نظم المركز الثقافي الروسي بالإسكندرية برئاسة أرسينى ماتيو سشينكو، مدير المركز، ندوة حول حقوق ومكتسبات الأشخاص ذوى الإعاقة، بمشاركة عدد من الخبراء الروس في هذا المجال وعدد من الجمعيات المصرية بالتعاون مع جمعية قرية الأمل للتنمية والتأهيل الاجتماعى للمعاقين.
فى بداية الندوة، تحدثت النائبة ندا ثابت، رئيس جمعية قرية الأمل، حول القانون رقم ١٠ لعام ٢٠١٨ الخاص بذوى الإعاقة، قائلة: أصبح لدينا قانون للمعاقين وله لائحة تنفيذية، وهذا القانون يمثل قفزة كبيرة لذوى الإعاقة، مضيفة أن الجمعية تضم مراكز للتدريب والتأهيل وورش مختلفة بهدف تأهيل ذوى الإعاقة؛ ليتمكنوا من التواصل والتفاعل مع المجتمع، كما تقوم بعمل جلسات علاجية وندوات ومؤتمرات للفئات الخاصة والمعاقين، مؤكدة أن الهدف من الجمعية أن يكون ذوي الإعاقة في مصر متمتعين بحقوقهم مثل أي إنسان طبيعي، وأن تقوم بتأهيلهم ليتمكنوا من العمل والتفاعل مع المجتمع المحيط بهم.
وتابعت: تتولى الجمعية رعاية أسر المعاقين والمساعدات الاجتماعية وحماية المستهلك والتنمية الاجتماعية والصحية والاقتصادية، علاوة على تقديم الخدمات الصحية ورعاية الشيخوخة والدفاع الاجتماعي ورعاية الطفولة والأمومة، لافتة إلى أن المقر الرئيسي للجمعية في برج العرب يضم مخبزا آليا وصوب زراعية وحظيرة مواشي وورشة نجارة وورشة للتعبئة وورش لصناعة السجاد من خلال أنوال، وتقوم الجمعية أيضا بمشروعات لتمكين السيدات من أهالي المعاقين من خلال محو أميتهم وتعليمهم مهارات وأنشطة معينة كي يستطعن من خلالها إضافة دخل، مثل تعليم الخياطة وصناعة البامبو، كما تضم الجمعية مراكز لتعديل السلوك والتخاطب والعلاج الطبيعي وتنمية المهارات، بالإضافة إلى خدمات التجنيد وذلك من خلال لجان طبية تأتي لفرع كليوباترا لمساعدة المعاقين فيما يخص التجنيد، كما تقوم الجمعية بعمل رحلات ترفيهية للمعاقين.
وحول الأطفال المصابين بمرض بيكيو، وهو المرض الذي يفتقد فيه الطفل للإنزيم الذي يقوم بهضم البروتين، قالت النائبة ندى ثابت: إن الجمعية تقوم بخدمات للأطفال المصابين بهذا المرض من خلال تقديم الدقيق منزوع البروتين لهم وبعض الأطعمة الأخرى منزوعة البروتين والتي تتناسب معهم، وتدريب الأمهات على عمل أنواع من الأطعمة التي تناسب الطفل المصاب بهذا المرض لوقايته من الإصابة بالتخلف العقلي.
أما عن رعاية ذوى الاحتياجات الخاصة في جمهورية روسيا الاتحادية، تحدثت الدكتورة ريمستا كاتيانا، خبيرة في علاج التوحد بروسيا، قائلة: إنني اندهشت من التطور الذي وصلت إليه جمعيات رعاية المعاقين في مصر، خاصة جمعية قرية الأمل التى قمت بزيارتها، وما أثار دهشتي إتاحة الفرصة للمعاقين للتواصل مع مجال الزراعة وتعليمهم الحرف والتعامل مع حيوانات الحظيرة، مؤكدة أن روسيا الاتحادية تسعى للتطور في هذا المجال كما تسعى لتطوير المنظمات التي تعمل مع ذوي الاحتياجات الخاصة، وأضافت أن مشاكل المعاقين متشابهة في كل الدول، موضحة أن مرض بيكيو موجود في روسيا كما هو موجود في مصر وهناك طفل من كل تسعة أطفال في المناطق الجنوبية يولد مصابا بهذا المرض، وكل عام يولد ٢٥٠ طفلا مصابا بالمرض، لكننا نحاول تفاديه منذ البداية.
وأضافت الدكتورة ريمستا كاتيانا، أن المشكلة في روسيا هو عدم اكتشاف المرض منذ بدايته، لكن مقابل ذلك توجد هناك أماكن مخصصة لذوي الإعاقة الذهنية يتم تأهيلهم للتواصل مع المجتمع الخارجي، مؤكدة أن هناك مجهودا كبيرا يتم بذله من خلال منظمات المجتمع المدني لتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة من التعامل مع المجتمع الخارجي.
وأكملت: لقد أحضرنا معنا من روسيا مجموعة من الأدوات والألعاب التي تستطيع من خلالها الكشف عن الإصابة بالتوحد أو الإعاقة الذهنية لدى الطفل في سن 10 أشهر، وهو يعتبر سنا مبكرا لاكتشاف المرض، أما ما يخص مشكلة الصمم، قالت: في روسيا بشكل عام الأطفال المصابون بالصمم يدرسون مع الأطفال الطبيعيين في المدارس العامة، والدولة تتكفل بحل مشاكل العصب السمعي من سن صغير جدا، ويرجع ذلك لدور الحكومة بإعطاء أهمية كبيرة للأطفال المولودين حديثا من خلال إجراء مجموعة من التحاليل والمتابعات لاكتشاف وجود أمراض في السمع أو أي أمراض أخرى، كما توجد أجهزة متطورة تكتشف مدى ضرر العصب السمعي عند الطفل.
وقالت النائبة: إن الأطفال الذين يتم زرع القوقعة لهم لعلاج الصمم يتم التعامل معهم بعد ذلك من خلال الطبيب النفسي قبل سن الالتحاق بالمدرسة، لتأهيل الطفل على التعامل مع الأطفال الطبيعيين في نفس المدرسة، مشيرة إلى أن المصابين بالصمام الذين لم يتم علاجهم لأي سبب، توفر لهم الدولة مترجم إشارة طوال فترة دراسة المصاب، وتحاول الحكومة توفير عمل مناسب له مثل سائق سيارة أو عمل على الكمبيوتر إذا كان يتقنه، كما توفر له الدعم النفسي طوال الوقت.
أما عن مشكلة التقزم، فهناك حوالي مليون شخص في روسيا من الأقزام، وهم مقسمون إلى قصير قامة طبيعي وقصير قامة مصاب بأمراض مع التقزم، وجمعيهم تقوم الحكومة الروسية بتقديم المساعدة لهم.
وعن إصابة الأطفال بالتوحد وسن اكتشاف الحالات، قالت الدكتورة ريمستا كاتيانا: استطعنا اكتشاف حالات مصابة بالتوحد من سن سبعة أشهر، وهو سن مبكر جدا، وهناك بعض الطرق لاكتشاف مرض التوحد، فهناك بعض الألعاب الحركية التي تعطي ردة فعل حركية تكشف التوحد، وهناك طرق أخرى لاكتشاف التوحد في سن مبكرة، أما الأطفال في سن أكبر من خمس أو ست سنوات ومصابون بالتوحد فهم يحصلون على برنامج خاص بهم كي يستطيعوا التعامل مع الأطفال، ونحاول تطوير الطرق الخاصة للتعامل مع أطفال التوحد.