"أكتوبر" شهر الانتصار والاصطفاف

"أكتوبر" شهر الانتصار والاصطفافحاتم فاروق

الرأى5-10-2024 | 16:31

تتزامن احتفالات مصر بالذكرى الحادية والخمسين لنصر أكتوبر العظيم ، مع ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من تحديات خطيرة وتحولات استراتيجية على الصعيدين السياسى والعسكرى، بداية من عملية السابع من أكتوبر الماضى، مرورًا بحرب الإبادة التى يقودها العدو الصهيونى ضد الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة والضفة الغربية، وأخيرًا العدوان الإسرائيلى الغاشم على جنوب لبنان .

التحديات والتحولات التي تواكب احتفالات مصر بالنصر العظيم هذا العام تشير إلى عدم إدراك العدو الصهيوني خطورة تعنته واستمراره فى تجاهل مطالب المجتمع الدولي بوقف حرب الإبادة فى قطاع غزة والتوسع فى ضرب الجنوب اللبناني ، وهو الموقف الذى حذرت مصر من تداعياته الخطيرة على منطقة الشرق الأوسط بأكملها.

الاضطرابات التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط بفعل التصعيد الإسرائيلى على مختلف الجبهات العربية، يستوجب الاصطفاف الداخلي للمجتمع المصري بمختلف فئاته، لمواجهة خطورة الموقف، بعدما تأكدنا أن العدو لا يستهدف المقاومة الفلسطينية أو اللبنانية بمختلف أشكالها فحسب، بل ينطلق بقوة نحو المواجهات العسكرية مستهدفًا التوسع الاستعماري بالأراضى العربية، مستعينًا بحلفائه فى الولايات المتحدة وأوروبا.

التحركات المصرية التى تقودها وزارة الخارجية مؤخرًا، من خلال المباحثات المكثفة التى تمت على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، أكدت أن مصر حريصة على دعم المبادرات التهدئة الدائمة فى المنطقة، محذرة من أخطار التصعيد الإسرائيلي على لبنان وغزة، خصوصاً أن هذه الانتهاكات الإسرائيلية تهدد بجر المنطقة إلى مواجهات عسكرية مباشرة.

الأوضاع الجيوسياسية فى منطقة الشرق الأوسط تضع صانعى القرار فى موقف صعب وتاريخى، فى الوقت الذى يواصل فيه رجال الدولة المصرية الليل بالنهار للتصدي لمحاولات إسرائيل لجر المنطقة إلي حرب شاملة لا يدرك أحد تداعياتها على الشعوب لسنوات طويلة مقبلة، والهدف أصبح واضحاً وهو المواجهة العسكرية مع الجيش المصرى الذى لا يزال يقف شامخاً أمام تلك المحاولات الخبيثة، كل مصري يعيش على أرض هذا الوطن عليه فى هذه الأوقات العصيبة، أن يقف خلف قيادته السياسية وجيشه العظيم، ليؤكد للعالم أجمع قدرته على تكرار العبور من هذه التهديدات الخارجية التي يقف وراءها العدو الصهيونى وحلفاؤه، وفى بعض الأحيان الأصدقاء فى مناطق عدة من الحدود المصرية.

دعونا نحتفل بذكرى حرب استعادة الكرامة وأبطالها العظام، لكن علينا أيضًا أن نستدعى روح العبور الثانى عبر الاصطفاف وتوحيد صفوف المجتمع المصري، لتكون رادعًا لكل من يريد عرقلة مسيرة مصر نحو التنمية الشاملة.

حمى الله مصر وشعبها العظيم.

أضف تعليق