنهم هم الذين يخشونه على الحقيقة والكمال، قال تعالى: «شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ» (سورة آل عمران الآية 18)، فاستشهد الملائكة وأولي العلم على وحدانيته سبحانه، وهم العلماء بالله ، العلماء بدينه، الذين يخشونه سبحانه ويراقبونه، ويقفون عند حدوده، كما قال الله عز وجل: «إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ» (سورة فاطر الآية 28).